أخوان دمشق يريدون تنازلات من السلطة ومنقسمون حول التعاون مع مشروع خدام

حجم الخط
0

أخوان دمشق يريدون تنازلات من السلطة ومنقسمون حول التعاون مع مشروع خدام

أخوان دمشق يريدون تنازلات من السلطة ومنقسمون حول التعاون مع مشروع خدامعمان ـ القدس العربي : اكدت شخصية اسلامية اردنية بارزة علي صلة بالاخوان المسلمين في الفرع السوري لـ القدس العربي ان الشيخ صدر الدين البيانوني زعيم جماعة الاخوان السورية ورفاقه من قادة الجماعة لا يثقون علي الاطلاق بنائب الرئيس السوري المنشق عبد الحليم خدام ولا يتعاملون بجدية مع طروحاته الداعية الي الاصلاح والتغيير داخل سورية. واوضحت هذه الشخصية بعد ان فضلت تجنب ذكر اسمها ان اخوان سورية يرغبون فعلا باستغلال الظرف المتأزم الحالي الذي يواجهه نظــام الرئيس السوري بشار الاسد وان لديهم خططا لهذا الاستغــلال لكنها خطط تحافظ علي مسافة معقولة وكبيرة من الامريكيين وهي خطط تهدف الي استغلال الواقع الحالي للنظام ليس للانقضاض عليه او مساندة العمل العسكري ضده وانما لاجباره علي تنفيذ اصلاحات داخلية متعددة يكون من بينها فتح ملف الاخوان المسلمين في الفرع السوري بكل تفاصيله وانصافهم ومعالجة مظالمهم التاريخية.وكشفت الشخصية الاخوانية الاردنية التي حاولت العمل علي مبادرة بين الرئيس بشار واخوان دمشق النقاب عن ان الرئيس السوري لم يغلق الباب نهائيا بخصوص مصالحة مفترضة مع جماعة الاخوان المنشقة وقياداتها في الخارج. وكشفت ايضا النقاب عن ان نائب الرئيس المنشق عبد الحليم خدام هو الذي بادر بالاتصال بقيادة جماعة الاخوان في الخارج عارضا التعاون والتحالف وليس العكس فيما تعاملت الجماعة حتي الان بحذر وبرود مع اتصال خدام.وقالت الشخصية نفسها ان قادة المكتب التنفيذي لاخوان سورية في الخارج منقسمون في الرأي الآن الي جناحين يعتبرالاول ان الرئيس بشار ماض علي طريق والده في عدم فتح ملف الاخوان وانصافهم وبالتالي لا بد من استغلال خدام والتعاون معه تحسبا لأي مستجدات يمكن ان تشهدها سورية في المستقبل القريب.وهذا الجناح متحمس الي حد ما للتعامل مع خدام ويميل اليه نسبيا زعيم الجماعة الشيخ البيانوني لكن جناح اخر في قيادة الجماعة يشكك في مصداقية خدام ويعتبر تهديداته عبارة عن استعراض فردي ويعتبر ايضا بان الاخوان سيفقدون مصداقيتهم لو ظهروا علنا الي جانب خدام او لو تم استغلالهم من قبل الجهات الامريكية.ووجود هذا الانقسام في الرأي حسب الشخصية الاردنية الاخوانية هو الذي دفع التنظيم الدولي لجماعة الاخوان لمطالبة الفرع السوري بالتريث وعدم الاستعجال فيما يخص التعامل والتعاون مع خدام الامر الذي نتج عنه اغلاق مؤقت لخط اتصالات هاتفية بين خدام وبعض رموز جماعة الاخوان وتحديدا من الموجودين في لندن والمانيا. وحتي الان لم يحدد اخوان سورية بشكل حاسم موقفهم من احتمالات التعاون مستقبلا مع خدام لكن الخط الارجح الان هو التريث والرصد وتجميد الاتصالات مع خدام ولو مؤقتا خصوصا وان قادة اخوان سورية يبحثون حاليا ومرحليا عن اجابات علي اسئلة معلقة مهمة من بينها معرفة طبيعة العلاقة بين ما فعله خدام بشكل مفاجئ وبين الدولة الفرنسية؟ وكذلك معرفة الرؤية الامريكية فيما يخص المستقبل القريب خصوصا وان قادة الاخوان لم يتلقوا حتي الان دعوات حوار صريحة ومباشرة معهم لا من قبل الامريكيين ولا من قبل الاوروبيين. وتؤكد مصادر الاخوان الاردنيين بان اخوان سورية يشعرون بأنهم مجروحون ومشتتون في الارض وبان الرئيس بشار لم يتقدم باتجاههم ولو خطوة واحدة. وتشير المصادر الي ان قيادة الاخوان في سورية حاولت توظيف الاتصال الهاتفي مع خدام تكتيكيا لدفع الرئيس بشار لاتخاذ خطوات ايجابية باتجاه ملفات معلقة مع النظام ويعتبرها قادة الجماعة اساسية ومحورية. ويتعلق الملف الاول بالغاء قانون سيئ السمعة والصيت ويعرف بانه قانون 49 وهو تشريع ينص علي عقوبة الاعدام بحق من ينتسب لجماعة الاخوان المسلمين. والملف الثاني يتعلق بمطالبة اخوان دمشق بفتح ملف خمسة عشر الف مواطن سوري مفقود جميعهم ينتسب لجماعة الاخوان وبعض هؤلاء قتل وبعضهم دفن بدون علم اهله وبعضهم الاخر سجن ولم يتحدد بعد مصيره ويطالب الاخوان بفتح السجلات والوثائق الامنيـة لتحديد مصير هؤلاء معتبرين هذه الخطوة اساسية جدا قبل الانتقال للملف الثالث وهو تمكين كوادر الاخوان السورية في الخارج من العودة ومن استلام جميع وثائقـهـم ليس في اطــار العفــو الرئاسي فقط ولكن في اطار تنظـــيف كل القوانين والتشريعات والانـظمة التي تمس في الحقوق المدنية والسياسية لاعضاء جماعة الاخوان وبشكل يضمن لهم عودة متكاملة للوطن وفرصاً متكافئة في العمل والاقامة والتنقل والسفر والتجارة والاستثمار.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية