أخوان الأردن يحذرون اخوان سورية من الاصلاح علي الطريقة الامريكية

حجم الخط
0

أخوان الأردن يحذرون اخوان سورية من الاصلاح علي الطريقة الامريكية

جدال عاصف بعد تصريحات الذنيبات والشيخ حمزة منصور يشكك باصلاحات خدامأخوان الأردن يحذرون اخوان سورية من الاصلاح علي الطريقة الامريكيةعمان ـ القدس العربي ـ من بسام البدارين: لسبب أو لآخر وبصورة نادرة قرر حزب جبهة العمل الاسلامي الأردني تمييز موقفه تجاه الملف السوري عن موقف مرجعية الحزب الممثلة بالمراقب العام لجماعة الأخوان المسلمين مما خلق انطباعا بأن المعلومات التي ترددت في أوساط خصوم الحركة الاسلامية في البرلمان حول وجود خلاف داخلي في الحركة صحيحة وهي مسألة يفندها الأمين العام لحزب الجبهة الشيخ حمزة منصور وهو يبلغ القدس العربي بان باب الاجتهاد والاختلاف في الرأي مفتوح في أطر الجبهة والأخوان لكن القرارات تتخذ من قبل مؤسسات القرار.وعمليا أثارت تعليقات مبهمة قال الشيخ منصور انها اجتزئت من سياقها لمراقب عام الأخوان الشيخ عبد المجيد الذنيبات عاصفة من الجدل تحت العنوان السوري حيث أظهرت صحيفة الغد اليومية الشيخ الذنيبات مؤيدا لاحتمالات التحالف ما بين الأخوان المسلمين من الفرع السوري وبين نائب الرئيس المنشق عبد الحليم خدام.وعلي هامش جدل نقدي لموقف الأخوان باعتباره تدخلا في الشأن الداخلي السوري في البرلمان امس الأول برزت مؤشرات علي وجود اختلاف وتباين نادر ما بين زعامات الجبهة وزعيم الأخوان بخصوص موقف أخوان سورية من التحالف الممكن مع خدام. وفي حديث سابق لـ القدس العربي اعتبر النائب الاسلامي علي أبو السكر ان تصريحات فضيلة المراقب العام الذنيبات: كانت غريبة بالفعل مشيرا الي ان نواب كتلة الجبهة في البرلمان طلبوا لقاء مع المراقب العام لاستيضاح المسألة ومؤكدا في الوقت نفسه بان الاعراب عن موقف سياسي قد يكون شخصيا وقد يكون مؤسسيا لكن بجميع الأحوال لا يمكن اعتبار اي موقف اسلامي شكلا من أشكال التدخل في الشأن السوري الداخلي.وأمس الخميس عبر الشيخ منصور عن موقف جديد ازاء المسألة برمتها عبر رأي باسم الجبهة نشر علي الموقع الالكتروني للاسلاميين جاء فيه ان المصلحة الوطنية لسورية لا تتحقق عبر التعاون ما بين خدام والمعارضة الوطنية السورية مشيرا الي ان جميع الاطراف في سورية يجب ان تقف في خندق الوطن السوري للدفاع عنه ضد الخطر الخارجي كأولوية، وهذه الاشارة تشير الي ان التيار الاسلامي في الاردن يرفض الانشقاق والتمرد ضمنيا علي النظام في دمشق تحت ظل وراية الاستهداف الامريكي.وانتقد منصور في اشارة مباشرة لخدام رموز المعارضة الذين فقدوا دورهم ويريدون استغلال المعارضة الوطنية الشريفة قائلا بان من يخذل وطنه في هذا الظرف الصعب لا يمكن احترام طروحاته ولا يمكن تسميته بالمعارض. واعتبر منصور ان آخر من يحق له التحدث عن الاصلاح في سورية هو عبد الحليم خدام مشيرا الي ان من يتحدث عن الاصلاح ينبغي ان يكون صالحا في ذاته ومقنعا وان توجيه طعنة لسورية من باريس المتوحدة مع الموقف الامريكي ـ الصهيوني ليس اصلاحا مستذكرا ما الت اليه الامور في العراق بعد احتلاله بدعوي الاصلاح.وشدد منصور بعد ان استوضحت القدس العربي مباشرة منه علي اهمية التفريق بين مسألتين الاولي: ضرورة الحوار الحقيقي بين كل ابناء الوطن السوري الشرفاء بعيدا عن الضغوط والايحاءات الخارجية والثانية ضرورة التمسك بصلابة بمهمة التصدي للعدوان الخارجي الداهم وهي مهمة قال منصور ان المعارضة والموالاة معنيتان بها معا ولا بد من العمل عليها في الوقت ذاته وعلي نفس الدرجة من الاهمية معتبرا ان الاولوية الآن تتمثل في البحث عن جواب للسؤال التالي: كيف نحمي سورية في هذا الزمن الصعب؟ مشيرا الي ان الحركة الاسلامية الاردنية لم تعرض وساطة بين اخوان دمشق وبين النظام كما قيل لكنها معنية باستقرار الوضع الداخلي والمصالحة وتوجيه النصح ودعم اي مبادرات للتقريب بين النظام والاخوان مؤكدا انه شخصيا وآخرين في الحركة الاسلامية الاردنية استمعوا الي اجابات مطمئنة من الطرفين وتحديدا من الرئيس بشار الاسد وهي اجابات نأمل ان تأخذ طريقها الي التنفيذ. واكد منصور في حديثه لـ القدس العربي بان تصريحات المراقب العام الشيخ الذنيبات ظلمت واخرجت من سياقها وفسرت خارج مضمونها، ففضيلته ركز علي رفض الاستقواء الاجنبي وتحدث عن الاصلاح داخل الاطار السوري وليس خارجه.وقال منصور ان ما جري في العراق بدعوي الاصلاح ماثل امام أعين الجميع وان الجمهورية الفاضلة ليست موجودة لا في الشرق ولا في الغرب وبالتالي فان الدعوة للاصلاح الوطني لاغراض مواجهة الخطر الخارجي شيء والمشاركة في العدوان تحت مظلة الاجنبي بدعوي الاصلاح شيء آخر.وفيما يخص اخوان سورية وعبد الحليم خدام قال الشيخ منصور انه لا يهتم فيما اذا كان خدام تاب ام لم يتب وعلينا ان نشعر بالاستغراب عندما نسمع ان خدام يريد الاصلاح بعدما خرب الدنيا في بلاده ولجأ الان للاجنبي بدعوي حرصه علي الاصلاح والتغيير. ونفي الشيخ منصور وجود تباينات كبيرة في الموقف من الملف السوري ما بين حزب الجبهة وجماعة الاخوان معتبرا ان القرارات والسياسات في الجبهة وفي الجماعة تتخذ عبر المؤسسات بعد دراستها وتحليلها وما حصل مع تصريحات الذنيبات هو ان الاجتزاء المخل بمضمونها اضر بالصورة وتسبب بالمشكلة والجدل.وحتي علي فرض ـ يقول الشيخ منصور ـ وجود اجتهادات شخصية او فردية في الرأي احيانا فاننا في التيار الاسلامي نمارس النقد الذاتي ونستعرض الامور والاداء ونقيم التصريحات، وليس من الضروري تكرار القاعدة التي يعرفهاالجميع فقراراتنا مؤسسية ولا يتخذها شخص واحد ولا يمكن الاستناد الي تصريح مجتزأ هنا وهناك للتحدث عن موقف الحركة الاسلامية.وكشف الشيخ منصور لـ القدس العربي ايضا عن بعض تفاصيل الحوار الذي دار بين الرئيس بشار الاسد وبين وفد من قادة الاخوان في الاردن وقال: حقيقة الامر ان الرئيس بشار كان مهذبا وليس صحيحا ما قيل ونشر عن تعليقات قاسية اطلقها في حضورنا ولقد قلنا له اننا مع سورية واننا نعتقد بان تصليب الجبهة الداخلية مسألة ملحة الان وبصراحة لم نسمع منه لا تصريحا ولا تلميحا موقفا معاندا لما قلناه او معارضا له.وقال منصور ان الرئيس بشار لم يرفض وساطة اخوان الاردن مع اخوان سورية لان هذه الوساطة ببساطة لم تقترح اصلا، فلقد تكلمنا معه من موقع المسؤولية واستمع الينا هو باهتمام من موقع المسؤولية وكانت الروح السائدة مع الرئيس بشار طيبة للغاية. وقال الشيخ منصور ايضا لم يضع الرئيس بشار فيتو علي المصالحة مع الاخوان ولم يتهمهم بالتخطيط في اغتيالات في عائلته وكل ما سمعناه منه عند طرح هذا الموضوع هو الاشارة لعلاقاته الجيدة مع الحركة الاسلامية وترديد عبارة (انشاء الله).والمح الشيخ منصور الي ان حصول اتصال هاتفي معك من قبل اي شخص لا يعني انك اصبحت حليفا له، وتستهدف هذه الاشارة الرد علي ما تردد حول اتصالات هاتفية بين اخوان سورية ونائب الرئيس المنشق خدام، لكن تقدير الشيخ منصور في النهاية بان المعارضة الوطنية في سورية من الصعب ان تثق بخدام، فالرجل كان في السلطة قبل الرئيس بشار وهو بالتالي مسؤول عن اشياء كثيرة اكثر من الرئيس بشار. ووصف منصور خدام خلال حديثه الهاتفي مع القدس العربي بالرجل الذي يهاجم بلده في الظروف الصعبة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية