أحلم بالأمية
أحلم بالأمية لا أعرف إن كان هناك في عالمنا العربي من يشاركني في لعنة العلم والمعرفة والشعر والأخلاق راغباً في الأمية المطلقة؟ الأمية في كل شيء؟ قبل هذه المقالة كان السؤال: لماذا كلما ازددت علماً ازددت جهلا؟ ولماذا كلما تكاثفت هيولاي شفـّت روحي وتعددت احتمالاتي؟ لا أعرف لماذا الآن أدعو الله أن تعود إليّ أميتي، فيما إذا كانت لدي أمية؟ أحسب أن المستحيل عليّ أن أصادف الأمية أو أن تصادفني لأنه لو حدث ذلك ذات لا حدوث فإمّا أن أحرقها وإما أن تحرقني.. وهكذا حال اللامرئي حين يغزو المرئي.. لكن أن أقول: لماذا واقعنا يؤسس لهذا الواقع: كلما ازددت أمية وتفاهة اتسعت لي الدنيا والحياة في هذا الوطن العربي، فهذا كاف ليكون المرآة الصادقة لحال أمتنا المحال.الرغبة في العلم والثقافة والفطرة التي ابتلاني بها الله، أعني: الشعر وملكوت الكتابة ومقامات الرؤيا، كل ذلك جعل حياتي الأرضية جحيماً ابتداء من زواج برجل لا يفقه سوي الدور التقليدي للمرأة والرجل، عبوراً في بحثي عن العمل لتأمين قوت يومي ـ ولا أحد ينكر أن العمل مقدس لكن المشروع الثقافي لكائن مثلي حتماً أقدس ـ ولا انتهاء بمجتمع يموج بعضه في بعض بين الماءين يعيش انفصاماً متناغماً مع كل خساراته وعاهاته النفسية والعقلية والروحية والأخلاقية. للرائي، أن يكون النار وبوصلة النور، لذلك عليه أن يستوعب الظلام ليمحوه ربما دفعة واحدة بإشراقة بركانية مضادة للزوال والفناء تزلزل الفجأة َوتهدم ما لا ينتمي لثقافة الإدهاش والمغايرة المشتعلة بكل ما هو ماهويّ لا يرتهن بالآن لأنه الآنات المتحولة تماماً كزخامة الصور التي لا تثبت في الصور، وذلك في النص الإبداعي المشتمل علي (الذاتكونيّة) حيث الأنا ذات ٌللكون والكون ذات ٌ لها.. وهي المرآة الأكثر إيلاماً للكاشف والعارف والكاتب والماحي. لا أعرف إن كان عليّ أن أعاني من أمية جديدة تظل تقول لي وراء الكشف كشف، فلا الظل باق، والظل ظن.. أصيبي الكشف بعدوي القلق وفي كل وصول تذكري أنك جاهلة وانطلقي إلي هناك ـ لا هناك ولا هنا ـ انطلقي إليك / إليّ.. لعلك ترتفعين بالهيولي إلي مخيلتك المبصرة. ما زال الصوت يمحو شروده، والصمت لا يكتب ما يعرفه، والبياض محورٌ محرقيّ ما زال ينكتب بما لا ينكتب. فأية أمية أحلم بها؟ وفي أي مقروء قد نلتقي؟ لن تتسع كل النصوص لراء، فدع المولوية تترع بالاحتمالات، تلك التي لن تخطر للاحتمالات.غالية خوجة[email protected]علي حركة فتح 6