أجواء العيد في الأردن: الاضاحي ملأت الشوارع وانعشت الوضع الاقتصادي الراكد

حجم الخط
0

أجواء العيد في الأردن: الاضاحي ملأت الشوارع وانعشت الوضع الاقتصادي الراكد

أجواء العيد في الأردن: الاضاحي ملأت الشوارع وانعشت الوضع الاقتصادي الراكدعمان ـ القدس العربي : لم تمنع أسعار الذبائح المرتفعة الأردنيين من إراقة المزيد من دماء الخرفان والأضاحي حتي بعد مرور اليوم الثاني لعيد الأضحي المبارك حيث ما زال ذبح الأضحية هو السلوك الأبرز بالعيد بالنسبة لغالبية العائلات الأردنية بالرغم من برودة الطقس والضائقة الإقتصادية والإجراءات الأمنية الداخلية والحدودية التي شهدتها البلاد تحسبا لأي أعمال إرهابية. وإستمر تجمع الأردنيين لليوم التالي حول حلقات حظائر المواشي المرشحة كأضحيات حيث اصبح وجود العائلة برمتها حول برك الدماء وجثث الخرفان المذبوحة طقسا من طقوس العيد مما تسبب بإزدحام شديد بالقرب وحول كل حظيرة من الحظائر التي رخصتها بلدية العاصمة عمان. ويسود إعتقاد وسط الناس بان البركة تحل علي من يراقب الأضحيات ويشاهدها وليس فقط علي من يتقدم بأضحية وبالتالي اصبح ذلك فعلا من الطقوس الموسمية حيث تظهر في حواشي الشوارع كميات هائلة من الدماء التي تختلط بالأمطار وبالتراب المبتل وبالأحذية. وتعتبر ايام عيد الأضحي من أيام الإزدهار الإقتصادي ليس للجزارين ومختصي الذبح والسلخ فقط بل لمن يعمل في محل لحوم او من يملك أدني، ولاحظت القدس العربي خلال تجولها بين بعض حظائر العاصمة عمان ان العشرات من الزعران والأشقياء يمارسون هوايتهم بالتبرع بذبح الأضاحي وسلخها مجانا لمن يرغب وبدون مقابل وبهدف إشباع رغبة البروز والحصول علي (الأجر)، كما قال احدهم. ويضطر الأهالي وتجار المواشي للإستعانة بكل من يرغب بتقديم المساعدة حتي بدون خبرة بسبب الإزدحام الشديد، الأمر الذي تسبب بغياب تقاليد الذبح المتأنية والمنصوص عليها حتي من الناحية الشرعية. وبعض المراهقين والشبان وجد ان الطريقة الأفضل لإستقبال العيد تتمثل في حمل سكين حاد والتجول بين الحظائر لإستعراض العضلات والخبرات علي أجساد الأضاحي الضعيفة في إشارة لسلوك إجتماعي جديد يسعي صاحبه للفت الأنظار فقط. وتسبب كل ذلك بظهور جيش من الجزارين وسط الحظائر وجيش من خبراء الذبح والسلخ حيث يعمل علي الأضحية الواحدة عدة اشخاص ما بين الذبح والسلخ وإخراج الزوائد ثم التقطيع والتخزين بالأكياس. وبكل الأحوال لا ينجز اي شيء بإتقان بسبب الإزدحام فيما بدا واضحا ان غياب 120 جزارا خبيرا ومخضرما عن عمان فقط بسبب سفرهم لصالح موسم الحج مع مؤسسة سعودية تستعين بالجزارين الأردنيين بالعادة. هذا الغياب جعل هواة الذبح ومستعرضي العضلات ومدعي القدرة علي الذبح والسلخ يظهرون بكثافة.وحول كل حظيرة يوجد أشخاص متعددون يراقبون المشهد لأغراض مختلفة، فبعض النساء الفقيرات يقتنصن العظام التي يتخلص منها بعض المضحين وغيرهن يبحثن بين أكواد من جلود الأضاحي التي تكومت بالالاف في الشوارع العامة ودائما وحول كل حظيرة يوجد شخص ما يهتم بما يرميه المواطنون من بقايا الخروف المذبوح وتحديدا الكرشة والمصران. ومجازر الخرفان هذه مع برك دماء الأضاحي دفعت البلدية لأقصي طاقات الطواريء حفاظا علي النظافة العامة، فكل الحظائر تخضع للرقابة ومن رخص له بإقامة حظيرة ومسلخ في الهواء الطلق سيجبر علي تنظيف كل شبر في قطعة الأرض العامة التي إستخدمها مع غرامات باهظة لمن لا يلتزم ويتطلب الأمر كذلك تنظيف الشوارع المحاذية للحظيرة ولمسلخها وحماية الجو العام من كل الآثار. وبعض الأردنيين كما شاهدت القدس العربي مال لتخليد ذكري خروفه المذبوح عبر كاميرات فيديو رافقت كل العملية إبتداء من بطح الذبيحة ومراقبة الذبح ثم السلخ والتقليد ومن لم يحضر كاميرا فيديو إستخدم هاتفه الخليوي للحصول علي لقطة العمر التي تمثل أضحية ضعيفة لم يرد المتقدمون بها تركها لمصيرها بسلام وهدوء بل مارسوا في الأثناء كل مظاهر الإستعراض والزيف. والأردنيون تعاملوا بهدوء مع طقس العيد البارد جدا، فعيد الأضحي هذه المرة مر علي الشعب الأردني مع موجة برد ومطر قاسية قد تنتهي مساء اليوم الخميس بتساقط الثلوج وبسبب البرد القارس والمنخفضات الجوية تقلصت مظاهر العيد التقليدية إلي حدود كبيرة، فقد غابت الولائم العائلية الجماعية وإقتصر الأمر في غالب الأحيان علي زيارة الولايا وصلة الرحم وخف عدد المزدحمين في المقابر وإلتزمت النساء مع الأطفال علي الأغلب البيوت وثم الإنتهاء من الطقوس العائلية بسرعة خلال اليوم الأول علي أمل التفرغ للكسل والخمول في الأيام الثلاثة المقبلة خصوصا مع تعطيل الدوائر الرسمية والحكومية وغياب مظاهر الحياة التقليدية علما بان التجارة الوحيدة التي إنتعشت قبيل وخلال العيد هي تجارة اللحوم والأضاحي مع تجارة الحلويات بنسب أقل.ولم تتمكن مدن ومقرات الملاهي المفتوحة الخاصة بالأطفال من فتح ابوابها بسبب البرد وإصيبت للسبب نفسه صالات الألعاب المغلقة بالكساد فيما تجمع المئات كالعادة حول مقرات المخابز والأفران ومحطات الوقود خوفا من إنقطاع الأساسيات.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية