أبو غريب و غوانتانامو وجه امريكا الآخر
أبو غريب و غوانتانامو وجه امريكا الآخر ليس المهم أن التعذيب مورس ضد مسلمين أم غير مسلمين ولكن المهم أن التعذيب مورس ضد الإنسان أولا ثم ضد المسلم ثانيا باعتباره أرهابيا!! وهنا لا بد من التوقف عند ثقافة الإدارة الحالية في العراق كي نستنتج بلا أي أدني شك أن ثقافتها كأشخاص وأصحاب قرار بنفس الوقت هي من سمحت لهذا الاختراق المرعب لحقوق الإنسان في هذه المعتقلات ودون أن ننسي مسؤولية التيار البن لادني عن نشوء ردود أفعال لدي المواطن الغربي ضد المسلمين في حمولة متراكمة وعلي خلفية الصراع العربي الإسرائيلي كما علي خلفية أن هذه الإدارة الرامسفيلدية قد فرحت بوضع يدها كاملة علي النفط العراقي، ونسيت كل شيء آخر حتي نشأ هذا العنف والعنف المضاد الدموي بكل ما تعني الكلمة من معني والتعذيب في سجن أبو غريب لم يكن معزولا عن هذا السياق.. ولا تحطيم الدولة العراقية وترك مسألة أمن المواطن العراقي خارج الأولويات وهذه أيضا خلقت لدي الكثير من الجنود الأمريكان مسربا لخروج هذه النزوعات الدموية. تمت محاسبة بعضهم هذا صحيح ولكن كان الأجدي بل المفروض برامسفيلد أن يستقيل علي الأقل احتراما لصورة أمريكا أمام الرأي العام العالمي. ولكي تبقي الرسالة الأمريكية في الديمقراطية حية بصورة مؤسسية ونزيهة بالحد الأدني لأن هذه هي الصورة التي يريدها غالبية الشعب الأمريكي والتي عليها نراهن.وهذا الأمر يجعلنا نسأل السيد جورج بوش متي سيحقق الاستقلالية الأمريكية عن النفط العربي والخليجي كما جاء في خطابه عن حالة الاتحاد الأمريكي قبل أقل من شهر، وكما دعاه السيد توماس فريدمان إلي هذه الاستقلالية؟ لأن الصورة الأمريكية في المنطقة ليست بحاجة إلي عسكر فقط! بل بحاجة وبشكل أساسي إلي: النزاهة الإنسانية والتي ذهبت بها صور أبو غريب أدراج الرياح.. والنزاهة الإنسانية تقتضي أن يتحمل المسؤولية كحد أدني وزير الدفاع الأمريكي وليس الجنود الأمريكيين فقط، ولهذا إن عدم استقالة رامسفيلد تؤكد بما لايدع مجالا للشك أن هذه الإدارة هي المسؤولة عن خلق هذا الفضاء الذي سمح بظهور هذه السادية المرعبة والتي لم نجدها في دولة مؤسسات غربية منذ الحرب العالمية الثانية.غسان المفلحرسالة علي البريد الالكتروني6