أبو ظبي تُلغي مشاركة الشاعر الفلسطيني من الداخل مروان مخول في مسابقة أمير الشعراء بسبب جوازه الإسرائيلي

حجم الخط
0

الناصرة ـ ‘القدس العربي’ من زهير أندراوس: على أثر إلغاء مشاركة الشاعر الفلسطيني مروان مخول (وهو مواطن من الداخل الفلسطيني) في مسابقة (أمير الشعراء) وذلك بسبب جواز سفره الإسرائيليّ، كتب الشاعر على صفحته في الفيسبوك تصريحًا يوضّح فيه أزمة بعض الأقطار العربية في التعامل مع الأقلية العربية الفلسطينيّة في إسرائيل.
وقد لاقى ما كتبه الشاعر مخول اهتمامًا كبيرًا بين أوساط الفلسطينيين، خاصة أن مسابقة (أمير الشعراء)، تعتبر أحدى أكبر المسابقات العربية في مجال الشعر.
وكتب مخول: منذ حوالي شهرين، اتصلوا بي من مسابقة أمير الشعراء في أبو ظبي، ليخبروني بأن الصديق الشاعر الفلسطيني والإعلامي في تلفزيون العالم المقيم في إيران محمد سليمان رشّح أسمي للمشاركة بين ألاف المرشّحين في المسابقة، وبشروني أيضًا بأنّي وبعد فحص ألاف الترشيحات فزت بفرصة المشاركة كواحد من المرشّحين الفائزين في دخول القائمة المصغّرة التي ستسافر إلى الإمارات للمشاركة في البث المباشر.
وتابع: لم أرد إخبار أحد بالموضوع، فتركته سرا ريثما يكون الوقت مناسبا. ولكن وصدفة انتبهت البارحة بأنّ المسابقة قد بدأت وبدأت التلفزيونات العربية ببث حلقات المسابقة، على أثر ذلك اتصلت بالجهّة المناسبة وبشكل غير رسمي قيل لي ما لا يمكن تصديقه: أنت كنت من القائمة الأولى الفائزة بحق المشاركة في أمير الشعراء ولكن تعذّر على السلطات الإماراتيّة تدبير أمر الفيزا لأنك وللأسف إسرائيليّ.
وزاد مخول قائلاً: وبعد شكر الرائع محمد سليمان على ترشيحي للجائزة، وهذا تصرّف طيّب من جهته، أستطيع أن أفهم من تصرّف سلطة أبو ظبي أنهم يطالبونني وبشكل غير مباشر بأن أكفّ شرّي عنهم، وأن أنسى أصلاً من مسألة أني جزء من هذه الأمة العربية الواحدة، وأنه عليّ عدم الانتماء إليهم بأي شكل من الأشكال، بل وأستطيع أن أفهم وبسهولة بأنهم يطالبونني بأن أصبح إسرائيليًا بامتياز، ناسيا أنني كنت ذات يوم واحدًا منهم، لا داعي الآن إلى الدخول في شرح مستفيض حول أصالة الفلسطينيين في الداخل كأصحاب الهوية الوطنية التي لا تشوبها شائبة، ولا داعي بالمقابل إلى الدخول في شرح مسألة تنكّر الإسرائيليين لحقوقنا كأقلية فلسطينية على أرضها، ولا إلى مسألة إقصائنا عن شعبنا في الخارج، تمامًا كما لو أننا أغراب في وطننا، لكن يجب عليّ ومن باب المسؤولية تجاه نفسي وتجاه أهلي في الداخل أن أقول للسلطات الاأماراتيّة: عروبتي تنبثق من نفسها، ومن أرضها ومن خصوصيتها، وأنا لست بحاجة لمن يشرّع لي هذه الأصالة.. لا بـالـــ ‘فيزا’ يا إخوان ولا بالمسابقة.
وأوضح الشعار مخول: على ضوء المسابقة، اقترحت عليّ صديقتي معالي وزيرة الثقافة الفلسطينية الأخت سهام البرغوثي بأن تستصدر السلطة الفلسطينية لي جواز سفر فلسطينيًا كفيلاً بحلّ المشكلة، كما طلبت منّي مساعدها بأن أرسل إليه أوراق ثبوتيّتي لاستصدار الجواز عبر توصية شخصيًة منهم إلى وزير الداخلية، إلى الأخت الكريمة الرائعة سهام البرغوثي أقول: أنا لا أريد جواز سفر فلسطينيًا افتراضيًا، وعلى العرب أن يحترموا وضعيّتي السياسية التي أعيش في ظلّها مغلوبًا على أمري، على العرب فهم فلسطينيتنا كما يجب، عليهم استثناؤنا من معادلة التطبيع مع إسرائيل، لقد مررنا بما يكفي من المآسي لكي بتثقف الجاهل من تجربتنا، عليهم احترام وضعيتنا كفلسطينيين مواطنين قسريًا في إسرائيل، لست مذنبا بحملي جوازًا إسرائيليًا، فإسرائيل يا أختي هي التي جاءت إليّ لا أنا من جاء إليها، قبل إقصائنا عن أشقائنا في الدول العربية يجب على أنظمة هذه الدول إقصاء نفسها عن زيارة تل أبيب!
وخلص إلى القول: شيء شبيه حصل لي في عمّان وبيروت، لن أدخل في المسألة أكثر من اللزوم، ولكن وقبل أن يمنعني الأردنيون من حضور عرض مسرحيّة خيال الظلّ حول قصيدتي (صورة ال غزة) في القصر الثقافي الملكي بحجة مناهضة التطبيع مع إسرائيل يجب عليهم أولاً أن يمنعوا ملكهم من هذا التطبيع، برغم استيائي من تعامل العالم العربي معنا ألاّ أنه لا حاجة كبيرة للإنسان كي يحيا في رغد وشرف واكتفاء جغرافي، إنّ الهواء في الجليل نقيّ بما يكفي، وسمك عكّا طازج بما يكفي، ولا أعتقد بأن دفء الصحراء العربية الشاسعة أكثر حرارةً من قلوب أهل الناصرة وسخنين وترشيحا وعارة وعرعرة، عندي اكتفاء ذاتي فأنا أمير نفسي قبل كل شيء وعبد هذه القلوب، قال الشاعر مخول.

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية