اليمن يبحث عن بدائل لزراعة القات التي تستنزف المياه وتحول الاراضي عن المحاصيل الاخري

حجم الخط
0

اليمن يبحث عن بدائل لزراعة القات التي تستنزف المياه وتحول الاراضي عن المحاصيل الاخري

الحكومة تقدر الاستهلاك السنوي بـ1.3 مليار دولاراليمن يبحث عن بدائل لزراعة القات التي تستنزف المياه وتحول الاراضي عن المحاصيل الاخريعدن ـ رويترز: تسعي الحكومة اليمنية خلال سنوات الخطة الخمسة الاقتصادية الثالثة 2006-2010 الي ايجاد بدائل لزراعة واستهلاك القات بوصفه ظاهرة اجتماعية يومية مكلفة اقتصاديا وضارة صحيا.وتستهدف الخطة الحد من زيادة المساحة المزروعة بالقات وتقليصها عبر تشجيع زراعة محاصيل انتاجية بديلة ذات مردود اقتصادي عال وتوفير التسهيلات المحفزة لها. والقات منتوج نباتي يستهلك يوميا علي نطاق واسع في اليمن ويعد أول وأهم محصول زراعي رابح تجاريا ورائج استهلاكيا نتيجة الاموال الطائلة التي يحركها في الاسواق يوميا والتي تصل الي نحو ستة ملايين دولار بحسب دراسات سابقة. ويتعاطي غالبية اليمنيين البالغ عددهم حوالي 20 مليون نسمة القات بالمضغ عن طريق الفم كعادة من بعد ظهر كل يوم في جلسات جماعية وفردية يطلق عليها شعبيا المقيل وتمتد الي الساعات الاولي من المساء. وقدر مشروع الخطة المعروض حاليا أمام البرلمان لمناقشته واقراره حجم الانفاق الشعبي علي تناول القات بنحو 250 مليار ريال (1.3 مليار دولار) سنويا. وتصل الساعات المهدرة جراء جلسات تعاطيه بحوالي 20 مليون ساعة عمل في اليوم و600 مليون ساعة في الشهر و7.2 مليار ساعة في السنة. وقالت مسودة الخطة الخمسية ان التركيز سينصب علي توفير البدائل الاجتماعية والشعبية المناسبة لعادة تعاطي القات والتشديد علي منع تعاطيه في المؤسسات والمصالح الحكومية والاجهزة العسكرية والامنية اضافة الي تشجيع البحث العلمي بشأن القات والاثار الاقتصادية والاجتماعية والصحية الناجمة عن زراعته واستهلاكه. وتستهدف الخطة ايضا معالجة ظاهرة انتشار القات بتدرج موضوعي وتحقيق توازن بين كافة الجوانب الاقتصادية والاجتماعية والصحية والبيئية وكذلك من جانبي العرض والطلب. وتتوخي الخطة من ذلك ايجاد البدائل الممكنة للحد من الظاهرة لدي كافة شرائح المجتمع بوجه عام ولدي ذوي الدخل المحدود والفقراء بوجه خاص. ويتراوح متوسط تكلفة حاجة الشخص الواحد الي القات بين 5 و10 دولارات يوميا. واشار مشروع الخطة الي ان الانفاق علي شراء القات يستحوذ علي ما بين 26 و30 في المئة من دخل الاسرة محتلا المرتبة الثانية بعد الغذاء الامر الذي يشكل عبئا علي ميزانية الاسرة خصوصا ذات الدخل المحدود والفقراء. ويقول المحلل اليمني علي البشيري ان المساحة المزروعة بالقات قد زادت خلال العقود الثلاثة الاخيرة حوالي 18 ضعفا حيث ارتفعت من 7 آلاف هكتار في عام 1970 الي 127 ألف هكتار في عام 2005 ما يساوي 25 في المئة من الاراضي الزراعية المروية. وزاد معدل الانتاج من محصول القات من نحو 108 آلاف طن في عام 2000 الي 124 الف طن عام 2005.وأظهرت دراسة علمية سابقة ان انتاج القات يستهلك اكثر من 30 بالمئة من الاستخدامات الزراعية للمياه أي ما يعادل 850 مليون متر مكعب سنويا. واضافت الدراسة ان هذه الزيادة الكبيرة قد أخلت بالتركيب المحصولي لما يترتب عليها الانحياز نحو انتاج محصول واحد لا يشكل أي أهمية في الامن الغذائي فضلا عن نمو نمط اقتصادي أصبح الريف يعتمد عليه بصورة غير مسبوقة. وأشارت الدراسة الي ان ما يزيد علي نصف مليون أسرة يمنية في الارياف تعتمد بدرجة اساسية علي زراعة القات الذي يوفر ايضا فرص عمل لنسبة مماثلة تعمل في الاعمال المساعدة مثل النقل والتجارة والبيع بالجملة في مناطق الانتاج والتصدير والتجزئة في اسواق مدن ومناطق الاستهلاك. وتقول بعض الدراسات ان نسبة كبيرة من السكان تتراوح ما بين 20-30 في المئة يرتبط نشاطهم الاقتصادي ومصدر حياتهم المعيشية اليومية بالقات زراعة وانتاجا ونقلا وتوزيعا وتسويقا. 4

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية