العراق يتحدث عن خطط لشركات النفط العاملة باراضيه لانفاق 25 مليار دولار في 2014 رغم التوتر

حجم الخط
0

بغداد – رويترز: قال حسين الشهرستاني، نائب رئيس الوزراء العراقي لشؤون الطاقة، إن شركات النفط الكبرى تتجه لإنفاق أكثر من 25 مليار دولار في العام القادم، لزيادة الانتاج من حقول الخام الكبرى صوب مستويات قياسية، برغم أن بغداد تكافح للسيطرة على العنف الممتد من الحرب الأهلية السورية.
وقال الشهرستاني إنه من المتوقع أن تضخ الحقول الكبرى في جنوب البلاد – التي تعد محركات التوسع النفطي في العراق- 500 الف برميل يوميا إضافي في عام 2014. ومن المنتظر ان يبلغ الانتاج الاجمالي هذا العام اكثر قليلا من ثلاثة ملايين برميل يوميا، ليحافظ العراق على مركزه كثاني أكبر منتج في منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك).
لكنه قال إن بغداد مهتمة بحقلي النجمة والقيارة الأصغر اللذين تديرهما سونانغول الأنغولية – ويقعان في محافظة نينوى معقل تنظيم القاعدة في شمال شرق ، وحقل غاز عكاس الذي تديره كوغاس الكورية الجنوبية في محافظة الأنبار في غرب العراق قرب الحدود السورية.
وقال في مقابلة بمكتبه في المنطقة الخضراء المحصنة إن الحكومة قلقة من زيادة العنف، لكنها تهتم بشؤون كل العراقيين في أنحاء البلاد، مضيفا ان العراق يبذل قصارى جهده ‘لمحاربة الإرهاب’.
وتابع قوله إن الوضع الأمني لم يؤثر في حقول النفط في جنوب ووسط العراق، وإن الحكومة لم تلحظ أي تردد أو تباطؤ في الاستثمار من جانب الشركات.
وتعمل شركات النفط العملاقة بي.بي وإكسون موبيل ورويال داتش شل وإيني في الجنوب في حقول الرميلة وغرب القرنة1 والزبير منذ عام 2010 عندما وقعت سلسلة عقود خدمات مع بغداد.
وبعد جمود في القطاع على مدى عقود بسبب العقوبات والحروب رفعت الاستثمارات الاجمالية للشركات البالغة قيمتها نحو 30 مليار دولار من 2010 حتى 2013 انتاج تلك الحقول بواقع 600 ألف برميل يوميا.
وقال الشهرستاني إنه لا يتوقع أن يتسبب المسلحون في اي ضرر طويل الأجل لشبكة النفط الاستراتيجية بالعراق التي ساعدته في جني 60 مليار دولار هذا العام.
وأضاف أنه غير قلق من تأثير الأنشطة ‘الإرهابية’ على خطط الحكومة لانتاج النفط أو توليد الكهرباء مشيرا إلى أن الحكومة ستمضي قدما في تلك الخطط.
وقال إن ‘الأنشطة الإرهابية’ تستهدف عادة المواقع التي يوجد بها مدنيون عزل كالأسواق والمساجد والمدارس.
وقال مسؤولون بشركات النفط إنهم لا يزالون ملتزمين بالعمل في العراق الذي يملك خامس اكبر احتياطيات نفطية في العالم لكنها لا تقدم على أي مخاطر حين يتعلق الأمر بالأمن الشخصي للموظفين.
وقال مصدر بشركة نفط ‘الوضع الأمني لا يؤثر على قراراتنا بشأن الاستثمار. يملك العراق موارد هائلة يسهل الوصول إليها.. وبطريقة او بأخرى ستجد شركات النفط سبيلا لجني المال’.
وفي محافظة نينوى حيث تتعرض المنشآت النفطية الحكومية وخط انابيب حيوي إلى تركيا لهجمات متكررة تعزز القوات العراقية حراستها لمشروعات سونانغول. وقال الشهرستاني إن الحكومة طلبت من وزارتي الدفاع والداخلية واجهزة الأمن التركيز على حماية تلك المنشآت.
ودون خوف من العنف في الأنبار وقعت كوغاس الكورية عقودا لبناء منشآت واستثمرت مئات الملايين من الدولارات في خطوط انابيب.
وتم أيضا تشديد الاجراءات الأمنية عند المشروع الذي يواجه تأخيرات طفيفة.
وقال الشهرستاني إن السلطات أرسلت قوات إضافية إلى المنطقة لحماية تلك العمليات على وجه التحديد.
واكد متحدث باسم كوغاس ان الشركة تعمل بشكل طبيعي.
ومع أن العنف المتصاعد لم يمنع الشركات حتى الآن من التنقيب عن النفط أو الغاز، فإنه أثر على قطاع الكهرباء في القيارة حيث تبني بغداد محطة لتوليد الكهرباء تعمل بالغاز بطاقة 750 ميغاوات.
وقال الشهرستاني إن الموقع تعرض لعدد من الهجمات وإن بعض المقاولين الأجانب غادروا مؤقتا لكنهم عادوا وبدأ العمل يحقق تقدما، مضيفا أن الوحدات الأولى جاهزة للتشغيل.
وتباطأ إنعاش الانتاج العراقي هذا العام بسبب مشكلات متعلقة بالبنية التحتية والأمن، علاوة على الخلاف القائم بين بغداد واقليم كردستا شبه المستقل وهو ما ابقى الانتاج دون المستويات المتوقعة بكثير.
ودفعت المعوقات العراق إلى التراجع عن هدف أولي للانتاج في 2013 يبلغ 3.7 مليون برميل يوميا. وقال الشهرستاني إنه كان من المقرر ان تساهم كردستان بنحو 250 الف برميل يوميا لكنهم لم يسلموا أي كميات.
لكن من المنتظر ان يعود النمو إلى مساره العام القادم من خلال زيادات كبيرة في الانتاج، متوقعة من الحقول الجنوبية مجنون الذي تديره شل والحلفاية الذي تديره بتروتشاينا وغرب القرنة2 الذي تديره لوك اويل.
وستتيح الزيادات المتوقعة في الانتاج من الجنوب – التي قد توفر صادرات تقترب من ثلاثة ملايين برميل يوميا – لبغداد توجيه مزيد من الخام نحو آسيا المتعطشة للطاقة لاسيما إلى العملاء الأساسيين في الهند والصين.
وقال الشهرستاني إن الصين – التي تجاوزت الولايات المتحدة الشهر الماضي لتصبح اكبر مستورد للنفط في العالم – زادت طلبها للخام العراقي لأكثر من مليون برميل يوميا من 850 ألفا قبل نحو أسبوعين.
لكنه اضاف ان العراق لن يتمكن من تلبية كل الطلبات معتبرا ان هذا وضع فريد من نوعه بين البلدان المنتجة للنفط حيث يبحث الكثير منها بنشاط عن مزيد من المشترين لخاماتها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية