الصحف تترقب محاكمة مرسي واكاذيب حول مؤامرات إخوانية لاسقاط مصر بالفوضى.. ودعاوى لأسقاط الجنسية عن الشيخ القرضاوي

حجم الخط
2

القاهرة ـ ‘القدس العربي’ جاءت العناوين البارزة في صحف الجمعة لتقيم ما يشبه الاحتفالات بسبب قرب محاكمة الرئيس محمد مرسي، وتحدثت تلك الصحف عن مؤامرات لازالت في رحم الغيب يجهز لها انصار الرئيس المختطف، وسعت لمزيد من التشويه للأخوان ومن والاهم. أما المعارك الصحافية فقد اشتعلت ضد رموز الجماعة والعام الذي قضوه في سدة الحكم. وحفلت الصحف بالأخبار التي تشير إلى ان البلاد بدأت تسترد عافيتها وان قطار التنمية بدأ في التحرك.. وحدها ما تبقت من صحف تدعم الاسلاميين وقفت في مواجهة الكذب المتواتر الذي تضخه آلة إعلام العسكر وإلى مزيد من التفاصيل:

كواليس الاستعداد لمحاكمة مرسي

البداية ستكون مع استعدادات محاكمة الرئيس المختطف محمد مرسي التي افردت لها صحيفة ‘الاهرام’ تغطية خاصة: اعتمد وزير الداخلية اللواء محمد ابراهيم خطة تأمين محاكمة الرئيس المعزول محمد مرسي التي ستعقد أولى جلساتها، الاثنين المقبل 4 نوفمبر، بمعهد أمناء الشرطة بطرة، وقال مصدر أمني رفيع المستوى بوزارة الداخلية، إن الوزارة أعلنت حالة الاستنفار بين قطاعاتها استعدادا للمحاكمة، وأوضحت أن عمليات تأمين المحاكمة سيشترك بها أكثر من 20 ألف ضابط ومجند من مختلف قطاعات الوزارة، اعتبارا من يوم السبت المقبل قبل المحاكمة بيومين، وتتضمن عدة محاور، أهمها تأمين نقل مرسي من مقر احتجازه إلى مهبط الطائرة بسجن طرة، ومنه الى مقر المحاكمة بمعهد أمناء الشرطة عبر باب داخلي، حيث سيتم نقله بواسطة مروحية عسكرية، وكذلك تأمين نقل باقي المتهمين من محبسهم بمنطقة سجن طرة الى مقر المحاكمة والعكس، بالإضافة الى تأمين قاعة المحاكمة من الداخل، ثم التأمين بعد انتهاء الجلسة، وكذلك تأمين هيئة المحكمة منذ مغادرة أعضائها لمنازلهم حتى الوصول الى قاعة المحكمة والعكس. وتتضمن خطة التأمين إغلاق شارع طرة تماما من الجانبين، سواء من جانب طريق الأوتوستراد، أو من جانب طريق الكورنيش، مع وضع بوابات إلكترونية على بداية الشارع من الجانبين لتفتيش الوافدين الى مقر المحاكمة، والاطلاع على تحقيق الشخصية لكل من صدر له تصريح بحضور الجلسة من الإعلاميين، وأهالي المتهمين، والمجني عليهم من الدرجة الأولى والمحامين، وكذلك نشر تشكيلات من الأمن المركزي، ومجموعات قتالية بمحيط منطقة طرة، أو على سطوح العقارات المحيطة بها لتأمينها بشكل كامل، وإجهاض أية مخططات من قبل عناصر جماعة الإخوان المسلمين لإفساد المحاكمة، بالإضافة الى انتشار رجال الإدارة العامة لمباحث القاهرة، ومفتشي الأمن العام داخل منطقة طرة.

السيسي على رأس المرشحين للرئاسة

ونبقى مع صحيفة ‘الاهرام’، حيث يثني رئيس تحريرها عبد الناصر سلامة على وزير الدفاع بسبب ما قدمه لمصر خلال الفترة الماضية: ‘بدا واضحا، وبعد أن اهترأت الأوضاع في البلاد، أمنيا واقتصاديا وإعلاميا وأخلاقيا، وتم فتح باب الترشح لرئاسة الجمهورية، أن المتقدم الأول للترشح هو الفريق أول عبدالفتاح السيسي وزير الدفاع، ومن ثم تراجع معظم المرشحين النابهين، إلا ما ندر، من هواة الشهرة أو غواة العكننة وبعد السقوط المدوي لهؤلاء وأولئك، وتنصيب الفريق أول أو الرئيس الجديد، وجد الرجل نفسه أمام هذا الكم الهائل من المشكلات، التي هي في حقيقتها تراكمات 50 عاما من الفساد، بالإضافة الى ما استجد في ثلاث سنوات من الانفلات، ناهيك عمن لا يأملون استقرار هذا الوطن، لأن ذلك الاستقرار سوف يغلق عليهم أبواب التمويل الخارجي، وهم من يطلق عليهم، الآن، الطابور الخامس. ماذا يمكن أن يقدم الرئيس الجديد في ظل هذه الأوضاع المتردية؟ وعلى من سيعتمد من مستشارين ووزراء؟.. وكيف يمكن أن ينهض بالبلاد في ظل تحديات خارجية، الى جانب التحديات الداخلية؟
والى أي مدى يمكن أن يصبر الشعب على هذه الأوضاع متفاقمة التردي، خاصة إذا كان يبني آمالا عريضة على رئيس، وجد فيه الزعامة، التي افتقدها طويلا، وانتظرها كثيرا، وها قد حانت لحظة تحقيق الآمال؟ أعتقد أن الصدام، حينذاك، أمر محتم مع ذلك الطابور، الذي سوف يردد طوال الوقت يسقط حكم العسكر، والمواجهة سوف تصبح عنيفة مع الفاسدين من أصحاب رؤوس الأموال، ومع بعض وسائل الإعلام مجهولة التمويل، ناهيك أيضا عن بعض فلول تنظيم الإخوان، حيث أعتقد أنهم سوف يتراجعون شيئا فشيئا مع اصطدامهم بالشارع الطبيعي. إن الرئيس الجديد لمصر، عبدالفتاح السيسي، يجب أن يعلن، من الآن، وعلى وجه السرعة، قبوله الترشح لهذا المنصب، نزولا عند رغبة الجماهير، وذلك حتى تشعر جموع الشعب بأن هناك أفقا للمستقبل، بدلا من حالة الضياع هذه، التي بلغت حدا لا يمكن قبوله، لأننا على أبواب مرحلة تتطلب الكثير من الحزم والحسم، ربما أكثر من أي شيء، أجد أن الرئيس الجديد مطالب بالإعلان عن نائبه، ومستشاريه، ومساعديه من العسكريين، أيضا، من دون النظر الى أي لغط قد يصدر عن الطابور الخامس، المشار اليه، وذلك لكي يكون هناك انسجام داخل مؤسسة الرئاسة من جهة، ومن جهة أخرى فإن هؤلاء العسكريين هم الأكثر قبولا لدى الرأي العام، لأسباب كثيرة، ومن ثم فإن ذلك اللغط لن يكون له أي تأثير في الشارع، من أي نوع’.

مفتي الديار يطالب بالضرب
في المليان ولكن بالقانون

هل تتذكرون تصريحات مفتي الديار المصرية الاسبق علي جمعة، حينما دعا في كلمة متلفزة الجنود بضرب المتظاهرين في المليان، ها هو المفتي الحالي يكرر نفس النصيحة، على ان يكون القانون هو الأداة التي يتم التعامل بها مع انصار الرئيس المختطف: طالب الدكتور شوقي علام، مفتي الجمهورية، جميع أجهزة الدولة بالضرب بيد القانون على أيدي العناصر التي تسعى لتخريب المنشآت التعليمية والاعتداء على الأساتذة والعاملين بالجامعات، مشددا على أن تفعيل القانون كفيل بردع هذه العناصر التخريبية. واستنكر علام في تصريحات له أمس قيام بعض العناصر التخريبية بأعمال شغب واقتحام مباني جامعة الأزهر الشريف وتكسير محتوياتها، واحتجاز الدكتور أسامة العبد، رئيس الجامعة، في مكتبه، وكذلك محاولة اقتحام مبنى مشيخة الأزهر الشريف. وأكد المفتي أنه لا يجب أن يصبح حرم الجامعة وقاعات العلم فيها محلا للنزاعات وتصفية الحسابات السياسية والتخريب والاعتداءات على العاملين بها، لما في ذلك من تشويه لأحد الصروح العلمية الكبيرة في مصر والعالم أجمع، وما فيه أيضا من خروج على أخلاقنا الإسلامية التي تحرم الإيذاء والفساد في الأرض (والله لا يحب الفساد).

على الاخوان ان يرضوا بالمكتوب

ونتحول نحو جريدة ‘الشروق’ حيث ينتقد نادر بكار القيادي في حزب النور الاخوان بسبب إصرارهم على مواصلة المظاهرات: ‘أي حق تزعم أنه سيعود بتدمير جامعة واحتجاز موظفين لا جريرة لهم؟ سأفترض معك أنك مظلوم تماما ولا تبعة عليك، وإنما قد باعك الجميع وتخلوا عنك، أما سمعت قط بحديث ‘أَدِّ الأَمَانَةَ إِلَى مَنِ ائْتَمَنَكَ، وَلا تَخُنْ مَنْ خَانَكَ’… هل يرد على الإيذاء بالإيذاء وعلى المنكر بالمنكر؟ تعلم أن هذه التلفيات سترمم من المال العام كما حدث مع غيرها، وليتها كانت مؤسسات تعليمية خاصة لتتحمل أنت وزملاؤك إصلاح ما أفسدتم ـ وإن حدث فسينطوي الأمر بدوره على ظلم في حق من لم يشارككم الإثم ـ لكنها ستجدد من مال الشعب… من أموال الفقراء، فأي نصر أحرزتم؟’.

ازمة مصر في نخبتها

ونبقى مع جريدة ‘الشروق’ حيث ينتقد عضو البرلمان السابق مصطفى النجار تصفيق النخبة على مشاهد القتل والاعتقالات التي تقع بعضها من دون مبرر لأنصار الاخوان: ‘يصرخ ملايين المصريين اليوم، وهم يرون أمامهم نخبة تترنح وتضل الطريق، لم يصدقوا يوما أن مثقفا سيبرر القتل ويرقص على الأشلاء، وآخر يبث خطاب الكراهية وتقسيم المجتمع وآخر يتهم الثابتين على المبادئ بالخيانة، لم يصدق الناس أن نخبا عاشت طيلة حياتها تطنطن عن مدنية الدولة، ثم صارت تنادي بالزعيم العسكري الملهم منقذا للبلاد والعباد، وتبرر عسكرة الدستور وتنظر وتؤصل لانتهاك حقوق الإنسان وإهدار كرامته تحت دعاوى الوطنية الزائفة والشعبوية البغيضة، التي تصنع فاشية وطنية جديدة. ما تفعله هذه النخب اليوم من عروض تعرٍ سياسي رخيص يؤكد للمصريين قناعتهم أن (نكبة مصر في نخبتها) وأن كثيرا من المدعين بالمدنية والليبرالية والتقدمية تستخدمهم السلطة لتسحق بهم أحلام الناس وآمالهم في المستقبل، كل سلطة تتجاوز القانون تحتاج إلى محلل لها من هؤلاء المثقفين الذين يروجون لما تريده لتتم تهيئة الأجواء وخلق البيئة المناسبة لصناعة الاستبداد. ليست الشجاعة أن تتكلم حين يصبح الموقف بلا ثمن تدفعه وأنت آمن على نفسك، بل الشجاعة أن تجهر بالحق في وقت يصبح فيه الصدق عالي الكلفة والثمن، فارق كبير بين اختلاف المواقف والرؤى السياسية وبين سحق القيم والمبادئ الانسانية العامة لهوى نفس أو تزلف لحاكم أو رغبة في مغنم أو إيثار لسلامة، ومن عجزوا عن قول الحق يجب ألا يصفقوا للباطل، إن الديمقراطية تغتال بأقلام وكلمات وصحف ومحطات وأحزاب وحركات نسبت نفسها للثورة ثم تحولت اليوم إلى منصات لإجهاض الثورة، ووأد أحلام الشعب في دولة ديمقراطية مصر الآن في لحظة تاريخية تتصاعد فيها حدة الفرز والتمايز وحين يهدأ غبار المعركة سيدرك الناس من صدق ومن غدر’.

الخليجيون لن يدعموا مصر للابد

يحلم كثيرون ان يظل الدعم الخليجي لمصر حتى النهاية وهو ما يشكك فيه محمود خليل بجريدة ‘الوطن’: لعلك قرأت التصريح الأخير لنائب رئيس الوزراء الإماراتي منصور بن زايد آل نهيان، خلال لقائه الأخير مع الدكتور الببلاوي، وقد قال فيه: ‘الدعم العربي لمصر لن يستمر طويلاً ويجب أن تفكر القاهرة في حلول غير تقليدية’. العبارات واضحة ولا تحتمل أي تأويل، وهي تقول إن الإمارات لن تعطي مصر المزيد من الدولارات، وأن آخر الحكومة الببلاوية – أو قل السلطة المؤقتة- معها هو نهاية ديسمبر المقبل، وأن على القاهرة أن تفكر في الكيفية التي تتعامل بها مع مشاكلها الاقتصادية بعد هذا التاريخ، بعيداً عن الاعتماد على العكاز الخليجي. يؤشر تصريح منصور بن زايد إلى أمور في منتهى الخطورة، أولها أننا بصدد الدخول في أيام أصعب من الأيام الصعبة التي نعيشها منذ ثلاثة أعوام، بسبب تواطؤ العديد من الأطراف على ثورة يناير، وليس أدل على ذلك من أن البورصة المصرية خسرت بعد ساعات من هذا التصريح ما يزيد على 6 مليارات جنيه، وانخفض مؤشرها بصورة تعكس الخطر القادم، خصوصاً أننا سنواجه خلال شهر نوفمبر العديد من الاختبارات التي يمكن أن تؤثر بصورة شديدة السلبية على واقع الاقتصاد المصري الواقِع أصلاً. ثاني هذه الأمور أنه ليس من المستبعد أن تكون الولايات المتحدة الأمريكية قد تدخلت لدى بعض دول الخليج، التي تؤازر السلطة المؤقتة في مصر وتحاول أن تنعشها اقتصادياً بعد أن تمكن الشعب من إسقاط نظام الإخوان في 30 يونيو، من أجل أن توقف دعمها لمصر.

انتزاع الضحكات من الجمهور
هدف الإعلامي الساخر باسم يوسف

ونعود للمعارك الصحافية وهذه المرة على يد ياسر عبد العزيز في جريدة ‘الوطن’، الذي يتصدى للاعلامي باسم يوسف، الذي يواجه بحرب ضروس بسبب سخريته من قيادات في الجيش المصري عبر برنامجه التلفزيوني.. يتساءل عبدالعزيز: ‘ما الذي يفعله باسم يوسف؟ ويجيب قائلاً: ‘باسم يقدم نوعاً من الإعلام الساخر مؤكداً ان هذا الاعلام ليس تحليلاً أو أخباراً، ولا يفترض فيه التوازن أو الحياد أو الدقة. هو نوع من التعبير عن الرأي بشكل حاد وصارخ. يعتمد هذا النوع من الأداء الإعلامي على المبالغة الشديدة والتكرار، وقلب المواقف، واللعب على التناقضات الصارخة. انتزاع الضحكات من الجمهور هو هدف أساسي من أهداف الإعلامي الساخر، لكن الانطواء على قيمة ومغزى ومعنى، مسألة مهمة أيضاً، وإحداث التوازن بين الفكاهة وخفة الظل من جانب والعمق والقيمة من جانب آخر هو مناط المنافسة ودليل التفوق والإجادة في هذا الصدد. وأعتقد أن باسم يبلي بلاء حسناً على هذا الصعيد.
ويؤكد ان الذي يقدمه باسم ليس جديداً على الإطلاق إذا تحدثنا عن المفهوم، لكنه جديد تماماً إذا تحدثنا عن التكنيك، وطريقة العرض، وطبيعة الإنتاج. ما يفعله باسم قريب من صنعة الأراجوز، التي ازدهرت في مصر في أواخر العصر المملوكي يضيف عبد العزيز: ينطوي ما يقدمه باسم على تجاوزات غير مقبولة حيث ينقسم الناس حول ما يقدمه. البعض يراه مقبولاً ومطلوباً وعظيماً، والبعض الآخر يراه متجاوزاً ومنفلتاً’.

هل يعيد السيسي زمن البطولات الشعبية؟

وإلى قراءة يراها صاحبها محمد حليم بركات موضوعية في جريدة ‘التحرير’ حول ظاهرة وزير الدفاع: ‘السيسي ليس جنرالاً بالمعنى القديم، لكنه يريد أن يصنع ماضياً ليكون جسره الى المستقبل. يختار من الماضي لحظتين يصالح بهما عبد الناصر والسادات، ثورة الضباط (أو انقلابهم) مع تصحيحها. تسهل المصالحة بالتجريد وفق عنوان الأداء الوطني للمؤسسة العسكرية الذي صنع ثورة تحرر ونصرا عسكريا. كيف سيتفاعل ذلك في عملية تأسيس جمهورية جديدة، ديمقراطية، أساسها الفرد لا حكم الفرد، الحرية لا تربية الشعوب على كتالوغ الحكّام، الذين يعرفون أكثر وهم حداثيون، تبحث الدولة القديمة في تركيبة 30 حزيران (يونيو) عن استثناء نصر أو بطولة…. بينما الجمهورية الجديدة إن قامت ستقوم على إلغاء الاستثناء أو إدماجه..هذه هي المسافة المربكة لجميع أطراف التركيبة، فلا الدولة القديمة لديها شيء غير سلطويتها، ومؤسساتها تشبه الوحش الكبير الذي لا ينقرض، رغم ان كل الظروف تمنطق انقراضه، وفي المقابل قوى الثورة لم تفهم كيف تحولت شعاراتها الى اساس بنية تحتية، ولا كيف تقاوم السلطوية في القاعات لا الشوارع، واخيرا فإنها لم تعرف كيف تنظم فوضاها.. إنهم يريدون بركته.. الدولة القديمة لا تريد السيسي جنرالا فقط. غالبا تريده بطلا شعبيا تعويضا عن غياب جهازها السياسي… بينما قطاعات من القوى الجديدة ترتبك في الهوة بين تقدير دور الجنرال في التخلص من الاخوان وبين السير في طريق الديكتاتورية العسكرية الناعمة.. بين الوله والارتباك طيف واسع يقف فيه انتهازيون يداعبون جمهور السيسي بالاعلان عن ترشيحه، وقناصة يستغلون لحظة ترميم الجيش لأسطورته ويسرّبون ترشيحهم السيسي لرئاسة جمهورية رهن اختمار عوامل متناقضة ومتضاربة، وصراع على سيادة النزعة المحافظة، سياسيا، وفي ما يتعلق بمؤسسات الدولة القديمة خاصة الجيش، المؤسسة الباقية، كما تصفها تلك الروايات، المحافظة على المستقبل’.

فاروق حسني: رفضت عرضا لرئاسة الوزارة

في جريدة ‘التحرير’ يشن احمد عبد التواب معركة ضد أحد ابرز رموز نظام المخلوع حسني مبارك: ‘من أهم المعاني التي تستخلصها من حديث الوزير السابق وزير الثقافة الاسبق فاروق حسني مع الاعلامي وائل الأبراشي، أنه لا يزال حتى الآن مؤمناً بنجاح نظام مبارك، كما أنه لا يحسّ شخصياً أنه اقترف أي خطأ طوال فترة توليه وزارة الثقافة عبر نحو ربع قرن من الزمان! ويعتبر أن انجازاته العظيمة هي وحدها التي ثبتته على كرسيه، وصدَّر في حديثه إحساسه بالاستغناء والتعفف بتعبيرات مختلفة، فهو لم يكن متمسكاً بالبقاء في المنصب، بل إنه كان يطلب المغادرة ولكن مبارك كان يرفض ويصرّ على استمراره! لماذا؟ علشان أنا راجل شغال ولي انجازات كبيرة! وقال إنه رفض عرضاً أن يكون رئيساً للوزراء قبل اختيار أحمد نظيف للمنصب، لأنه يُفضّل خدمة الثقافة والمثقفين، وقال إنه يتحدى أن يكون هنالك واحد أفضل من أي مِمَن عينهم في مناصب عليا في الوزارة طوال عهده الطويل! لاحِظْ أنه لم يكتف بالاعتراف لهم بالكفاءة وإنما يتحدى أن يكون أحد أكفأ من أي منهم وتحدّث بألم عن اضطراره لمغادرة مصر الآن والعيش بالخارج، وترك المعنى واضحاً في نظرته وفي إشارة بيده من دون أن يُفصح عن أنه يحسّ بالجحود. وأضاف بكلمات واضحة تأكيده على ثقته القوية في صدق ووطنية وتفاني رئيسه حسني مبارك في الحكم ونزاهته في القصد، بل وممارسته للديمقراطية مع معاونيه وحكى أيضاً بتأثر شديد مآثر السيدة سوزان مبارك، ليس فقط في مجال وزارته، وإنما أيضاً في مجالات الصحة والمرأة والطفل..إلخ.

‘النيويورك تايمز’: اللواء
محمد التهامي رأس الفساد

ونتحول لأجرأ ما نشر في صحافة امس عن وزير الدفاع الذي اتهمه رئيس تحرير ‘المصريون’ جمال سلطان بانه متهم بحماية اعتى الفاسدين في المؤسسة العسكرية: التقرير الخطير الذي نشرته صحيفة ‘النيويورك تايمز’ أول أمس عن اللواء محمد التهامي رئيس المخابرات العامة المصرية، هو من الخطورة الشديدة بما لا يحتمل الصمت أو التجاهل من الجهات الرسمية المصرية، وبشكل خاص صاحب قرار توليه هذا المنصب الرفيع، وهو الفريق أول عبد الفتاح السيسي، لأن الصمت سيعني الكثير ويهدد الثقة في هذا الجهاز الوطني الحساس ويسقط هيبته في الداخل والخارج، ويضعف بالتالي من فاعلية نشاطه وعمله وهو شديد الأهمية للوطن، تقرير ‘النيويورك تايمز’ الذي سجل أعلى موضوع في نسبة القراءة على موقع الصحيفة حتى الآن، تحدث عن اللواء التهامي الذي كان يرأس هيئة الرقابة الإدارية ووصفته بأنه رأس الفساد في مصر خلال فترة مبارك، وأنه حلقة الوصل بين ملفات فساد عديدة، وأنه تستر على ملفات فساد رموز عصر مبارك من وزراء وشخصيات رفيعة، بمن في ذلك نجلاه علاء وجمال، كملف الطائرة الخاصة واليخت الخاص اللذين تم شراؤهما لهما بالمال العام، وكذلك ملفات فساد رهيبة في القطاع العقاري مع وزير الإسكان الأسبق محمد إبراهيم سليمان، وذكرت الصحيفة محطات مروعة في مسيرة الفساد المنسوبة اليه تشمل علاقاته مع محامين لمبارك ومع قضاة وآخرين وأنه السبب في ضياع أموال مصر المهربة للخارج وتعمد تضليل أجهزة الدولة عن الوصول اليها، والتقرير تفصيلي ويتحدث عن وقائع محددة، وكان الرئيس المعزول محمد مرسي قد أصدر قرارا بعزله عن منصبه بالرقابة الإدارية، بعد أن اطلع على ملف الفساد الذي تناولته وقتها صحف مصرية عديدة بالتفصيل، وأمر بإحالته للتحقيق بمعرفة النيابة العامة.

القرضاوي ودعاوى اسقاط الجنسية عنه

ونختتم جولتنا للحرب التي يشنها كتاب واعلاميون يطالبون بأسقاط الجنسية عن العلامة يوسف القرضاوي، وهو ما يعتبره محمد عبد القدوس في جريدة ‘الحرية والعدالة’ عارا على الامة: الدعاوى المرفوعة بإسقاط الجنسية عن الشيخ الجليل الدكتور يوسف القرضاوي أراها عيبا في حق مصر والإسلام، فبلادي ملك لكل أبنائها، فكيف يحاول هؤلاء إسقاط الجنسية عن شيخ مصري جليل حتى لو اختلف البعض معه مليون مرة في مواقفه، ولأننا نعيش في زمن التعصب والاستقطاب فإن الإجابة جاهزة: يوسف القرضاوي هاجم مصر ودعا جيشها إلى التمرد، ويلاحظ على هؤلاء أنهم أسقطوا عنه لقب شيخ.. وهذا بالطبع قلة ذوق! وما قالوه غير حقيقي، والصحيح أنه هاجم الانقلاب والعسكر الذين أطاحوا بالشرعية، لكن هؤلاء من أنصار الفرعنة والاستبداد السياسي على طريقة ‘لويس الرابع عشر’، الذي قال أنا الدولة، فمن يهاجم الحاكم المستبد ‘يبقى بيتطاول’ على البلد، وهذا بالطبع تفكير مرفوض، وستبقى مصر ملكا لكل أبنائها، سواء الرافضين للانقلاب الذي جرى أو أنصاره من أعداء الإخوان.
وبعد أن شرحت ‘يعني إيه إسقاط الجنسية عن شيخنا الجليل عيب في حق مصر’.. أنتقل مع حضرتك لشرح ما أعنيه من أن هذا عيب في حق الإسلام ذاته، فالشيخ القرضاوي- حفظه الله وأطال عمره- إمام عصره، ولا شك أثرى المكتبة الإسلامية بمئات الكتب في مختلف المجالات، وركز خاصة على الصحوة الإسلامية في عصرنا الحديث، شارحا لإيجابياتها ومحذرا من سلبياتها، وهو- حفظه الله- تجتمع في شخصه مواهب عدة، فهو كاتب وخطيب ومحاضر وفقيه من الطراز الأول في كل هذه المجالات، بالإضافة إلى أنه يتمتع بذاكرة حديدية ساعدته كثيرا في عمله كداعية إسلامي من أبرز دعاة الإسلام في عصرنا الحديث.

من دخل حزب السيسي فهو آمن

ويلقي محمد المغربي الضوء في جريدة ‘الشعب’ على المهرولين نحو مخاطبة ود المؤسسة العسكرية ووزير الدفاع: الكل يعلم أن حمدين يلهث وراء الحكم منذ كان طالبا وحتى الآن فكونه يردد ‘لو ترشح السيسي سأعطيه صوتي’، فهذا يثير علامات استفهام، وأرى أن هناك ضغوطا جبارة تمارس عليه ليس هو فقط، بل على كل من تسول له نفسه أن يحلم بالترشح، فلابد من إخلاء الساحة والملعب لشخص واحد فقط، وأنا أزعم أن حمدين مجبر على هذا التصريح، والدليل أن قضية ابنته المتهمة بالنصب الالكتروني، التي حكم فيها عليها غيابيا ‘كارت’ يلوحون به لحمدين إذا فكر في الترشح. أما عنان فهو حالم بهذا المنصب، وتردد هذا الكلام كثيرا عقب الانقلاب على د. مرسي وأكد ذلك نشره لمذكراته من دون الحصول على إذن من المخابرات، وتعقيب الفريق السيسي على ذلك بأن كتابة مثل هذه المذكرات يعرض الأمن الوطني للخطر وفي هذا التعقيب رسالة مفادها ‘أنصحك بالابتعاد سيكون مصيرك كمصير سعد الدين الشاذلي، وهو السجن’، إلا أن عنان لم يتخذ قراره حتى اللحظة بدخول الحزب، وإلا كنا وجدناه في حفلة 6 أكتوبر بجوار رئيسه السابق طنطاوي..
في النهاية أوجه سؤالي لكل مـــــن دخل حزب السيسي هل أنت في مأمن الآن؟ وهل تشعر بالأمان وراحة الضمـــــير؟ وهل سيستمر هذا الشعور بالأمان طيلة حياتك في الدنيا؟ وهل لو استمر في الدنيا هل تأمن مكر الله في الآخرة؟ والله لن تأمن مكر الله الذي وصف نفسه بأنه خير الماكرين.

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول أحمد - بلجيكا:

    شكرا يا أستاذ حسام على حياديتك وتنوعك فى إختيار الصحف وكذلك بإختيار الكتاب من ذوى الضمائر المهنية مهما كانت توجهاتهم فالمهم هو إحترام عقول القراء..خاصة نحن المصريون المقيمون بالخارج…
    ملحوظة : للأمانة أنا أنتظر يوم السبت لقراءة هذه الصفحة أو أى يوم آخر تكون أنت كاتبها !

  2. يقول ياسر- مصر:

    تحيه الى الاستاذ حسنين كروم الذى نفتقده يوم السبت

إشترك في قائمتنا البريدية