الإبراهيمي يؤكد ان جنيف 2 لن يعقد في حال رفضت المعارضة المشاركة

حجم الخط
0

بيروت – ‘القدس العربي’ أجرى مبعوث الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية إلى سورية الأخضر الإبراهيمي محادثات في بيروت حول آفاق الازمة السورية ومؤتمر جنيف من دون أن يحمل أي دعوة رسمية للبنان بالمشاركة، لكنه أكد أن ‘رؤساء الجمهورية والحكومة ومجلس النواب في لبنان يؤيدون مؤتمر جنيف 2 حول سورية ويحبّذون توجيه دعوة لهم لحضوره، وكلهم يميلون للحضور’،معتبراً ‘ أن لبنان يتحمّل أعباء كثيرة نتيجة الوضع في سورية’.
ولفت إلى أن ‘زيارته الى دمشق كانت جيدة وحصل لقاء مع المسؤولين السوريين وفي مقدمتهم الرئيس السوري بشار الاسد وايضاً اطياف كثيرة من الاحزاب السياسية والمجتمع المدني’، مشيراً الى ‘أن الحكومة والمعارضين في الداخل كلهم يقبلون بالمؤتمر والحكومة السورية مستعدة لحضوره 2 دون قيد او شرط’.
وفي كلمة له بعد لقائه رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي في السراي الحكومي، لفت إلى أن ‘كل دولة عندها رأيها ومخاوفها وآمالها بما يمكن ان يحصل في المؤتمر، والكل يدرك ان الازمة السورية خطيرة جداً ولا تهدد فقط الشعب السوري بل كل المنطقة وهذا الكلام الذي سننقله في 5 من الشهر الى شركائنا الروس والاميركيين ثم الى الدول الخمس وغيرهم من الدول التي ستشترك بالمؤتمر’، مؤكداً أن ‘الدولة الإسلامية وفي العراق والشام’ غير مهتمة بهذا المؤتمر ولا تسأل عنه وليس هناك اي كلام عن الاتصال بها’، مشدداً على ‘أن المعارضة هي المعارضة الوطنية السورية المسلحة او غير المسلحة، وهناك اتصال بها للمشاركة بمؤتمر جنيف’.
وأوضح أن ‘الرهان هو على ان على الشعب السوري ومن يدعي انه يمثله، ان يدرك خطورة الوضع ويتداعى الجميع لانقاذ سورية والتعاون مع المنطقة وخارجها لانقاذها’، لافتاً إلى أن ‘المشاورات ما زالت مستمرة لتحديد موعد لمؤتمر جنيف 2 والامين العام للامم المتحدة بان كي مون سيعلن موعده’، مضيفاً: ‘هناك اتفاق على ان حضور جنيف 2 يكون من غير شروط مسبقة من اي فريق والهدف تطبيق بيان 30 حزيران (يوينو) من السنة الماضية، وهذا البيان فيه نقاط واضحة جداً مفادها ان الجهات السورية بالتوافق بينها تتفق على تشكيل هيئة حكم انتقالية ستعمل على التحضير لانتخابات في نهاية المطاف، وستتمتع هذه الهيئة بصلاحيات كاملة، والطرفان سيجلسان على الطاولة وفي اليوم الثاني للمؤتمر سيدرسان كيفية الانتقال من الازمة القاتلة الى ظروف بناء الجمهورية السورية الجديدة’.
ورداً على سؤال حول إمكان قيامه بزيارة السعودية، أكد الإبراهيمي أنه ‘لن يزورها’.
وعن امكان طمر السلاح الكيميائي السوري في لبنان، قال الإبراهيمي: ‘لا دور لي بموضوع الكيميائي السوري لكن ما اعلمه ان مؤسسة الامم المتحدة المتخصصة بالموضوع لا تواجه الا مشكلات مادية طبيعية ولا تخوف من اي فريق’.
ورداً على سؤال حول إمكانية دعوة ‘داعش’ لجنيف،’نفى الإبراهيمي إمكانية مشاركة ‘الدولة الإسلامية في العراق والشام’، (داعش)، بـ’جنيف 2’، ‘قائلاً ‘داعش’ أصلاً غير مهتمة بهذا المؤتمر، وليس هناك أي كلام عن الاتصال بها لدعوتها’، موضحاً أن’المعارضة السورية هي المعارضة الوطنية السورية”المسلحة وغير المسلحة’، ويجري التواصل معها للمشاركة في المؤتمر.وعن إمكانية بشار الأسد للانتخابات الرئاسية القادمة، أوضح أن الجهات السورية بالتوافق في ما بينها ستشكل بعد جنيف 2 هيئة حكم انتقالية ستعمل على التحضير لانتخابات، وقال ‘في نهاية المطاف ستتمتع هذه الهيئة بصلاحيات كاملة، والطرفان سيجلسان على الطاولة، وفي اليوم الثاني للمؤتمر سيدرسان كيفية الانتقال من الأزمة القاتلة إلى ظروف بناء الجمهورية السورية الجديدة’.من جانبه، اكد ميقاتي ‘أن لبنان حريص على أفضل العلاقات مع كل الدول العربية ويتمنى لها الخير، لكنه يعطي الأولوية لتحصين جبهته الداخلية ومنع إرتدادات الأحداث الخارجية عنه، ولذلك فإن الحكومة اللبنانية انتهجت سياسة النأي بالنفس عن الأحداث في سورية ولا تزال متمسكة بها، وقد شكل هذا الموقف محور تأييد عربي ودولي، وأثبتت هذه السياسة جدواها في تخفيف انعكاسات واضرار الصراع في سورية على وطننا’. وأبلغنا الأبراهيمي أن ‘لبنان يتمنى الخير لسورية وأن يوّفق الاشقاء السوريون في التوصل الى حل ينهي أعمال القتل ويوقف دوامة العنف التي خبرناها نحن في لبنان في مراحل أليمة سابقة’.
وشدد على أن ‘لبنان يؤيد عقد ما يسمى مؤتمر جنيف 2 لحل الأزمة في سورية، وسيتخذ قراره بالمشاركة أو عدمها في ضوء توجيه الدعوات اليه، ليس بهدف التدخل في الشأن السوري الداخلي، بل لاقتناعنا بضرورة حضور أي اجتماع يناقش مستقبل سورية، لأننا من أكثر دول الجوار تأثراً بتداعيات النزاع السوري على كل المستويات، ولا سيما موضوع النازحين السوريين الى لبنان’.
بدوره، وصف رئيس مجلس النواب نبيه بري الاجتماع مع الإبراهيمي بـ’المفيد والبناء’، لافتاً إلى أنه ‘جرى التركيز على ضرورة انجاح جنيف 2، واستعادة سورية عافيتها لأن في ذلك الكثير من استعادة المنطقة هذه العافية’، مؤكداً ‘ضرورة دعوة لبنان لحضور جنيف 2’.
وأشارت معلومات إلى أن ‘بري تكلم خلال اللقاء عن حجم أزمة النازحين السوريين والأعباء التي يتحملها لبنان وكم هو مهم إنعقاد مؤتمر جنيف 2 وصولاً لحل سياسي في سورية والذي سيكون لبنان المستفيد الأول منه’.
كذلك، التقى الابراهيمي وزير الخارجية عدنان منصور الذي ردّ على رفض قوى 14 آذار تمثيله لبنان في مؤتمر جنيف بسبب انحيازه الى النظام السوري فرأى ‘ان اعتراض قوى 14 آذار على تمثيله لبنان في مؤتمر ‘جنيف 2′ نابع من خلفية سياسية، وشدد على انه من حق وزير الخارجية المشاركة، داعياً إلى الوثوق به لأنه اعتبر منذ البداية ان الحل في سورية لن يكون الا سياسياً’.’
وأعلن منصور ‘ ان وزارة الخارجية ليست لفئة أو جهة أو حزب، بل تمثل السياسة اللبنانية التي ترسمها الحكومة’، مشيراً إلى ‘ان الدولة اللبنانية لم تتدخل منذ البداية بالشأن الداخلي السوري ولكن للأسف الفريق الاخر لم يتبع سياسة النأي بالنفس’.
ورأى ان ‘جنيف 2′ ينجح فقط في حال حضور الدولة السورية والمعارضة الوطنية التي تريد إخراج سورية من الأزمة، ولفت إلى’ ان لبنان غير بعيد من دمشق وهو بالتالي يدفع الثمن شاء أم أبى، لأن للأزمة السورية لديها تداعيات عليه’.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية