الحرب غير المشتعلة بين المغرب والجزائر تتمحور حول التسلح ولكن عنوانها الصحراء الغربية

حجم الخط
14

الرباط ـ ‘القدس العربي’: طبول الحرب بين الجزائر لم تقرع حتى الان، والتوتر المتصاعد لا يعني ان الحرب على الابواب، فمنذ 1963 وما عرف بحرب الرمال، يتفق البلدان على الابتعاد عن استخدام السلاح، وان كانت لغتها حاضرة بالتذكير بمعارك وقعت بالتاريخ او بالقدرات العسكرية لكل منهما.
ومنذ حرب الرمال، والازمات بين البلدين لا تغيب، دائما حاضرة تحت عناوين مختلفة، الا ان العنوان الدائم منذ 1975 هو نزاع الصحراء الغربية، الذي وان لم يتسبب بمواجهات عسكرية، باستثناء مناوشات 1976 او ما يعرف بمعركة امغالا والتي كان نزاع الصحراء سببها.
الحرب غير المشتعلة بين المغرب والجزائر، تتمحور حول التسلح وان كان ليس سباقا، لكنه مكلف لخزينة البلدين التي تشكو من نقص في تدبير الامور الاجتماعية والاقتصادية لمواطنيها.
وتعرف العلاقات المغربية الجزائرية منذ اسبوع تصعيدا سياسيا ودبلوماسيا ترافق معها كثافة تقارير اجنبية عن تسلح البلدين تنشر بوسائل اعلامهما. وجاء في تقرير امريكي نشر بالمغرب ان الجيش المغربي جاء في المرتبة الثالثة، من حيث ميزانية التسليح والصناعة العسكرية، مسبوقا بالجيش المصري الذي احتل المركز الثاني، فيما تبوأ الجيش الجزائري المرتبة الأولى، ضمن مجموع جيوش شمال إفريقيا.
وقال تقرير حديث للمعهد الأمريكي ‘الدفاع الاستراتيجي والاستعلام’ ان الجيش الجزائري ينتزع لأول مرة الصدارة من نظيره المصري الذي دأب على احتلال الرتبة الأولى طيلة سنوات خلت، حيث اكتفى بالمركز الثاني، وبعده الجيش المغربي، ثم جيوش كل من تونس وليبيا وموريتانيا.
وعزا التقرير الأفضلية التي حصل عليها الجيش الجزائري إلى عصرنة المعدات والتجهيزات الدفاعية التي يمتلكها خاصة من أجل مواجهة المخاطر الأمنية في الساحل الإفريقي، والتي تهدد أمن حدود البلاد، وأيضا إلى الأهمية التي تمنحها الحكومة الجزائرية إلى الصناعة العسكرية في مجال الدفاع.
ويتوقع التقرير أن ترتفع نفقات الجزائر في المجال العسكري، في غضون السنوات الأربع القادمة، لتبلغ نسبة نمو تقدر بـ6 بالمائة سنة 2017، عازيا هذا الارتفاع المطرد إلى ‘حالة عدم الاستقرار التي تشهدها دول المنطقة بسبب ‘الربيع العربي’، وما نجم عنها من بروز لمجموعات إرهابية جديدة.
وكانت دراسة لوزارة الدفاع الأمريكية قد صنفت، قبل أسابيع خلت، المغرب في الرتبة 38 عالميا ضمن أقوى خمسين جيشا في العالم، اعتمادا على مقياسي القوة وكفاءة المقاتلين، متقدما على الجزائر بنقطتين، حيث جاءت في المرتبة 40، في حين جاءت الولايات المتحدة الأمريكية في المقدمة، تليها روسيا الاتحادية، ثم الصين الشعبية في المرتبة الثالثة.
ونشرت وسائل الاعلام المغربية ايضا تقريرا إخباريا يفيد أن الجزائر تستعد لإبرام صفقة ضخمة لتوريد السلاح من روسيا قد تصل قيمتها إلى مليارات الدولارات.
ونقلت صحف الكترونية مغربية عن صحيفة ‘لوسوار دالجيري’ الجزائرية الصادرة بالفرنسية، ان زيارة الفريق أحمد قايد صالح، نائب وزير الدفاع قائد أركان الجيش الجزائري، الأسبوع الماضي، إلى روسيا تأتي تتويجا لمفاوضات طويلة بدأها الجيش الجزائري مع العديد من موردي أسلحة روس، وأن قيمة الصفقة المحتملة قد تعادل قيمة الاتفاق الذي تم مع روسيا عام 2007، وكانت بقيمة 7 مليارات دولار، أو الاتفاق الموقع مع ألمانيا في 2010 بقيمة 10 مليارات دولار.
وكشفت ‘لوسوار دالجيري’ أن الجزائر تقدمت بطلبية لشراء صواريخ من منظومة الدفاع الجوي ‘اس 400’ الحديثة، إلى جانب صواريخ أرض جو لحماية المنشآت الحيوية والأنظمة المضادة للطائرات.
وقالت إن سلاح الجو الجزائري يمكن أن يستفيد من طلبية بأثنين إلى أربعة من أسراب القاذفات التكتيكية بعيدة المدى سو32، إضافة إلى ثلاثة أسراب هليكوبتر هجومية من طراز ‘مي 28’، وطائرات من نوع ‘ياك 130’ المناسبة للهجوم على الأرض.
وتتجه الجزائر إلى تدعيم قواتها البحرية باقتناء النظم الأرضية ‘باستيون’ المضادة للسفن، إضافة إلى غواصتين (كيلو) مع حق شراء اثنتين أخريين بنفس الشروط.
وتبحث القوات البرية شراء 180 دبابة طراز ‘تى 90 إم إس’، فضلا عن تعزيز أسطولها من صواريخ متعددة قاذفات طراز ‘اسميرش’.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول الحيان مصطفى العيون الصحراء المغربية:

    الشعب المغربى كان له دور مهم فى تحرير الجزائروالتاريخ يشهد على دلك وهو الان يشعر بالاسف تجاه الشعب الجزائرى الدى يعيش فى ظروف مزرية على الرغم من خيرات البلد الوفيرة وكل هادا بسبب الحكم العسكرى الدكتاتورى اما بوتفليقة فهو مجرد بيضق فى لعبة يقودها جنرالات فرنسا الدين لا يقل عمر اصغرهم عن السبعين سنة…

  2. يقول طارق بن زياد:

    الشعب الجزائري و الشعب المراكشي شقيقان في الدين و الدم، لكنهما لا يثقان في نظام البلد الاخر.. نسال الله ان يوحد شملهما في دولة واحدة يحكمها نظام جمهورى إسلامي .

  3. يقول جمال الجزائر:

    الجزائر قائدة العرب
    تحيا الجزائر دولة و شعبا و رئيسا

1 2

إشترك في قائمتنا البريدية