ارهاب القوى العظمى مخيف ومفزع ايضا

حجم الخط
0

تشتق كلمة إرهاب من الفعل المزيد (أرهب)، ويقال أرهب فلاناً: أي خوفه وفزعه.
إن ظاهرة الإرهاب ليست جديدة، وإنما هي ظاهرة قديمة قدم الإنسان ذاته، فهي لصيقة بطبيعة وجوده، وتطورت الظاهرة بفعل متغيرات البيئة الدولية التي تتحرك فيها.
لا نريد هنا أن نعرف الإرهاب كمصطلح أو نحدد مفهومه، باعتباره ظاهره جلية للعالم، بقدر التركيز على مضمون نتائجه وتداعياته. حيث لا توجد كلمة اليوم أكثر إثارة للجدل واستخداما في مختلف وسائل الإعلام العالمية منذ الحادي عشر من سبتمبر لعام 2001، مثل كلمة إرهاب . ‘Terrorism’
يتفق كل العقلاء في الأرض وبغض النظر عن أديانهم أو انتماءاتهم الطائفية أو الفكرية، على إدانة الإرهاب بكل صوره وأشكاله، واعتباره عملا مقيتا ينافي الكرامة الإنسانية، فضلا عن مخالفته للأديان السماوية وللشرائع الأرضية. وتبقى المسألة الرئيسية تكمن في حصر وتقنين ظاهرة الإرهاب، مسألة ذات بعد حضاري إنساني، كون الإنسان هو الشخص الذي يمتلك الإرادة الفعلية والعملية في استئصال جذور الإرهاب، لينهض من جديد بفكر خلاق بنـّاء قادر على التعاطي الإيجابي مع واقع وأعباء الحياة المختلفة.
وهكذا اتخذ الإرهاب صورا وأشكالا عدة من خطف الطائرات في الفضاء الجوي، إلى الاستيلاء على السفن في عرض البحر، بالإضافة إلى تدمير منشآت الطيران المدني، ومِن قتل زعماء ورؤساء وملوك دول، مرورا بالاعتداء على رجال السلك السياسي والشخصيات العامة، وانتهاء بإهدار حياة الأفراد شيوخا كانوا أم رجالا أو أطفالا أو نساء.
ناهيك عن خطف الأشخاص، واحتجاز الرهائن سواء كانوا سياسيين أو صحفيين أو دبلوماسيين وكذلك تدمير المنشآت والمباني العامة والقطارات والسيارات، ومهاجمة السفارات والقنصليات ومكاتب الطيران والسياحة، وإشعال الحرائق، ووضع المتفجرات والعبوات الناسفة في دور السينما ومحطات القطارات والحافلات. ولعلنا لا نبالغ إذا قلنا بأن هذه النظــــــرة فيها من الصحة الشيء الكثير، وأن إدانة الإرهاب مسألة لا اختلاف فيها، فالعنف والتفجير والقتل والتدمير هي ممارسات إجرامية خطيرة تؤدي لخسائر كثيرة في الأرواح والماديات.
وأن الجانب الأمني له دوره الملموس في التصدي لهذه الظاهرة الإجرامية، ولكن مدار الخلاف لم يكن حول ضرورة إدانة الإرهاب، وإنما يدور بالتحديد حول الأسباب والمسببات. بدون تحقيق العدالة الاجتماعية والحرية الثقافية والدينية على المستوي العالمي، فلن تنتهي ظاهرة الإرهاب، لأن الظلم والقهر الاقتصادي والسياسي والثقافي والديني هو البيئة المناسبة لنمو وازدهار كل الأفكار المتطرفة والتي تؤدي في النهاية إلى العنف كوسيلة للتغيير.
إذن الإرهاب هو أداة او وسيلة لتحقيق أهداف سياسية، سواء كانت المواجهة داخلية، بين السلطة السياسية وجماعات معارضة لها، او كانت المواجهة خارجية بين الدول، فالإرهاب هو نمط من أنماط استخدام القوة في الصراع السياسي، حيث تستهدف العمليات الإرهابية القرار السياسي، وذلك بإرغام دولة أو جماعة سياسية على اتخاذ موقف مرض لمآربها.
إن الإرهاب ظاهرة خطيرة في حياة المجتمعات الإنسانية وهو أسلوب متدن للوصول إلى الأهداف، فالإرهاب ليست له هوية ولا ينتمي إلى بلد وليست له عقيدة. إذا صح ذلك، فإنه من مخلفات مرحلة الاستبداد، التي شوهت قيم المجتمع، ومزقت أواصره، فإن ذلك يشجعنا على أن نراهن على أمل إقامة نظام ديمقراطي يعيد للمجتمع صوابه، ويرد إلى القوى السياسية ثقتها في بعضها البعض، ومن ثم يعيد إلى الحوار قيمته المهدرة، وإلا ما هي إلا شعارات يرفعها الغرب حول الحرية وحقوق الإنسان وحق البشر، في تقرير ما يرضونه من أشكال حياتهم.
هل سيعي العالم اجمع حجم الكارثة التي يمر بها، بسبب الإرهاب والكذب والنفاق السياسي الذي تمارسه القوى العظمى، أم أن مواجهة الطوفان ستستمر؟!
أيمن هشام عزريل ـ فلسطين

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية