حكومة بلير تنحاز للعدوان

حجم الخط
0

حكومة بلير تنحاز للعدوان

حكومة بلير تنحاز للعدوانافشلت الحكومة البريطانية تحركا اوروبيا قويا لوقف فوري لاطلاق النار في لبنان، واكتفي وزراء خارجية الاتحاد الاوروبي في اجتماعهم في بروكسل امس بالدعوة الي وضع نهاية فورية للعمليات العسكرية يعقبه اتفاق سياسي من اجل وقف مستديم لاطلاق النار.وهذا الموقف لحكومة توني بلير يبدو مستهجنا، لانها كانت تكرر دائما مقولتها بتأييد الحرب الامريكية لتغيير النظام في العراق من اجل الضغط علي الادارة الامريكية لايجاد حل لقضية الشرق الاوسط، يؤدي الي قيام دولة فلسطينية قابلة للحياة.معظم الحكومات الاوروبية، باستثناء بولندا والمانيا، ادانت بعبارات قوية العدوان الاسرائيلي الحالي علي لبنان، وشككت في قدرة الجيش الاسرائيلي علي تحقيق اهدافه في انهاء وجود حزب الله العسكري والسياسي، واكدت ان هذا العدوان سيؤدي الي نتائج عكسية، من بينها تشجيع التطرف.الحكومة البريطانية اختارت ان تشذ عن هذا الموقف الاوروبي شبه الجماعي، وتتبني الموقفين الامريكي والاسرائيلي، دون اي اعتبار لمشاعر الغالبية الساحقة للشعب البريطاني المعارض لهذا العدوان الاسرائيلي غير القانوني وغير الاخلاقي الهادف الي تدمير بلد ديمقراطي مسالم. ان مثل هذه السياسات غير الاخلاقية المساندة للعدوان التي تنتهجها حكومة بلير هي التي تعرض مصالح بريطانيا وارواح جنودها في العراق وافغانستان للخطر، ودون اي مقابل حقيقي. ولهذا لم يكن مفاجئا ان يكون من ابرز نتائجها مقتل اربعة جنود بريطانيين، ثلاثة منهم في افغانستان ورابع في العراق في هجمات استهدفتهم يوم امس.ما لا تدركه الحكومة البريطانية العمالية ان مساندة عدوان يستهدف بلدا ويرتكب مجازر في حق الابرياء، مثلما حدث في بلدة قانا يوم الاحد الماضي، يمكن ان تنعكس سلبا علي امن المواطن البريطاني ليس في الخارج فقط وانما داخل بلاده، ويكفي التذكير بالتقرير الذي اعدته الاجهزة الامنية البريطانية حول العمليات الارهابية التي وقعت في محطات قطارات الانفاق بلندن في السابع من تموز (يوليو) العام الماضي وادت الي مقتل خمسين شخصا، وهو التقرير الذي ربط بين هذه التفجيرات، ومشاركة قوات بريطانية في الهجوم علي العراق، ومقتل اكثر من مئة الف عراقي نتيجة له.هيئة الاذاعة البريطانية بي. بي. سي اكدت امس ان السخط بسبب سياسات توني بلير تجاه تأييد العدوان الاسرائيلي لم يتوقف عند الرأي العام وكتاب المقالات في الصحف، بل تعداه الي وزارة الخارجية التي طالب مسؤولون فيها رئيس وزرائهم بالعمل فورا من اجل وقف لاطلاق النار في لبنان. كما ترددت انباء حول وجود انقسام كبير في الحكومة نفسها حول هذه المسألة، وزيادة عزلة توني بلير بسبب معارضة عدد من الوزراء الموالين لانحيازه لاسرائيل وعدوانها.بريطانيا تتحمل مسؤولية اخلاقية في مأساة الشعب الفلسطيني باصدارها وعد بلفور وتسليمها فلسطين لليهود وعصاباتهم الارهابية، عام 1948 لكي يقيموا دولة اسرائيل علي حساب الشعب الفلسطيني، ومن المؤسف ان حكومة بلير العمالية بدلا من ان تعمل علي اصلاح هذا الخطأ التاريخي فانها تعمل علي تكراره بسياساتها الداعمة لقتل الابرياء في لبنان وفلسطين، والمعارضة لاي وقف لاطلاق النار ينقذ ارواح اللبنانيين والاسرائيليين، ويعيد اكثر من مليون مهجر لبناني الي بلداتهم ومدنهم التي هجرتهم اسرائيل منها للمرة الثانية في اقل من عشرين عاما.9

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية