الفنانة اللبنانية نادين الراسي: الدراما السورية والمصرية افضل من التركية

حجم الخط
1

أبوظبي من فاطمة عطفة: في لقاء نجمة الدراما اللبنانية نادين الراسي تعبر عن سرورها بزيارة أبوظبي ومشاركتها في تسجيل برنامج ‘أنا زهرة’ مع مقدمة البرنامج الفنانة الإماراتية أريام. وهي تحدثنا في هذا اللقاء عن أهم أعمالها ومشاريعها المستقبلية.
ـ الفنانة نادين شاركت في أدوار رئيسية وناجحة مثل مسلسل ‘خرم الأبرة’، ‘كلام نسوان’ والعديد غيرها، في أي عمل شعرت نادين نفسها؟
في دور ‘لونا’ الإسبانية والدور كان بنتا لبنانية بيعت إلى إسبانيا، ترقص فلامنكو، ثم رجعت الى لبنان لسترجع أهلها، يعني هذه نادين التي لا يمكن أن تكره حتى لو أهلها باعوها هي تشتريهم. هذا أنا وإحساسي وتفكيري، لا أستطيع أن أطلع من حالي أو أخرج من جلدي، لونا تشبهني كثيرا، لا شك أن كل الأدوار التي أقدمها أحبها، ولا أقول إني أتقمص شخصياتها لكني أجلبهم لعندي، لأني لا أضع نفسي بالحالة وكيف يمكن أن أتصرف بهذا الوضع، لا أشعر أنهم غريبون عني، وما من دور غريب عني. مسلسل سنوات بعد قليل لم يكن غريبا أبدا، ولا ‘منبر الموتى’، ولا اليوم دوري ‘أميليا’، أنا مثل كل البشر أعيش كل الظروف والكثير من الحالات، أنا أم، زوجة.. وحبيبة، أبكي، أضحك، وأفرح، أوقات أجن، في الطفولة والبراءة، في العبث، في الطهر، الإنسان كتلة معجونة من كل شيء، وأنت قادرة أن تكوني في أي مكان وتقومي بأي دور، وأن تتصرفي بالطريقة التي تتصرفين فيها دائما، أنا أجتذب الشخصية لعندي، وكيف أقدر أن أعالج درو الشخصية. أحيانا تكون بعيدة عني ولست مقتنعة فيها، لذلك لا ألعبها اعتقادا مني أننا سنبقى منفصلين عن بعض، لأنه لا يكون بيني وبين الشخصية اندماج ولا مصداقية. دمعتي لا تنزل إلا للمشهد الذي يؤثر في نفسي. أحيانا الكاتب يقول لي في بعض المشاهد لازم أبكي أقول له أنت الذي لازم تبكي أنا هذا المشهد لا يبكيني، وهذا الشيء لا يقرر لأن الكاتب كتبه، بل يقرر من إحساسي أنا التي سوف أقدمه’.
ـ الدراما في سورية أثبتت نجاحا كبيرا في السنوات العشر الأخيرة مما أدى إلى أن تصل إلى أعمال عربية مشتركة، بينما الدراما في لبنان لم تحقق ذلك النجاح إلا في الأعمال المشتركة، هل برأي نادين العمل المشترك يزيد من نجاح الأعمال الدرامية ويغنيها؟
– ‘ما نراه اليوم كان يصير من عشرات السنين، وقتها كنا نرى ممثلين من لبنان، وسورية، ومصر، وكان يتم التصوير أيضا في هذه الدول العربية، وحين يرجع هذا العمل المشترك فهذا شيء جيد، لكن نحن الفنانين في لبنان مشكلتنا أننا لم نؤسس حالنا في الدراما عربيا، لأن بعض الأعمال الجيدة والناجحة ما كانت تدخل إلى العالم العربي، وكان الدور فقط أن لبنان يقدم أعمالا فنية (توك شو) رقص أو حواري أو قصص علمية، كان دائما لبنان يبرع بهذه البرامج أكثر، لأن الدراما السورية والمصرية بالفعل نحن ربينا عليها في لبنان. هذه هي الفكرة التي انتشرت، وانظلمت بعض الأعمال اللبنانية التي كانت جيدة جدا. لكن اليوم أعتقد صار عندنا أعمال لبنانية أكثر حضورا ونجاحا تبين من خلال مسلسل ‘لونا’، و’عصر الحريم’، طبعا لتثبتي حالك في الساحة الدرامية تحتاج لوقت، لكن طبعا أن نتعاون مع بعض ويكون في أعمالنا مشاركة، فهذا شيء أسهل وأسرع وأفضل للجميع، وليس أفضل على المستوى اللبناني أو السوري أو المصري، أيضا أن تكون مشاركة على مستوى اللبناني اللبناني المشترك وخاصة على مستوى الإنتاج، هذا شيء يقوي العمل الضخم. المهم أن يتعاون المنتج مع منتج آخر ويأتوا بعمل كبير وضخم ويأتوا له بنجوم لبنانية وسوريا ومصرية وخليجية. المنتج لما يضع ميزانية جيدة للعمل الضخم يستطيع أن يجلب أكبر النجوم العرب، علينا أن نحصن حالنا جدا، والمهم أن يكون هناك أعمال درامية مشتركة، لكن يهمني كذلك العمل المحلي مثلما نجح مسلسل ‘لونا’ ومسلسل ‘عصر الحريم’ كما أن مسلسل ‘أميليا’ اليوم هو مسلسل لبناني يحكي عن المجتمع اللبناني’.
ـ قدمت في رمضان دور بطولة بمسلسل ‘من الخاصرة’ وأنت تعرفين أن سورية تمر في مخاض عسير جدا وأنت كنت بطلة، هل كان العمل فيه مبالغة ببعض الجوانب، وهل استطاع المسلسل أن يقدم ملامح من الألم التي تمر به سورية؟
– ‘أعتقد أن ‘منبر الموتى’ أو’الولادة من الخاصرة’ أكثر مسلسل أعطى الواقع الميداني الذي يحدث في سورية على الهواء في شهر رمضان المبارك، بينما مسلسل ‘سنعود بعد قليل’ حكى عن الشق الإنساني والاجتماعي. ‘منبر الموتى’ حكى عن الأرض، عن الفساد، عن الناس الذين مالهم علاقة لكنهم تورطوا، كان فيه تنوع كبير بكل المواضيع. من تابع العمل وجد فيه جرأة في طرح الموضوع، أعتقد أنه عمل جدا ناجح وجميل. طبعا لا يوجد عمل يخلو من بعض الشوائب والأخطاء، إنما الجميع قدم من قلبه، الوجع كله واحد لما سورية تتوجع كل الدول العربية تتوجع معها، الإخراج كان جيد، والنص أيضا، وفريق العمل على ما أعتقد قدم بشكل متميز، فعلا هناك ناس استشهدوا في منبر الموتى راح تسعة شهداء خلال التصوير’.
ـ لماذا غابت رشا شربجي عن العمل وهل لو كان من إخرجها كان أفضل؟
– ‘رشا شربجي مخرجة ممتازة حتى كان دورها في المسلسل مكان الدور الذي قمت أنا به، الجزء الثاني أنا أكملته، لكن ظروف رشا الخاصة لم تسمح لها بأن تكمل العمل، فعلا العمل كان صعبا وفيه تحدي كبير بالنسبة لي، وفيه مشاهد صعبة، لكن لو كان العمل من إخراج رشا لكان طلع فيه من بصمتها الخاصة، لا شك بذلك كان تميز أكثر’.
ـ الدراما التركية غزت القنوات العربية لبعض الوقت، لكن حصل تراجع عليها ويرجع السبب لنجاح الدراما العربية من جديد خلال هذا الموسم، ما هو رأي نادين؟ وهل رجعنا فعلا لنستعيد شاشاتنا؟
– ‘أكيد ولا شك بهذا لأن ما قدم في موسم رمضان لهذا العام من أعمال مصرية وسورية وأيضا خليجية كانت متميزة، يا ليت كان أيضا من عندنا في لبنان عمل. إنما الدراما التي شفناها في هذا الموسم لا تشبه الدراما التركية أصلا. يبدو أنهم يحتاجون الكثير من الوقت حتى يستطيعوا أن يعملوا ما يشبهها، لأن المجتمع التركي مختلف والمعالجة مختلفة تماما. من أسباب نجاح الدراما التركية أننا نحن حبينا قصة السلطان والحريم لأنها قصص حلوة، لكن القصص التي تقدم اليوم في الأعمال العربية سواء من مصر أو سورية تحكي عن مجتمع، عن وجع وعن مواقف، هذا فرق كبير، لكن لا يمكنني أن أقارن الأعمال التركية مع العربية’.
ـ ذكرت نادين أن كاتبة مسلسل ‘الصراع’ هو أول نص درامي لها، ونادين تحب أن تقطف البرعم الأول في شجرة الزهر، هل أيضا في التمثيل كما تختار المخرجة نادين لبكي ممثلين من الناس العاديين وليس لهم سابقة في التمثيل لكنهم يقدمون أدوارا مهمة وأثبتوا موهبتهم، هل يصبح دور النجوم لا يهم كثيرا بل هو لمن يقدم الأفضل؟
– ‘سوف أعطيك مقارنة، هؤلاء الأشخاص الذين لا يدرسون التمثيل عندهم موهبة، أنا أعتقد أن كل ممثل ناجح هو عنده هواية وموهبة. الناجح هو الذي يملك الموهبة، مثل هؤلاء الذين قدموا مع نادين ونجحوا فعلا، لكن هذا لا يكفي. النجوم أيضا لهم أهميتهم وخاصة بالمردود المالي من خلال أسمائهم، وهؤلاء لديهم الموهبة ولهم تاريخهم وخبرتهم. تقديم فكرة أو قضية أنت تحضرين لها، هذه تحتاج لمصداقية وأسماء مشهورين ليأتوا الناس إلى السينما ويحضروا العمل، فعلا ما تعمله نادين لبكي حلو جدا والفكرة عندها جيدة وجاءت بأشخاص كانوا موهوبين وقدموا أفضل من أشخاص همهم أن يطلعوا ويتفلسفوا علينا على الشاشة’.
ـ وماذا عن السينما، هل تتطلع نادين للعمل فيها؟
– ‘إذا وجدت سينما عربية، أنا أكيد أتمنى أن آخذ دورا فيها. لكني حاطة السينما على الرف، إلى أن يصير عندنا صناعة سينما في لبنان. أنا لا أؤمن بالموضوع حاليا عندنا في لبنان، عندنا أفلام حلوة وعندنا محاولات خجولة جدا، لكن أنا لم أجد نفسي بعد في أي عمل سينمائي في لبنان. لذلك أنا أركز على الدراما. عندنا فيلم ‘وصار إنسانا’ كان إخراج سمير حبشي، وهو عن المسيح ومريم المجدلية، لنا سنتين ونحن نحكي فيه، موضوع جميل جد وخطير أيضا فيه جرأة وكأن الواحد يمشي فيه بين الألغام. عمل عن مريم المجدلية والمسيح ليس بالأمر السهل، لكن وجدت في هذا الوقت الذي نحن نعيشه لا يحتمل أن نقدم عملا دينيا، بل نحاول أن نجمع ونوحد الأشياء التي تقربنا إلى بعضنا، ولا يحتمل الوضع أن نقدم أي شيء عن أي نبي، بل علينا أن نتضرع لهم ونطلب منهم المساعدة. لذلك هذا الدور مؤجل، إلا إذا تمت بعد ذلك معالجة النص بشكل أفضل ومناسب. وقتها هذا ممكن، ولكن ليس بالوضع الذي يمر فيه العالم العربي الآن. أنا اليوم مع مسلسل ‘سنعود بعد قليل’، مع تجسيد الحالة الإنسانية في سوريا والوجع هناك، الدم، الأطفال، التشرد. مع ‘منبر الموتى’، الدراما هي معالجة لمشاكل اجتماعية تعطي حلول، وأيضا لها إيجابياتها وسلبياتها، علينا أن نختار أعمالنا الدرمية اليوم بحيث نعالج مشاكل نمر بها، وليس أن نضرم فيها النار’.
ـ المسرح أبو الفنون، ونختتم مع الفنانة والإنسانة نادين الراسي لنسألها عن واقع المسرح وبعده عن الناس وهمومهم، وهل هو يعاني الألم كما تعاني المنطقة؟
– ‘المسرح هو عروق الفن، وهو الدم الذي يجري فيه، إذا بلدنا ما كان في حالة جيدة فهو كذلك، المسرح يتأثر بما يجرى في المجتمع، كان عندي بعض التجارب الخجولة بعمل زنوبيا مع الرحباني، تجارب صغيرة لكن قيمتها بالنسبة لي كبيرة جدا، و’شمس وقمر’ مع عاصي الحلاني، وجدي شيا، كانت مسرحية تحاكي المجتمع والواقع، والمعاناة وكيف نتربى وننشأ. المسرح مهم جدا، لكن للأسف أن المسرح يتأثر بالأرض والمنطقة، إذا أنت أرضك رايقة فأنت قادرة أن تقدمي مسرحا جيدا وتسلطي الضوء على الأرض والمجتمع، إذا أرضك غير رايقة المسرح لا يكون ناجحا، لكن أكيد المسرح أبو الفنون ولا يمكن لأي فنان أن يستغني عن المسرح’.

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول عبداله:

    طبعا الدراما المصرية والسورية افضل من التركية لان الدراما التركية مين يلي شهرا غير السوريين مين كان يتفرج على مسلسلاتهم الا وقت نحن صرنا ندبلجلهم المسلسلات

إشترك في قائمتنا البريدية