لم يختف احتمال حرب جديدة

حجم الخط
0

ستبدأ السنة الميزانية بعد شهرين، وما زال هناك فرق يبلغ 5 مليارات شيكل بين رواية وزارة المالية وطلب جهاز الامن. وقد يجمد الجيش الاسرائيلي نشاطه اذا لم يوجد حل.
اتفقت حكومة اسرائيل في الحقيقة على كيفية تقسيم ميزانية 2014، لكن حصة الامن لم تُجز الى الآن، وما زال الخلاف على حاله. ومع عدم وجود اتفاق على سيناريو الحرب القادمة سيصعب على جهاز الامن أن يعلل مطالبه.
إن النموذج البسيط الذي يمكن بحسبه تحديد حاجات الامن، هو الموازنة بين عدد الطائرات والقطع البحرية وفرق المشاة والصواريخ عند العدو وتلك التي يملكها الجيش الاسرائيلي. وحينما يترجم هذا الهدف الى مفاهيم ميزانية، يتبين أن دولة اسرائيل لن تستطيع الثبات له بأي حال من الاحوال.
وما كان يكفي ايضا أن نوازن بالتقريب فقط بين الاعداد. فالرد الكمي فقط قد يتبين وقت الامتحان أنه غير مناسب. من المهم أن تتم ملاءمة نوع الوسائل للظروف التي ستسود ميدان المعركة. على حسب النموذج المعدل يُقدر مسبقا أين سيجري القتال، وأي معلومة مسبقة ستكون عند الجيش، وماذا سيكون وقت الانذار قبل الحرب وغير ذلك. وإن الجمع بين جميع تفاصيل المعلومات وتنقيحها يفضي الى التنبؤ بالسيناريو وتجري ملاءمة الحاجات بحسبه.
بيد أنه يتوقع في واقع الامر أكثر من سيناريو واحد. إن المتشددين يريدون مضاءلة الأخطار ويحددون سيناريو متشددا ويفضي ذلك الى طلب ميزانية لا يستطيع الاقتصاد الاسرائيلي الثبات لها. أما غير المتشددين في المقابل فيعرضون سيناريو أسهل وأخف، اذا أقررناه سنُعرض أنفسنا للخطر اذا ما حدث سيناريو أشد وأخطر في واقع الامر.
كان سيناريو الحرب حتى أواخر ثمانينيات القرن الماضي معلوما مسبقا. كان معلوما أن قوات الجيش الاسرائيلي ستواجه بالقرب من الحدود جيش دولة مجاورة في معارك مدرعات. وكانت مناطق المعارك هي سيناء وهضبة الجولان وحدود لبنان. وكان يمكن أن تُقاس على نحو دقيق مساحة ساحات القتال والمسافة بينها وبين جبهة الدولة الداخلية. وكان يمكن اجراء تقدير دقيق ايضا لعدد الأهداف ومدة المعركة ووسائل العدو الدفاعية. وكان يمكن بناء على كل ذلك أن يوصف السيناريو، وأن يتم بحسبه بناء القوة وتحديد مبدأ القتال وتطوير تقنيات ضرورية والتدرب على القتال. واعتمد طلب ميزانية الامن على ذلك السيناريو، الذي عُرض على الحكومة، فقد كان الجيش يضع أمام الوزراء قائمة حاجات ومعها تقدير أخطار. وكان الوزراء يستطيعون أن يُقدروا مبلغ تأثير مضاءلة الميزانية في المعركة ومبلغ مخاطرة الحكومة.
وفي تسعينيات القرن الماضي بدأت تنشأ صعوبة التنبؤ بسيناريو الحرب. ففي البدء تقدم الارهاب ليصبح في مقدمة الأولويات وبعد ذلك أملى تهديد الصواريخ المعركة. والى ذلك الحين ورغم التغييرات كانت قائمة المعدات والوسائل التي يملكها الجيش الاسرائيلي ردا مناسبا على الوضع الجديد ايضا.
في العقد الاخير تغيرت قواعد اللعب وتشوشت البنية الجغرافية السياسية في المنطقة، وأصبحت الاسلحة الجديدة كصواريخ يبلغ مداها آلاف الكيلومترات جزءا من المعركة المتوقعة. ودخلت دول ليست لها حدود مشتركة مع اسرائيل في دائرة القتال. وليس واضحا في الصعيد السياسي الى أين ستفضي الاحداث في الشرق الاوسط.
إن مجموعة علامات السؤال الى جانب التحولات السياسية تجعل تقدير ما يحدث صعبا. وقد تغيرت سيناريوهات الحرب لكن لا يعني ذلك أن احتمال الحرب قد اختفى. يجب على الجيش الاسرائيلي وجهاز الامن أن يحددا سيناريو متشددا لكنه منطقي تُبنى بحسبه القوة وتُصاغ الاستراتيجية ويتم التدرب على نظرية القتال. وبناء على كل ذلك تُحدد الميزانية.

يديعوت 30/10/2013

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية