انتداب امريكي دولي للبنان

حجم الخط
0

انتداب امريكي دولي للبنان

انتداب امريكي دولي للبنانيكثر الحديث هذه الايام حول امكانية صدور قرار عن مجلس الامن الدولي يطالب بوقف اطلاق النار في لبنان، فالرئيس جورج بوش قال انه يسعي من اجل هذا الهدف، بينما قالت وزيرة خارجيته كوندوليزا رايس ان القرار قد يكون جاهزا خلال اسبوع يبدأ اعتبارا من امس الاثنين.تركيز السيدة رايس علي فترة زمنية تمتد لسبعة ايام، هو استجابة لمطالب ايهود اولمرت رئيس الوزراء الاسرائيلي الذي قال يوم امس الاول ان قوات جيشه تحتاج الي فترة تمتد من عشرة الي اربعة عشر يوما لاكمال مهمتها في لبنان.الجيش الاسرائيلي بدأ يكثف محاولاته للتوغل البري في جنوب لبنان في اليومين الماضيين لاحتلال اكبر مساحة ممكنة من الاراضي، تحسبا لمثل هذا القرار، ومن اجل خلق منطقة عازلة علي الحدود تتمركز فيها القوات المتعددة الجنسية، المقترح ارسالها في اطار اي اتفاق لوقف اطلاق النار.العماد اميل لحود رئيس الجمهورية اللبناني اعلن امس، وفي مقابلة مع قناة الجزيرة الفضائية معارضته لنشر مثل هذه القوات الدولية وفق البند السابع من ميثاق الامم المتحدة، علي غرار ما حدث في كوسوفو، وقال ان تعزيز الامن علي الحدود اللبنانية ـ الاسرائيلية يمكن ان يتم من خلال قوات الطوارئ الدولية (اليونوفيل) الموجودة حاليا في الجنوب بعد تعزيز عديدها وعتادها والاتفاق مع اللبنانيين علي مهامها. ورأي العماد لحود ليس بالضرورة هو رأي جميع الكتل السياسية اللبنانية، وخاصة السيد فؤاد السنيورة رئيس الوزراء وحلفاءه في الحكومة وتكتل 14 آذار (مارس)، الامر الذي سيجعل الموقف اللبناني منقسما بحدة حول اي قرار جديد في هذا الخصوص، مثلما كان عليه الحال بشأن قرار مجلس الامن الدولي رقم 1559.وجود قوات ردع اجنبية في جنوب لبنان لن يكون ضمانة لتوفير الامن والاستقرار، بل ربما يؤدي الي نتائج معاكسة، اي توتير الاوضاع بصورة اكبر تماما مثلما حصل للقوات الامريكية والفرنسية التي ذهبت الي لبنان عام 1982 بعد خروج قوات منظمة التحرير الفلسطينية.فبعد عام 1982، اي بعد خروج المقاومة الفلسطينية، وصلت الي لبنان قوات تابعة لاربعة جيوش غربية، من بينها الجيشان الامريكي والفرنسي، وتعرضت هذه القوات الي عمليات استشهادية ادت احداها الي مقتل 245 امريكيا، والاخري حوالي عشرين جنديا فرنسيا.معارضة العماد لحود لوجود هذه القوات، واتهامه فرنسا بانها تريد اعادة انتدابها للبنان من خلال ارسال قوات تابعة لها في اطارها، يعنيان معارضة المقاومة الاسلامية ايضا، وبعض القوي اللبنانية المتحالفة معها مثل المردة التابعة لسليمان فرنجية، والتيار الوطني الحر بزعامة العماد ميشال عون، والحزب القومي الاجتماعي السوري وغيرها.المرجح ان البنود المتعلقة بتبادل الاسري وخرائط الالغام التي زرعتها اسرائيل في جنوب لبنان، وحل قضية مزارع شبعا وعودتها الي السيادة اللبنانية، هي التي يمكن القبول بها ومن ثم تطبيقها علي الارض، اما وجود قوات ردع متعددة الجنسية تتولي مهمة نزع سلاح المقاومة، وابعادها عن الحدود بالقوة، فانه وجود غير مقبول وغير ممكن عمليا، فاذا كانت القوات الاسرائيلية عجزت عن تحقيق هذا الهدف بعد عشرين يوما من المعارك الطاحنة، والقصف الجوي، فهل ستنجح في ذلك قوات متعددة الجنسية من اكثر من بلد، وبتفويض غير كامل؟9

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية