اسرائيل تواصل الحرب لانها لا تريد الظهور بمظهر الضعيف امام حزب الله

حجم الخط
0

اسرائيل تواصل الحرب لانها لا تريد الظهور بمظهر الضعيف امام حزب الله

اسرائيل تواصل الحرب لانها لا تريد الظهور بمظهر الضعيف امام حزب الله الحكومة لم تقصد وهيئة الاركان العامة لم تقصد والطيار لم يقصد. لم نقصد – هذه حجة حسنة، يقينا، لكنها ليست حسنة بما يكفي. كان ينقصنا هذا فقط: أن نقتل 60 مدنيا، ومن ضمنهم 30 طفلا، عن عمد، وعن سابق إصرار.حذرت الحكومة سكان جنوب لبنان، ورمي الجيش الاسرائيلي منشورات وحذر: اذا لم تهربوا ناجين بأنفسكم فانكم ستموتون. حذرنا و عُدنا وحذرنا ـ وهذه في الحقيقة حجة حسنة، لكنها ليست حسنة بما يكفي. نحن نأسف – هذا ايضا صحيح وجميل جدا، ولكن لا يمكن الأسف مرات كثيرة الي أن ينفد الأسف ويفرغ.عندما يحذرون سلفا مئات آلاف الرجال، والنساء والاطفال، من القنابل والصواريخ والقذائف، التي ستسقط عليهم بعد قليل، يجب الأخذ في الحسبان أنهم لن يهربوا جميعا. فليس من السهل جدا ترك بيت؛ ومن ينقذ التاركين من الأخطار التي تترصدهم في طريق هربهم؟ لقد حدثت حالات في القديم وفي الفترة الأخيرة، هوجم فيها لاجئو جنوب لبنان وقُتلوا في طريقهم الحزين الي الشمال، وفي هذه الحالات ايضا لم نكن نقصد – العفو – بل عبرنا عن الأسي.حسن نصر الله ايضا حذرنا هنا، في شمال اسرائيل. لقد أطلق نحوا من 2000 قذيفة تحذير الي عنواننا في الايام العشرين الأخيرة، وتوقع عبثا أن يصيبنا الرعب وأن نفهم التعريض. يوجد من لم يفهموا، لم يريدوا أو لم يستطيعوا الفهم. لم يُرد الشيوخ والضعفاء والمرضي والفقراء والمعوقون والاولاد ذوو الاحتياجات الخاصة وآباؤهم؛ ولم يستطع الفهم ذوو أخمام الدجاج والكروم، الذين لم ييأسوا حتي الآن من انقاذ مصدر عيشهم؛ ولم يُرد أن يفهم جميع ألوان نماذج العنيدين، ومتـــصلبي الرقاب، الذين لا يعجبهم اللجــوء في ارضهم؛ إنه لا يناسبهم الآن.بدل الهجرة فورا، بقي عشرات آلاف المواطنين في الجبهة الأمامية، بين حيفا وكريات شمونة. وسواء أكان الأمر عن ارادتهم أو برغمهم، فانهم عالقون في الملاجئ. هل سنوافق علي اعفاء نصر الله من جرائم حربه لأن الشجعان لم يسمعوا صوت صواريخه فقط؟ لماذا نعفيه؛ علي ثلاثة أو اربعة أو ألفي كاتيوشا لم نرد عليها. جريمة الحرب هي جريمة حرب ولا توجد جريمة من غير مجرمين. لا يزعم نصر الله، علي الأقل، أنه يقود أكثر جيش أخلاقية في العالم. ربما يكون هو نفسه يعلم من هو. هل نعلم من نحن؟نصر الله لا يشعر حتي باهتزازة خفيفة في جناحيه الأسودين عندما يدعو الجيش الاسرائيلي الي التصرف مثله، والي قتل اللبنانيين كما يقتل الاسرائيليين. انه بذاته معني بالقتل؛ إنه معني بالدم المسفوك، الذي يصب الزيت علي عجل مطامحه ومطامح أسياده – ويُحتاج الي دم الاولاد الصغار. ولكن، بحق السماء، لماذا نلتزم نحن من جانبنا أن نكون متعاونين معه؟ لماذا، نقوم برغبته ونلعب من اجله؟ أمس بعد الظهيرة أطلق نصر الله الي هنا تحذيرا آخر سقط قريبا من المكان. نظيرنا، يوفال أزولاي، لم يُحذَّر فقط، بل جُرح ونُقل سريعا الي المستشفي. وأُفكر حائرا هل يوشك جهاز تحرير صحيفة هآرتس أن يُجلي الآن جميع مراسليه في الشمال لأن الوغد يُصر فقط؛ أنظروا أنتم في جهاز التحرير ـ لقد حُذِّرتم.ومع الانتهاء من هذا العمود، سقط صاروخ كاتيوشا آخر علي خم الدجاج لايتان في ضواحي القرية الزراعية. ماذا يحدث لنا، كم من التحذيرات والانذارات علينا الحصول عليها حتي نفهم: لا نفهم ونبقي كذلك – علي الأقل من اجل بطولتنا ومن اجل مبادئنا التجريدية التي تخاف الانهيار. واذا ما أصابنا نصر الله – فانه يتحمل وِزر دمنا، برغم أنه حذرنا.هنا كفر قانا وهنا سنقفز من هذه الحرب ـ الي الخارج؛ ومع جميع المحذَّرين، ساكني الملاجئ في جنوب لبنان وفي شمال اسرائيل، ندعو من الأعماق ـ حسبُنا.يوسي سريد(هآرتس) ـ 31/7/2006

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية