الكأس الايرانية في مسلسل الغزل

حجم الخط
0

‘ابتدأ الحديث عن مشروع الغزل الأمريكي الايراني في أعلى مراحله من خلال الكأس الأثرية الايرانية. فقد عمل وذهب روحاني الى نيويورك لحضور اجتماع الأمم المتحدة،’حاملاً الفكر الايراني الجديد المنفتح والساعي الى النهوض والبعد عن العزلة والعودة الى حضن المجتمع الدولي، كدولة توجد على ظهر هذه البسيطة.
انفتاح ايران غير المسبوق منذ مدة طويلة في رأيي ليس مقرونا بالنبرة المعتدلة التي خرج بها روحاني في نيويورك، او من خلال اللقاءات الثنائية التي عقدها مع رؤساء بعض الدول، وعلى رأسها فرنسا، على هامش الجمعية العمومية، وليست من خلال شجب روحاني للمحرقة من على منصة الأمم المتحدة، بل كانت البداية من خلال اللغة الهادئة والرزينة تجاه الأحداث المحيطة بالمنطقة، واللغة الهادئة المستخدمة مع دول الجوار ايضا، وقيامه بتقديم التهنئة ‘لليهود في اعيادهم، فلم تقتصر تلك التهنئة على يهود ايران، بل تعدت ذلك الى جميع اليهود في العالم.
اما ما حدث في نيويورك فكانت المكافأة اتصالا من الرئيس الأمريكي لروحاني، وهو في طريقه للمطار، وكان هذا الحدث تاريخيا فعلا.
وما فعله روحاني ما هو الا اثبات واكمال لمسار عودة ايران لسابق عهدها كشرطي للمنطقة، مع ازالة للخلافات والحصول على تنازلات بشأن الملف السوري، وتقديم تنازلات ايضا في ما يخص البرنامج النووي المتوقفة مفاوضاته منذ ما يقارب الثماني سنوات. ويتجلى ذلك من خلال تصريح وزير خارجية فرنسا لوران فابيوس عندما قال ‘تغيير في الموقف واضح جدا جدا’، مشيرا ايضا الى أنه ‘اسبوع من كسر الجليد’.
على الجهة الأخرى لم يكن الرئيس الياباني بعيداً في رأيه عن الرأي الفرنسي، فكان تصريحه مماثلا فقد قال بعد وصف روحاني بالصادق، ‘انطباعي ان الرئيس روحاني مستعد للتعاون التام مع المجموعة الدولية’.’
وايضا من خلال النظر في المحتوى الاقتصادي الايراني قد يكون طرح السبب الاقتصادي في الانفتاح الايراني مقنعا، او حتى خوفها من خسارة النظام الحليف في سورية، قد يكون سببا في سرعة تغيير وجهة النظر الايرانية تجاه المواقف الغربية وبالعكس. ويثبت تلك السرعة اعلان روحاني عن أمله في التوصل الى اتفاق في البرنامج الايراني النووي خلال القريب العاجل ‘في غضون ثلاثة الى ستة أشهر’. وهذا الوقت المطروح للتفاوض يعتبر وقتا سريعا جدا للبدء في التفاوض والانتهاء من برنامج متوقف منذ مدة طويلة، ويعتبر الملف الأكثر تعقيداً بالنسبه للغرب، وهذا ما يعزز مدى جدية روحاني والنظام الايراني للوصول لحل بشأن ملفهم النووي وعقد المصالحة.’
على الجهة الأخرى، هذا التحول الايراني المبهر وردة الفعل الأمريكية المفاجئة، ان استمرت ولم تتأثر بزيارة نتنياهو الى البيت الأبيض، قد تدفع بدول الخليج الى اعادة الحسابات وخلق تحالفات أخرى حتى ان كانت غير محببة لها. فالثقة الكبيرة التي كانت بين أمريكا ودول الخليج في انهيار مستمر منذ بداية الربيع العربي، وحتى هذه اللحظة، ولعل اخر موقف خذلت أمريكا به دول الخليج كان عدولها عن الضربة المقررة ضد النظام السوري، بعد الحل الروسي المقدم اليها. وكان قبل ذلك تعطيلها لأي محاولة تسليح للمعارضة ضد النظام. فالفجوة وزعزعة الثقة بدت ظاهرة للعيان.’
ايران ممثلة بروحاني حققت مكاسب دبلوماسية واعلامية كبيرة جدا ومبهرة للمتابع، فروحاني كان تحت الأضواء لمدة اسبوع كامل وتحت رضاء تام. قد تكون ايران بدأت تعترف فعلياً بعجزها عن التصدي لهذه القطيعة السياسية والاقتصادية من المجتمع الدولي، فقررت ان تلعب وفق الامكانيات، فقد تكون خسارة برنامج كالبرنامج النووي أسهل من خسارة دولة حليفة ونظام حليف كسورية. اما المجتمع الغربي على العكس تماما فخسارة ارواح وقتلى في سورية أسهل عليه كثيرا من استمرار ايران في البرنامج النووي، وهنا تتضح الصورة وتكتمل المعادلة السياسية المنتهجة حاليا في الشرق الأوسط.’
كنت قد كتبت سابقا في الانتخابات الايرانية، أن أيران سوف تدفع برئيس اصلاحي منفتح لتخفيف الضغط عليها من المجتمع الدولي، ولكن ما يحدث الان قد فاق توقعاتي حقاً.

‘ كاتب عربي

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية