مثقفون عراقيون يدونون أسئلة المدن والأرصفة المهاجرة

حجم الخط
0

بغداد «القدس العربي» من صفاء ذياب: أين نضع أقدامنا؟ المدينة أصبحت ضيقة جداً علينا في هذه الزحمة التي أبعدت كل شيء عن مكانه الصحيح.
كيف يمكن أن نعيش في عالم مليء بالعجلات؟ عجلاتٌ أكلت منا الأرصفة، واستوطنت مواقع أقدامنا حتى عدنا لا نقوى على السير في شوارعنا التي كانت واسعة وأثيرة وجامعة لعلاقاتنا الحميمة. عجلات في الشارع، عجلات على الأرصفة، عجلات أمام المحال التجارية، عجلات أمام بيوتنا، عجلات في حدائقنا، عجلات في الممرات والساحات، تجتمع كلها كأنها تؤدي صلاة موحدة لسرقة أحلام أقدمنا التي باتت بلا مأوى.
كيف يمكن أن نمشي مع أصدقائنا لنسرد ذكريات أيامنا الغابرة في زحمة الأرصفة المسروقة؟ كيف نتهاوى مع حبيباتنا لنصنع مستقبلاً جميلاً يملكه أطفالنا دون أن نجعلهم يطيرون بعيداً، صوب اللامكان؟
كلما توسعت المدينة، كلما ضاقت علينا أكثر… ربما تكون هذه المعادلة غير صحيحة في أغلب مدن العالم، لكن مدننا نحن، هنا في العراق، شوارعنا هنا في بغداد، لها خطط مستقبلية خاصة جداً، لها أخطبوط يستوعب التوسع ويأكله، ولا يسمح لنا بأن نحلم بمساحة صغيرة يتكئ عليها مستقبل قريب.
لكن، ما شكل المدينة التي نحلم بها؟ ما شكل الأرصفة التي هربت ونريد تعبيدها من جديد؟ ما البنى الثقافية التي يمكن أن نؤسس من خلالها أسوار بيوتنا. للثقافة أبواب كثيرة، ربما من الصعب حصرها، وللمدينة أبواب أكثر تتناسل فيما بينها لتلد بيوتات صغيرة، وللأرصفة مداخل تتضاءل، كلما تضاءلت الأحلام، ولأقدامنا أرصفة في الهواء..
عن المدينة وشوارعها، عن الأرصفة وثقافتها، عن ثقافة المشي وقراءات الأقدام، وعن بؤس الأرصفة وجهل الإسفلت… حاولنا هنا قراءة البنى الثقافية لمدننا التائهة بين العجلات والجدران الكونكريتية:

العجلة والرصيف

يقول الدكتور أسعد غالب الأسدي أن الرصيف موضع حركة الإنسان وهو يتجول في المدينة ويتنقل بين أمكنتها، يتلقى خطابها البصري، ويقرأ في لغتها تواصلا وزاد ثقافة يومية متغيرة. وعندما حضرت العجلة ونفذت إلى الشارع، شاركت الإنسان بيئته لتشق حركة السابلة إلى رصيفين محاذيين لمسارها، في فعل صادم دون شك، وتسببت في ابتكار نمط حركة بسرعة وإيقاع مختلفين، إذ هي موضع متحرك يتجول بين الأمكنة الواقفة، في حيوية تلج السكون وتقطع أوصاله، يزيد في حضورها أنها مرقب متلصص يكشف عن وجه المدينة، في سرعة لافتة وقدرة على اختصار المسافات، وامتلاك الصورة الأشمل في ضبابية محتملة، بسبب تسارع الزمان في عبور الأمكنة. ومع أنها تربك حركة السابلة وتشغلهم عن تلقي العالم في هدوء وتأمل، فأنها في الوقت ذاته تتسبب في جعل الرصيف مسارا لمن يتلذذ وهو يقود خطواته متنقلا في زمان بطيء من مكان إلى آخر، يكتشف شعورا بالمتعة وهو يشهد حركة العجلات الراكضة خلف نوايا اختصار المسافات المتباعدة، ورغبة شاغليها في بلوغ أهدافهم في سرعة ورشاقة. ويضيف الأسدي أن العجلة سعت، وبدعابة لافتة، وهي تدرك فداحة حضورها، إلى المغفرة، من خلال إيواء الإنسان إلى فضائها المغلق المتحرك، كي تمنحه هبة مواجهة الخارج، ومراقبة مشهد هارب ممتلئ بصورة المدينة، صورته وهو يتسلل إلى أركانها وأزقتها في بطء لم يعد خياراً أوحد لنمط حركته في المكان.
الأسدي يشير إلى أن قدرات العجلة تنامت عبر السنين في تجهيز بيئات داخلية مرفهة بدأت مرتبكة وهي تحار كيف تفتح أبوابها لشاغليها، وتهيئة مكان لائق برواد المدينة، وهم يطوفون شوارعها في يسر، حتى استحالت موضع بقاء مخدوم بمختلف ممكنات التقنية المهذبة، السخية بمعطيات الصوت واللون والشكل.

أمكنة مكتظة

إلا أنه في خضم تطور العجلة، تتآكل شوارعنا أمام الماكنة الحديثة. وعن هذا يقول الدكتور الأسدي إن أول ما نأمل من إعادة بناء الشوارع، هو أن تتمكن عجلاتنا الدائبة من السير فيها في يسر وأمان، وأن يتسع فضاؤها لخطواتنا الوئيدة المتأملة، في أرصفة واسعة ونظيفة، إذ إن الشوارع ليست محض شرايين للتواصل، بل هي مسرح تجلي وجه المدينة وصورتها المتحركة، فضاء حضور قشرتها الجميلة وملامح وجهها المتعدد، تجمع سكان المدينة إلى جدرانها وحدائقها وشمسها ومطرها وظلالها.
الشوارع فضاءات حضور سكان المدينة، من السابلة والباعة المتجولين والعجلات والعربات والأشجار والمساطب وأعمدة الإنارة وفوهات الأكشاك وحاويات القمامة ومنحوتات الحدائق، بحسب رأي الأسدي، وهي أمكنة مكتظة بأنماط مختلفة من الفعل والحضور في تنوع يستدعي التنظيم، كي يلقى كل موجود فيها موضعه ونمط علاقته مع من يشاركه الوجود في لطف، وأن يجد كل سالك فيه مساره، العجلات والدراجات والأشخاص، خلال شبكة تداخل وتجاور، تجعل من الشوارع أمكنة مقروءة وممكنة التلقي.
ويعرّف الأسدي التنظيم بأنه إسكان العقل وإيواء الرؤية في بنية الفضاء، لذا فأن الكثير من فكر الحداثة إنما يتجسد في تنظيم الشوارع، في واحدة من مهامه، وهو يعيد ترتيب العالم المتعدد والمتنوع، في أمكنة تجتمع فيها الأشياء لتكشف عن قدراتها على المشاركة في إثراء المدينة.

مدينة نابضة بأحلامها

ويريد الأسدي من المدينة أن تحتفي معنا بمعطيات الطبيعة والوجود، بأن تكتشف بيئتها وتستثمر ممكناتها، احتفاءً بمائدة عطاء لسكانها المأخوذين بها. كما يريد منها أن تتحسس معطيات زمانها، وتشارك مدن العالم في تجهيز خطاب حضري معاصر، نتاج الفكر والتكنولوجيا والرؤى الإنسانية المتآخية مع الطبيعة، والرامية إلى تنظيم علاقة الإنسان بالعالم، وترتيب أنماط عيشه في أمكنة متكافلة. كما يؤكد الأسدي أنه يجب على مدينتها أن تكتشف جسدها، في احتفاء يعيد إليه الحيوية. ويرى أن مدناً أخرى كثيرة تجهد كي تولج المياه في صحرائها، غير أن مدينتا مسقية بأنهار عديدة، تنساب عابرة المسافات، نافذة في لحمتها في بذخ، ويعوز مدينتا أن تحتفي بتلك الأنهار موضع اللطف والحدائق والتجول. كما يريد من المدينة أن تخصنا، ترتقي بنا ونرتقي بها، وهي تمضي من حال إلى حال، ممتلئة بذاكرتها ونابضة بأحلامها. يريد لها أن تكفينا، فلا نعود نحلم بسواها أو نأمل في أمكنة غير أمكنتها، يريد أن تحمينا من أن نؤخذ بجمال بقية المدن، نألفها ولا نبحث عن لطف سواها.

ألفة الرصيف

من جانبه يرى صباح والي أن العلاقة بيننا وبين الرصيف تتنوع بتنوع وظيفة الرصيف. هناك رصيف للتسكع، وهناك رصيف للتسوق، هناك رصيف مضطر للسير عليه بحكم أن لا تكون محبا للمكان. الأرصفة مزاجات. قد لا تعود للسير على رصيف لسبب ما. هناك أرصفة لها ألفة خاصة ترتبط بالذاكرة، مثل رصيف شارع الرشيد لا يمكن أن تقارن بينه وبين رصيف أي شارع آخر. ألفة المكان بألفة الرصيف. ويعد والي علاقته بمدينة بغداد علاقة أرصفة ومحال ودلالات مكانية. ويضيف أنه غالبا لا تعرف بكل ما يحتويه خلفيات الشارع، لذلك تصر على معرفة رصيفه وحكاياته، الباعة، الوجوه، الشحاذين، المجانين، النساء، العابرات.
الأرصفة صورة المدينة بامتياز، بحسب تعبير والي، أرصفة تتعثر بها، أرصفة تشق طريقك بها بصعوبة، أرصفة لم تعد أرصفة… ويعتقد والي أن السيارة (بوصفها الوسيلة الأكثر تعبيرا عن السلطة في الشارع) تستخف بمرتادي الرصيف… أبواق التنبيه والمكابح، وعوادم الدخان، مشكلة بناء شارع جميل برصيف حضاري من المشاكل الأصعب، إنها مشكلة قيم ومواطنة وشعور بالمسؤولية.
ويحلم والي بمدينة أرصفتها لا تعيق السير، أرصفة عريضة ممهدة، مساحات خضر. بأقل الأمنيات، مدينة بلا دعامات كوكنكريتية!

مسارات ضيقة

وفي تصور خاص لرسام الكاريكاتير الفنان خضير الحميري يرى أن عملية سطو واسعة تتعرض لها أرصفة الشوارع في المدينة العراقية، لتتحول يوما بعد آخر إلى مسارات ضيقة وخربة لا تتسع لصديقين، أو حبيبين، أو غريبين. إذ تحولت بضغط العامل المعيشي اليومي إلى متكأ إضافي لعرض السلع، وتوزيع البسطيات، وتثبيت قطع الدلالة، وتمدد الأبنية، لتفقد وظيفتها كفسحة للتجوال والتريض اليومي، ومساحة للتوازن بين الحركة الراجلة والحركة السيارة. ويشير الحميري إلى أن ما نذكره عن المدن الجميلة هو أرصفتها ومقاهيها وحدائقها وتماثيلها، والغريب أن هذه التكوينات تعاني من الانكماش والانحسار في مدننا، لصالح الضجيج والزحام وفوضى الاستخدامات.

مدننا بلا نواة

القاص ساطع راجي ينظر للموضوع من وجهة نظر مختلفة، فيرى أن للسيارة وجهاً آخر، وجهاً مخيفاً، فهي أداة قتل، بل إن ضحايا حوادث المرور يتجاوزون ضحايا الحروب والمجاعات. من جانب آخر يرى أن ثنائية الرصيف والشارع هي أيضا تنظيم للسلطة. إذ غالبا ما يكون الشارع أوسع من الرصيف وكأنه هامش، باستثناء الأرصفة التجارية، وهي عملياً ليست أرصفة، بل واجهات مقاه ومكتبات ومطاعم. لكن النسبة بين الرصيف والشارع تمنح السيارة حقا أكثر من الإنسان. «أحيانا يتبادر لي أن الماشي إنسان أقل أهمية وقدراً من الراكب، لا ننسى أن للسيارة قيمة اقتصادية واعتبارية في مجتمعنا، لذلك تكون سلطتها أكبر، وهذا ما يقودنا إلى تصميم المدينة، إذ يكون التفكير بالسيارة أكثر من الإنسان، لاحظ سهولة التجاوز على الأرصفة وإهمال مناطق العبور وإشاراتها».
ويعتقد راجي أن المدينة العراقية تواجه تحدياً كبيراً. فتدفق السيارات على البلاد ستؤدي عاجلا أم آجلا إلى تغيير ملامح كثير من المدن. «المسؤولون، طبعا، يترددون لأسباب واقعية أحياناً، في إعادة تخطيط المدن لاستيعاب هذا الكم الهائل من السيارات». ويشير راجي إلى أننا بحاجة، مثلا، إلى ساحات وقوف كثيرة وكبيرة بديلا عن الأرصفة التي تم الاستيلاء عليها وتحويلها إلى ساحات وقوف، وهناك شوارع فرعية تعرضت لذلك أيضاً. راجي يتمنى وجود دولة قوية ومتماسكة وعادلة، فهي وحدها القادرة على إعادة بناء شوارع تتلاءم مع الزيادة السكانية ومع السلوكيات الجديدة للأفراد. ويتصور أن الشوارع، وخاصة في المدن الكبيرة، لا بد لها من هويات ليست صارمة بالتأكيد، ولكن الشوارع لا يمكن أن تكون تكرارا لبعضها البعض، وكأن كل شارع منها جزيرة، والشوارع المتخصصة كانت موجودة فعلا، لكنها فقدت هويتها وتدفق كل شيء على كل الشوارع، بحسب قوله.
أما عن المدينة التي نحلم بها فيقول راجي: «أحلامنا عن المدن التي نريدها هي غالباً أحلام مستعارة عن المدينة الغريبة، ربما لان مدننا توقفت عن النمو الحقيقي منذ زمن بعيد، وربما لأننا لسنا مدينيين، أو لأن مدننا أصلاً مدن إدراية بلا أغراض محددة. كم مدينة صناعية لدينا، لا أقصد حشر المصانع في مدينة وإنما نشوء تجمع سكاني حول منشآت صناعية. كم مدينة سياحية أو علمية أو ثقافية لدينا. مدننا بلا نواة، باستثناء المدن الدينية، وهي بسبب الانقطاع عن العالم صارت تشبه المدن الأخرى».
ويحلم راجي بمدينة نظيفة ومضاءة ومنظمة وفيها الكثير من الأشجار والمقاهي وشارع حقيقي للكتب بمكتبات حديثة. «ربما لن ننسجم مع ناطحات السحاب. مجتمعنا، حتى بعد خمسين سنة، ربما لن يكون قادرا على التعايش في ناطحات السحاب ولا معها. أحلم بمدينة يكون فيها رجال الأمن قليلين، مدينة بلا سلاح ولا شعارات سياسية ولا لافتات ولا ملصقات الزعماء، مدينة رافدينية».

مدينة معلقة

القاص والروائي حسين رحيم ينظر للمدينة والأرصفة بطريقة سردية، فمثلما يكتب رواياته، يسعى لبناء مدينته التي يحلم. قائلا: «قديما، كانت الدروب والطرق النيسمية هي ديدبان الإنسان للوصول، فهي من كانت تشق طريقها بالتواءاتها ومنحنياتها، وما على الأقدام سواء أكانت حيوانية أم بشرية أن تبقى في مجرى هذه الدروب كي تصل إلى ما تريد، وكانت هناك طرق سرية في الفيافي يعرفها الأدلّاء. وبعد ظهور المدن، ظهرت الشوارع والجادات العريضة والمبلطة لتسهيل الطريق للماكنة السريعة مزيحة الإنسان إلى درب جديد سمي بالرصيف، بعد أن كان يسير في ديمقراطية الدروب أصبح أسيراً لدكتاتورية السيارات، والشوارع التي أصبحت تحمل أنفاس الموت. وبعد أن كان الشعراء والرسامون يتغنون بالدروب الطويلة الساحرة، أصبحوا متبرمين من الأرصفة الضيقة، هامش الحضارة الجديد».
ويحلم رحيم بمدينة معلقة، بعيدة عن سطح الأرض، قريبة من السماء، «إذ لا أطماع في الأرض ولا احتلال بغيض ولا شوارع وأرصفة خلقت للزحام. فقد جربنا الأرض طويلاً.. طويلاً، وفشلنا في الحفاظ عليها وعلى إنسانيتنا».

الصحراء هي الحل

يقول القاص علاء شاكر إن «الشارع لنا فقط، نحن الناس الطيبين..».
ويضيف أن الإنسان أبعد إلى مسافات طويلة، الخوف أقبعه الفيافي. «كل شيء مخيف بدأ هكذا، حينما اقتحمت المجنزرات الأميركية والبريطانية شوارعنا، أخافتنا وأرعبتنا. أي شوارع تغلق بوجهك ببشاعة كونكريتها، فهي تخفي جبنها ومؤامراتها خلف صبات إسمنتية، دسائس بحجم فتك شعب وسرقة حريته. الشارع هو نفسه لم يتغير، الذي تغير كثرة السيارات الداخلة، أم توحش الإنسان الداخل! ما الضير إذا كانت الصين وأمريكا والإمارات وكل الدول الصناعية فيها من السيارات والبشر المهول في العدد، ولكن هناك شارع منظم وإنسان منظم وقانون يحرسهما. جد لي شارعاً مفتوحاً وعريضاً وسائقاً يحترم الشارع والإنسان، يحترم القانون في سره وعلنه!».
أما عن المدينة التي يحلم بها شاكر فيرى أنها ليست مدينة مستحيلة، لكن الحلم يجب أن يبدأ من الصحراء. ويركد أنه لا يمدن بناء مدينة على «أنقاض مدينة لا يمكن جعلها مدينة مهما رمينا الميزانيات الباهضة عليها، فلا رصيف يسعني، إني أتحايل على الرصيف ليضمني، فثمة باعة، أناس يبحثون عن لقمتهم. أي رصيف لا يسع لحلم لمشية برفقة صديق، لرجل عجوز يودع آخر صور الحياة، لطفل حر مثل عصفور طليق، لعاشقين نسوا زحمة الناس وشغلتهم همسات أحلامهم، لا رصيف، لا شارع، لا مدينة لي سوى زحمة وخراب دول لا تملك ميزانياتنا حولت الصحراء إلى ناطحات سحاب».
ويقترح شاكر أن الصحراء هي الحل، فصحراؤنا كبيرة، لكل مدينة هناك صحراؤها. «دعونا نبدأ من هناك واتركوا مدننا الخربة فهي لا تصلح، لا شوارعها ولا أرصفتها».

ومن ثمَّ…

مدننا تضيع، وأقدامنا تضمحل. العجلات أكلت أصابعنا مثلما أكلت الأرصفة، فأينما تشير ثمة لا مكان، وأينما تحط أصابعك ثمة غبار، وكلما فتحت نافذة جديدة أقفلتها عجلة جديدة. أسئلة كثيرة وما من أفواه تجيب، أفواهنا غالباً ما تلوك الأسئلة وتترك الأجوبة غائمة وطافية فوق ركام المدن.. إلى أين سنأخذ أقدامنا والأرصفة هاجرت إلى اللا أين؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية