بعد فضيحة 5.8 في المئة نسبة المشاركة في انتخابات مصر

حجم الخط
3

■ : الرئيس محمد مرسي يهزم السّيسي منْ سِجنه سليم الحكيمي عندما التقى الرئيس مرسي في قصر الاتحادية بمفوّضة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوربي «كاترين اشتون» قبل الانقلاب عليه، أبلغته ان الملايين الذين سيصل عددهم إلى 30 مليون سيتظاهرون ضدّه فلم لا تستقيل سيد الرئيس ؟.
أجابها قائلا : إن كان عددهم 30 مليونا، فلم ينتظرون الانتخابات القادمة ويزيحونني بطريقة ديمقراطية كما يقع عندكم في الغرب ؟ مرّت الأيام، وتبين أن الزيف الإعلامي الذي صوّر فوضى 30حزيران/ يونيو تفويضا من الشعب للتحرك العسكري لم تكن إلا أكذوبة الزمان وخرافة العنقاء.
فالإخوان هم من ملأ الشوارع ردا على المتظاهرين يومها، وعدد مناهضي مرسي لم يتجاوز 4 ملايين من 90 مليون مصري.
انطلقت المؤامرة بكذبة اعلامية ولم تستطع شرعية الدعاية الستالينية ان تعوض الشرعية الحقيقية لثورة 25 كانون الثاني/يناير الحقيقية ضد مبارك.
لان الثّورة الأولى خرج فيها الشعب تلقائيا بكامل إرادته ضد نظام مبارك ، وكان خروجه مستلهما من الثورة التونسية الدّرس، دون حشد ممنهج وتحفيز وتحريض الإعلام الذي كان يرى- حينئذ- الثورة ضد مبارك فتنة وَجَب وأْدها . ولكن ما حدث يوم 30 حزيران/يونيو حشد فيه الإعلام كل ما يستطيع ضد مرسي وصبّ عليه راجمات حقده.
وكما قالت لميس الحديدي في برنامجها : مرسي مش منظر رئيس ! «بل تخلّت عنه كل مؤسسات الدولة لإسقاطه وافتعلوا موضوع البنزين والتموين والغاز ، رغم ان الرجل كان يعد لمشروع حضاري ضخم. وهو الرئيس العربي الوحيد الذي زاد أجور المعلمين 100 بالمائة واستعد لمشروع قناة السويس الضخم الذي كان سيدرّ على مصر 100 مليار دولار سنويا . – وهزيمة السيسي امام مرسي من محبسه كانت متوقّعة. فهيشتاغ «انتخبوا السّكران» بلغ 140 مليون مشارك ضد «سيسي» الغفلة الذي خاطب ناخبيه عبر السكايب، ولكن لا حياء لمن تنادي . وكل مايقع في مصر اليوم هو النتيجة الحتمية لمقدمات الوهم الثوري التي صنعها إعلام الزيف. ولا فائدة في قرار المدّ ليوم ثان أو ثالث لستر عورة مراكز الاقتراع الخاوية ، مما حدا بحركة «تمرد» الى القول « ان الجماهير خذلت السيسي وخسارته كانت بسبب التفاف الفلول من الحزب الوطني المنحلّ حوله !». تورّطت الصحافة الإسرائيلية في صحيفة «معاريف» في صفحتها الأولى يوم انقلاب العسكر على الرئيس مرسي بقولها : السّيسي البطل الذي أعاد مصر الى أحضاننا» . ثم توارت بالحجاب، ورأت في ذلك خطا فادحا يصبّ في إطار الدعاية الرّمادية للإخوان فمدح السيسي هو خدمة للرئيس مرسي حتما . ولذلك كانت جملة الشيخ يوسف القرضاوي رمية في مقتل حين خاطب المصريين عشية الانتخابات : «لا تنتخبوا رجلا فرحت بمقْدَمه إسرائيل ولا تكونوا شهود زور ».
سُخّرت كل أجهزة الدولة وسيارات الدعاية ومحاولات الإغراء ب 500 جنيه لمن يشارك في الانتخابات والتهديد بالغرامة المالية ضد من يرفض التصويت ولكنها لم تجد نفعا، بل انتشرت نكتة صاحب التاكسي والزّبون كالنار في الهشيم :- انت فاضي يا اسْطا؟ – اِنت شايفْني مركز اقتراع.
مش شَايْف الرّاجل راكب مَعاي !!. . ولم ينفع قناة النيل وصفها يوم الانتخاب ب»الاحتفال الديمقراطي» ولا جريدة الإخبار بعنوان :» الملايين خرجت لاختيار الرئيس وإشادة دولية بنزاهة الانتخابات « ولا قناة 7 التونسية بقولها» تتوجه الجماهير الغفيرة غدا لمراكز الاقتراع «. فلم تتجاوز نسبة المشاركة في 5.8 بالمائة حسب المرصد العربي للحقوق والحريات.
مما جعل النّاصري الحاقد مصطفى بكري يلطم وجهه بالفيديو قائلا : «كارثة، الناخبون الذين أدلوا بأصواتهم لا يزيدون عن 10مليون ؟ !!!بل لم يصل السّيسي إلى رقم المرشح الخاسر الثاني في الانتخابات احمد شفيق الذي حاز 12 مليون صوت سنة 2012 . وكان كل همه أن يتجاوز 13 مليون صوت ليتجاوز شرعية الرئيس مرسي الذي أطاح به بغْيا وعدْوا وكان هذا التحدي الحقيقي.
رغم ما وقع من انتهاكات كاستخدام مكبرات الصوت داخل المدارس للدعاية يوم الانتخاب، وتصويت عمال غير مصريّين في الانتخابات وإجبار الموظفين من القطاع الخاص والعام على التصويت، ورصد عمليّات تصويت جماعي أمام اللجان وتوجيه الناخبين من مجندين وضباط .
فكان ما وقع مثار سخرية سخرت الصحافة الغربية فقد ذكرت صحيفة «لُوموند» الفرنسية هازئة : «لك حرية الاختيار في الانتخابات بشرط ان تصوّت بنعم !» . فمن لا يصوّت للّسيسي هو ارهابي حسب الإعلام الذي أصيب بالهستيريا …
نسي الانقلابيّون ان العصر تغير ولا يمكن للدولة بأجهزتها إن تحتكر المعرفة والمعلومة فنسبة التمدرس العالية في العالم العربي والثورة المعلوماتية يمكن ان تدكّ أركان ايّ نظام مهما بلغ عتوه . وان لم تنجح في إسقاطه فأنها ستبلغ فضْحَه ونزع ورقة التوّت عن عورة الاستبداد والافك فيه.
فلا فائدة في النفخ في الرّماد البارد للانقلاب الدموي الذي جعل من جماجم المصريين أحجار أثافي لقُدور العسكر .
الطّغيان وغرور القوة التي لاحت حدودها في كسر إرادة الناس جادت قريحة الانقلابيين أخيرا بالتعامل مع الإخوان في إطار حزب سياسي هو حزب الحرية والعدالة والتنمية،ولكن ليس مع جماعة الإخوان !أي بلغة أخرى السماح لهم بممارسة السياسة في الصّباح،واعتقالهم في المساء بتهمة الانتماء إلى جماعة غير مرخّص فيها ! تجاهل العسكر تقرير «واشنطن بوست» قبل أسبوعين من الانتخابات ذكرت فيه ان ثلثيَ المتظاهرين ليسوا من الاخوان. فمعركة الانقلابيين مع الشعب و ليست مع الإخوان .
ومن فكر في اجتثاثهم عليه ان يعرف انّهم منذ التأسيسس سنة 1928 هم ملح الأرض وتراب العجين في مصر وجابرو عثرات الفقراء والغارمين. ولا زالت مستشفياتهم تداوي الآلاف.
تبقى الإشارة أن المقاطعة ارقى أنواع النضال ضد القهر يمكن ان يصل إليه وعي شعب . ف»صرعة اللّين اشدّ من صرعة المكابرة» كما يقول ابن المقفع
سليم الحكيمي – صحافي من:تونس

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول جورج هراس - امريكا:

    من بشار: مبروك للثيثي

  2. يقول علي الجزائري:

    جيوش الإستبداد جيوش القهر.تقاتل بسلاح أعدائها .همها السرقة و النهب .و إستعباد الشعوب .كم تصرف الدول العربية على هذه الجيوش المرتزقة. 60 سنة من الهف والكذب .ما هي العقيدة القتالية الحقيقية لهذالجيوش .إلا الفقر و الجهل و التخلف.ومحاربة شعوبها.

    1. يقول ايهاب المصري:

      اخي العزيز علي،
      انت صدقت فيما تقول و العاقل لا يمكن ان يختلف معكم. اريد ان اضيف الي مساهماتكم:
      الجيوش العربية حولت دولنا من واحة للخيرات الي سجن كبير تشعر فيه بضيق الحال. عندما تفكر و تريد ان تعبر تجد نفسك خلف الشمس كما يقول المصريون. الحياة في الدول العربية اصبحت اكذوبة كبيرة شكلتها مباني الاذاعة و التلفزيون (اقصد الات النفاق المبرمجة).
      الناس تعيش اكذوبة كبيرة و لكن الاستفاقة منها لها ثمن كبير.

إشترك في قائمتنا البريدية