الدوحة ـ «القدس العربي»: عاد الشيخ الشيخ يوسف القرضاوي رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين إلى الخوض في قضايا السياسة، والتعبير عن أفكار كانت في وقت سابق سببا في حدوث أزمات سياسية بين الدول، بدعوة أبناء مصر إلى الثورة من أجل بلدهم، ومن أجل شعبهم ضد من أسماهم الظلمة، والسفاحين، وشدد على ضرورة رفض المشاركة في الانتخابات الرئاسية المقبلة حتى لا يسلموا البلد إلى جهنم وإلى الزور والفساد والظلم، على حد وصفه.
وقال القرضاوي في كلمة له بمناسبة الانتخابات الرئاسية التي تشهدها مصر: «لا يجوز للشعب المصري الحر، الذي ضحَّى بالخيرة من أبنائه في ثورة 25 يناير 2011 وما بعدها، أن يخون ثورته وشهداءها، ويسلمها للقتلة السفاحين، الذين لم يبالوا بمن يتَّموا من أطفال، ومن رمَّلوا من زوجات، ومن أثكلوا من أمهات».
وأضاف: «فإن لم تثوروا، فلا أقل من أن تمتنعوا عن المشاركة في هذه الجريمة». وخاطب مختلف فئات المجتمع المصري من جامعيين وطلاب وأطباء ومهندسين ومتعلمين وغير متعلمين قائلا: «حرام عليكم أن تظلموا وطنكم، وتظلموا شهداءكم، وتظلموا إخوانكم، وتظلموا أنفسكم، وتضيعوا مستقبلكم ومستقبل أبنائكم، بانتخابكم هذا الظالم. فإن واجبكم أن تقولوا له: لا، وأن ترفضوا انتخابه».
وعاد القرضاوي في كلمته التي اطلعت عليها «القدس العربي» إلى عهد مبارك مشيرا إلى أن «الرئيس الأسبق حسني الذي لفظه الشعب، لم يسلم السلطة للثوار، ولكنه سلمها للمجلس العسكري، الذي يسري فيه الفساد، وقد كان هذا المجلس ماكرا، فاستطاع أن يلتف على الثورة، ويفرق بين الثوار، ويؤجِّج العداوة والبغضاء بينهم، وتعاون مع مؤسسات الدولة العميقة لإسقاطهم، حتى كان لهم ما أرادوا، وجرى ما جرى من ظلم للمصريين، الذين سُفكت دماؤهم الحرام، واستُحلت أعراضهم المحرمة، وقُتل شبابهم وكهولهم ورجالهم ونساؤهم، بأسلحة الجيش والشرطة والبلطجية، الذين تستأجرهم الشرطة».
وقال الداعية الإسلامي المقيم في قطر «اليوم يريدون أن يأخذوا من الشعب تفويضًا، بانتخابات رئاسية مزيفة، ليحكموا البلد بالحديد والنار، فقد انتهى عهد الحرية والشورى والديمقراطية، الذي وفرته الثورة، وحافظ عليه الدكتور مرسي، الذي أقسم أمامه السيسي، وخان الأمانة، وخلع الرئيس الشرعي، وحنث في اليمين، وعطل الدستور، وخالف القانون، وقطع ما أمر الله به أن يوصل، وأفسد في الأرض». ودعا القرضاوي المحسوب على تيار الاخوان المسلمين، المصريين قائلا: «لا يجوز للشعب الحر، الذي ضحَّى بالخيرة من أبنائه في ثورة 25 يناير 2011 وما بعدها، أن يخون ثورته وشهداءها، ويسلمها للقتلة السفاحين، الذين حاصروه بالدبابات من فوق الأرض، وبالطائرات من الجو، ولم يبالوا بمن يتَّموا من أطفال، ومن رمَّلوا من زوجات، ومن أثكلوا من أمهات». ويعتبر القرضاوي إلى أنه من «واجب الأمة أن تقاوم الظالمين، وتكف أيديهم، وتخرس ألسنتهم، فإن لم تستطع فأقل ما يجب عليها ألا تساعدهم في أن يحكموا، ويفسدوا». واختتم الداعية الإسلامي الذي ناهض حكم العسكر في مصر بالتأكيد على شعبه في العواصم والمحافظات، والمدن والقرى، بضرورة الجلوس في بيوتهم، ومقاطعة ما يسميها انتخابات الدم، قائلا: «إن واجب الأمة أن تقاوم الظالمين، وتكف أيديهم، وتخرس ألسنتهم، فإن لم تستطع فأقل ما يجب ألا تعينهم على باطلهم.. حتى لا تشارك في جريمة انتخاب رجل يفرح بمجيئه الصهاينة وغيرهم من أعداء الأمة».

سليمان حاج إبراهيم