الصحف الامريكية تنتقد استراتيجية بوش الجديدة: يحاول شراء الوقت وتوريث كارثة العراق لخليفته

حجم الخط
0

الصحف الامريكية تنتقد استراتيجية بوش الجديدة: يحاول شراء الوقت وتوريث كارثة العراق لخليفته

ألم يعرف بعد ان الامريكيين فقدوا الثقة فيه وحكومة المالكي؟ الصحف الامريكية تنتقد استراتيجية بوش الجديدة: يحاول شراء الوقت وتوريث كارثة العراق لخليفتهلندن ـ القدس العربي : حملت التعليقات الامريكية علي خطاب بوش الذي القاه ليلة الاربعاء عن حالة الامة، وهو الخطاب السنوي التقليدي الذي يلقيه رؤساء امريكا، نقدا وتشكيكا في استراتيجيته التي حضر الرأي العام الامريكي لها منذ تشرين الثاني (نوفمبر)، واعتبر معظم المعلقين ان قرار بوش زيادة اعداد الجنود الامريكيين في العراق تجاهل رسالة الانتخابات النصفية التي خسر فيها الحزب الجمهوري السيطرة علي الكونغرس لصالح الديمقراطيين، وتجاهل توصيات مجموعة دراسة العراق/ بيكر ـ هاميلتون، والرأي العام الامريكي الذي صارت الغالبية فيه تري ان الحرب في العراق عبثية ولا تستحق كل الخسائر البشرية والمالية.واعتبرت صحيفة نيويورك تايمز ان حرب بوش هي في الحقيقة كارثة، حيث قالت ان تحذيره من ان انسحابا امريكيا سريعا من العراق قد يؤدي لكارثة، مشيرة الي ان الكارثة هي الحرب التي اعلنها علي العراق وفشل فيها. وقالت الليلة الماضية كانت امامه فرصة للتوقف عن منح الامريكيين الضباب ويكون صادقا معهم.. ولكنه لم ينتهز الفرصة . وقالت ان ما كان الامريكيون ينتظرونه هو رسالة واضحة من الرئيس تساعدهم علي الخروج من مستنقع العراق، ولكن ماذا اعطاهم بوش، حديث غير واضح ولا معني له عن النصر والارهاب، وبناء ما اسماه ديمقراطية فتية في العراق، وفسرت الصحيفة حديث بوش الجديد بانه محاولة لشراء الوقت وتوريث الفوضي التي احدثها في العراق لخليفته. وقالت ان اعتراف بوش بوقوع اخطاء في العراق جاء وكأنه من شخص يعرف العراق كسائح وبدا ان الاخطاء لم يرتكبها بوش بل اطراف اخري. وتري ان ما يحتاجه الامريكيون هو رئيس يفتح عيونهم علي الكارثة في العراق ويخرج الامريكيين من فوضي الحرب الاهلية. وقالت ان امريكا والامريكيين لم يكونوا بحاجة في الحقيقة الي تهديدات مفتوحة لسورية وايران. وسخرت الصحيفة قائلة ان الرئيس بوش يقوم بالتصعيد من خلال زيادة اعداد الجنود، وكان جميع الامريكيين يعرفون انه سيرسل اعدادا جديدة قبل القاء خطابه، ومع انهم انتظروا ان يحدد للحكومة العراقية عددا من الخطوط والبرامج التي يجب عليها الوفاء بها اكتفي بالقول انه في حالة فشل العراقيين بالوفاء بما طلب منهم، فسيخسرون تعاطف الشعب الامريكي معهم، وتساءلت، الم يعرف بوش ان الامريكيين فقدوا الثقة بالحكومة العراقية، وبه كذلك، علي حد تعبيرها، لان الامريكيين يعرفون ان هذه الحكومة العراقية، هي رهينة في يد الميليشيات الشيعية، وهي غير مهتمة بوحدة العراق او المصالحة ولا حتي الديمقراطية التي يدعو لها بوش. وعن المطالب او قائمة المطالب التي طلب بوش من الحكومة العراقية الوفاء بها، قالت ان العراقيين تلقوا تعليمات وقوائم من قبل ولكن استعداد الرئيس لدعم هذه الحكومة الفاشلة يجعل العراقيين غير مضطرين لتلبية المطالب الامريكية منهم، فقبل تلبية المطالب المتعلقة بتحقيق الامن وتوزيع الثروة النفطية هناك حاجة لنزع اسلحة الميليشيات التي تقوم بتغذية القتل والحرب الاهلية. وختمت الصحيفة كلمتها بالقول انها دعت في الماضي للبقاء في العراق مدة من اجل تحديد الضرر الذي قد ينشأ عن الانسحاب السريع، ودعت لخطة تأمين بغداد وتطهيرها من العناصر المسلحة ولكن هذا لن يتم بدون استراتيجية او سياسة واضحة، خاصة ان الحرب وصلت نقطة اللاعودة، واطالة امدها يجعل من النهاية السيئة محتومة، وما ينتظر العراق في القادم ليس الا الكارثة. وفي مقال آخر قالت الصحيفة ان بوش يراهن بصورة محسوبة علي ان الرأي العام الامريكي سيمنحه مزيدا من الوقت لتحويل وجهة الحرب. كما انه اي بوش يراهن، مع وجود معارضة قوية لخطته علي ان الكونغرس لن يملك الجرأة السياسية لمعارضته عبر قطع التمويل عن الحرب. وقالت ان بوش لا يتجه الي مواجهة كبيرة مع الديموقراطيين الذي يهيمنون علي كابيتول هيل فحسب، بل هو يرفض كذلك الاتجاه الرئيسي للجنة الدراسات حول العراق ويهزأ بنصيحة بعض جنرالاته فضلا عن رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي. وذكرت الصحيفة في مقالها الرئيسي من بغداد ان الحكومة العراقية لا تريد فعلا مزيدا من القوات الامريكية. واوضحت الصحيفة في مقالها هذا ان حكومة المالكي تخشي من ان مزيدا من القوات الامريكية لا سيما في بغداد سيتضارب مع رغبتها في ادارة الحرب كما تشاء.ولاحظت صحيفة واشنطن بوست ان مجرد اعتراف بوش بحدوث اخطاء يشير الي المدي الكارثي الذي وصله العراق ولتراجع شعبيته في داخل امريكا. ومع ذلك فالاعتراف جاء بدون ندم، فالرئيس كما قالت لم يقدم اعتذارا علي الغزو الذي يعتقد انه قرار صحيح. ولاحظ عدد من المعلقين الذين نقلت عنهم ان الرئيس اختار طريقا يساعده علي المناورة بين اعضاء في حزبه شاكين في استراتيجيته، وديمقراطية غالبية تستعد للمواجهة، فيما قال اخرون ان خطاب بوش جلب لذاكرته ذكريات عن حرب بدت بعيدة، حيث قال نائب ان الادارة تقوم بارتكاب نفس الاخطاء، ومن التجارب الماضية في فيتنام فان تراجع الدعم الشعبي للحرب يعني ان الهزيمة تحققت. وقالت واشنطن بوست ان بوش مرة اخري حاول استغلال فرصة ظهوره في ساعات البث الرئيسية لاقناع الامريكيين وجاء خطابه ككتالوج من الاخطاء والاحكام والتفاؤل، وما ظهر في الخطاب ان نتائج الحرب في العراق (46 شهرا) يعتمد عليها مسار ما يتحدث عنه بوش مصير الحرب علي الارهاب. واشارت الي ان الخطة من شأنها ان تطلق مرحلة اكثر خطورة من الحرب قد تشهد اشهرا من القتال في شوارع بغداد وقد تضع القادة العسكريين الامريكيين امام حرب شوارع قاسية حاول مخططو الجيش تفاديها خلال الاجتياح العام 2003 . وقالت الصحيفة في افتتاحيتها ان بوش محق عندما يعترف ان الاستراتيجية الامريكية لم تعد تعمل في العراق وان هناك مخاطر من الانسحاب المبكر، ولكن خطته التي حددها تحمل الكثير من المخاطر بحسب الصحيفة. فهي تقوم علي تعريض العسكريين الامريكيين والجنود لمخاطر جديدة وتقيم حساباتها علي خطوات عسكرية وامنية تقوم بها الحكومة العراقية. وتوقعت ان تؤدي الخطة الي تصاعد سريع في عدد القتلي من الجنود الامريكيين وفرصها، اي الخطة لتحقيق الاستقرار متدنية جدا. واشارت الي ان بوش كان بامكانه تبني طريق يأخذ من نصائح العسكريين وتوصيات فريق دراسة العراق، من زيادة معدلات تدريب القوات العراقية مما يعني انخفاض عدد القوات الامريكية في العراق تدريجيا، الا انه بدلا من ذلك اختار التصعيد وزيادة عدد القوات. وقالت ان مقامرة بوش علي الحكومة العراقية وقياداتها فيها الكثير من المخاطر لان هذه الحكومة لن تكون قادرة علي تحقيق تقدم في فترة قصيرة. وقالت ان ما يطمح بوش لتحقيقه في العراق يجب ان يكون مقنعا للامريكيين، الذين يريدون مزيدا من التفاصيل عن استراتيجية تطالبهم بالمزيد من التضحيات في العراق. وختمت قائلة انه في حالة فشل العراقيين بالاستجابة للمطلوب منهم في الاسابيع القادمة، فبوش مدعو لاعادة النظر في استراتيجيته وتعليق كل اشكال الدعم للحكومة العراقية. واختارت صحيفة لوس انجليس تايمز التعليق علي خطاب بوش من زواية اخري، ووصفت الخطاب بانه اشبه بواجب مدرسي تأخر تقديمه. يبدو جميلا ومنطقيا ومقنعا في بعض اجزائه.. لو انه عرضه في الوقت المناسب. وقالت ان بوش كان واضحا في كون حكومة المالكي يجب ان تكون حكومة للجميع ويجب ان لا تتحيز لهذا الطرف علي حساب الاخرين، وكان واضحا، اي بوش في ان امريكا لن تتخذ مواقف لصالح هذا المعسكر او ذاك في الحرب الاهلية. وبعد ذلك قالت انه من غير المتوقع ان تؤدي زيادة اعداد الجنود لاحداث تغيير علي الارض، او ان المالكي قد يقوم بالوفاء بالتزاماته. واضافت ان الامريكيين والعراقيين سيعرفون في الشهور اللاحقة هل تنجح الاستراتيجية وهل تستحق حكومة المالكي الدعم والتأييد. وفي تقرير اخر، نقلت الصحيفة عن مسؤولين ان نجاح الخطة يعتمد علي اداء العراقيين مشيرة الي ان هناك الكثير من الشكوك التي تدور حول قدرة المالكي وادائه. ونقلت عن مسؤول قوله هل هذه حكومة وحدة وطنية ام طائفية؟ . وقالت ان المالكي خلال الاشهر الماضية اسر في اذن الامريكيين ما يريدون سماعه عن ضرورة التصدي للميليشيات والاستجابة لمطالب السنة… الخ، الا انه فشل علي كل الصعد مما ادي بالرئيس بوش وعدد من مساعديه للتساؤل حول قدرة المالكي علي جلب الاستقرار. ويتحدث مسؤولون الي بوش وان لم يتحدث عن الثمن الذي سيدفعه المالكي في حالة فشله، الا ان مسؤولين قالوا انه اي المالكي قد يخسر حكومته، او قد تقوم الحكومة الامريكية باستخدام تأثيرها لاسقاط الحكومة.واشارت الصحف الامريكية الي نفس الاتجاه، حيث قالت ان بوش تجاهل الجميع وقرر التصعيد، وقالت الغارديان ان بوش تجاهل كل الرسائل والنصائح من الخبراء والعسكريين ومن الرأي العام الامريكي. وتحدثت قائلة ان عشرين الف جندي اضافي لن يكونوا قادرين علي تحقيق الامن، ففي اثناء القاء بوش خطابه كان الف جندي عراقي وامريكي يقاتلون مجموعة من المسلحين في شارع لا يتجاوز طوله ثلاثة اميال. وشككت في ان الزيادة قد تؤدي الي حدوث تغيير في الميدان وقدرة حكومة المالكي التي اظهرت طريقتها في اعدام صدام حسين انها ليست معنية او ترغب بالحد من السيطرة علي الميليشيات، وقارنت بين موقف بوش داخل امريكا وموقف رئيس الوزراء توني بلير في بريطانيا، وخلصت للقول انه يبدو ان بوش وبلير، اللذين سيتركان منصبيهما قريبا، يرغبان بتوريث الازمة لرئيس امريكي قادم ورئيس وزراء بريطاني جديد من اجل انهاء الحرب. ولكن صحيفة التايمز قالت ان زيادة عدد الجنود، لا يعني التصعيد ولكنه تحول في الاستراتيجية، واعترفت ان الخطة تحمل الكثير من المخاطر وربما يقتل جنود امريكيون اثناء نشرهم في احياء خطيرة في بغداد ولكن بوش مضطر لهذا لكي يؤدي الي حل مشرف في العراق. وقالت انه في ظل الحلول والخيارات التي عرضت علي بوش لم يكن امامه اي خيار له مصداقية. واعتبرت صحيفة ديلي تلغراف المؤيدة لاسرائيل ان خطة بوش الجديدة شهادة علي شجاعته ولكنها اشارت الي اثارها التي ستكون ذات مدي قصير فلن تنهي الفساد داخل حكومة المالكي العاجزة ولن تؤدي الي تحديد قوة الميليشيات المسلحة، كما ان المدي الزمني لتحقيقها من اجل تدريب قوات عراقية جديدة قصير.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية