186 مليون دولار اضافية تدخل على المملكةً مع كل طلعة شمس

حجم الخط
0

لندن – «القدس العربي» : يتساءل الكثير من السعوديين عن مصير الفوائض النقدية التي يتم تحقيقها بفضل مبيعات النفط في الأسواق، خاصة في ظل الأسعار المرتفعة للذهب الأسود، وفي الوقت الذي تقوم فيه الموازنة السعودية على افتراض أسعار متحفظة أقل بكثير من سعر السوق للنفط.
وخلال العامين الأخيرين أقرت الحكومة السعودية عدداً من المشاريع الخارجة عن المقرر في موازنتها العامة، وهو ما فتح الباب واسعاً للتساؤل عن حجم الفوائض النقدية التي تحققها المملكة من مبيعات النفط في الأسواق العالمية، واين تذهب هذه الفوائض، وكم تبلغ في الحقيقة.
وتمثل المملكة العربية السعودية أكبر منتج للنفط في العالم، حيث تنتج يومياً ما بين 9.5 و10 ملايين برميل نفط، فيما يقول خبراء النفط إن لديها القدرة أيضاً على رفع إنتاجها من النفط في أية لحظة تقرر ذلك، حيث قال خبير نفطي لــ»القدس العربي» إن «السعودية هي الوحيدة في العالم التي لا تنتج بالحد الأقصى من طاقتها، ما يعني أنها الأكثر قدرة على التحكم بانتاجها من النفط». لكن السعودية التي تستحوذ على مركز المنتج الأكبر للنفط في العالم، تمثل واحداً من أكبر مستهلكي النفط في العالم أيضاً، كما أن أسعار الوقود والمحروقات في المملكة هي الأقل في العالم، حيث يستهلك السعوديون تبعاً لذلك نحو أربعة ملايين برميل نفط يومياً، ما يعني أن الكمية التي تذهب الى الأسواق العالمية لا تتجاوز الستة ملايين برميل.
وبحسب تقرير لصندوق النقد الدولي صدر في العام 2012 واطلعت عليه «القدس العربي» فان بيع النفط السعودي عند سعر 74 دولاراً للبرميل سيؤدي الى توازن الموازنة السعودية، أي أن تكون الايرادات مساوية للمصروفات. إلا أن واقع السوق يفيد بأن متوسط سعر برميل النفط خلال العامين الماضي والحالي (2013 و2014) بلغ مستوى 105 دولارات للبرميل، وهو ما يعني أن الفائض النقدي الذي تحققه المملكة هو 31 دولارا للبرميل الواحد.
وعلى افتراض تحقيق السعودية 31 دولاراً كفائض مالي في البرميل الواحد، فهذا معناه أن ستة ملايين برميل نفط تبيعها السعودية في الأسواق العالمية يومياً تدر فوائض نقدية لا تقل عن 186 مليون دولار، وهو ما يعني نحو 5.5 مليار دولار شهرياً.
ولا تعلن السعودية عادة عن الفوائض المالية لمبيعات النفط، ولا الى أين تذهب هذه الفوائض، بل تتجنب الحكومة السعودية أيضاً الاعلان عن السعر المفترض للنفط الذي تقوم عليه موازنتها المالية السنوية، حيث عادة ما يتم تقديرها من مصادر مستقلة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية