دروس النهاية المؤلمة

حجم الخط
0

دروس النهاية المؤلمة

دروس النهاية المؤلمة الم (1) غُلِبَتْ الرُّومُ (2) فِي أَدْنَي الأَرْضِ وَهُمْ مِنْ بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغلِبُونَ (3) فِي بِضْعِ سِنِينَ لِلَّهِ الأَمْرُ مِنْ قَبْلُ وَمِنْ بَعْدُ وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ (4) بنَصْرِ اللَّهِ يَنصُرُ مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ (5) كانت هذه الآيات الاولي من سورة الروم؛ عندما انهزم الروم أمام الفرس المجوس الذين كانوا يعبدون النار، فلماذا بشًر الله المسلمون الاوائل بهزيمة الفرس والكل أعداء؛ ويبعدون عنهم الاف الكيلومترات، ولماذا كل هذا الحزن علي خسارة الروم وهزيمتهم؟أفلم يكون الأجدي ان يتم تبويخهم ولومهم علي حزنهم، كما احتجت خارجية العراق وطوائفهم؟لكن ميزان الحق غير ميزان الباطل، ونهاية صدام بهذا الاخراج الطائفي يحزن عليها كل مسلم غيور، وقد تآمر عليه الفرس والروم…وفرح بموته اليهود والفرس وبوش ومن دار في فلكهم، كبلير واصحاب العمائم السوداء، ويريدوننا ان نفرح ونرقص بنهاية طاغية بينما البلاد تسيل منها انهار الدماء والاشلاء، وبطش صدام نقطة في بحر جرائمهم، والناس تهجر من أوطانها، والقتل علي الهوية وكأننا لا عقول لنا نخوض مع الخائضين. ولا نزن الامور بالمفاسد والمصالح، ولا ندرك ماوراء الاعدام من معاني، لكن غياب القيادة الحكيمة في العراق، وغياب الاعتدال أدي الي هذه النهاية المشرفة للرئيس صدام حسين، ولو مات بغير هذه الطريقة وبغير هذه المحاكمة الهزيلة لما تأسف عليه أحد، ولا كان للحزن مكان..لكن هذا ضد طبائع الامور، فما ساق إحتلال في التاريخ عدلاً لشعب مٌستعمِر؟ وما كان لمتواطئ مع المحتل أن يكون أعدل من الحاكم السابق ولو ثار الشعب وانتفض وحاكم زعيمه وقاده لحبل المشنقة لعمت الفرحة ارجاء البلاد، ولغبطته كل الشعوب علي نيل حريته بيد ابنائه، ولم تصل شعوبنا المغلوبة علي امرها الي مثل هذا الوعي بعد، وما زال الامر يؤول من سارق لسارق ومن مستبد لمن هو أطغي منه.لقد كادت نهاية صدام أن تكون عادية، فأيامه الاخيرة في الأسر، أثبتت أن لا تأثير له علي ما يجري في العراق، وأن موته لا يساوي شيئاً، ولن يترك ذلك الاثر، لو سارت الامور مسيرتها العادية والقانونية دون تدخل.فأبت بدايته وحياته المُحرقة إلا أن تكون مٌشرقة، فالرجل كما صدً في حياته أطماع ونفوذ إيران، كان مماته ايضاً.فقد انبهرت فئات من الشعوب بالدعاية الشيعية ووصل التشيع إلي السودان ومصر والاردن وسورية، وامتزجت الحاجة العاطفية للنصر مع المشاعر القومية والوطنية والدينية، ولولا استعجال شيعة العراق وتهورهم، وإبادتهم لاهل السنة، وقتلهم لكل من اسمه ابو بكر وعمر، ومحاكمتهم لصدام في مكان وزمان وبإشراف فئة معينة كل هذا أخرج المكنون وكشف المستور، وخسرت إيران تعاطف البلاد الاسلامية معها، وسينتهي شهر العسل مع امريكا ولن يدوم تقاطع المصالح معها طويلا لو أدركت، وعند اختلاف مصالح امريكا مع ايران، كيف سيكون فرح المؤمنون؟ومع من سيكون حزنهم وفرحهم، أم سيفقدون عقولهم كما فقدها غيرهم..الاجابة قريبة.مصطفي الرعيضسويسرا6

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية