‘السعادة’ ممنوعة في ايران لأنها ‘تخدش الحياء العام’:

حجم الخط
4

لندن ـ ‘القدس العربي’ من ريما شري: ‘صفق، إذا كنت تشعر بأنك في غرفة بدون سقف. صفق، إذا كنت تشعر أن السعادة هي الحقيقة. صفق، إذا كنت تعرف ما هي السعادة بالنسبة لك. صفق، إذا كنت تشعر بأن هذا هو ما تريد أن تفعله’. على أنغام هذه الكلمات من أغنية ”هابي” لفاريل وليامز رقصت مجموعة مؤلفة من ثلاثة شباب وثلاث نساء غير محجبات في شوارع طهران خلال تصوير فيديو يؤدون فيه نسختهم الخاصة من الأغنية التي نقلت عدوى الفرح إلى شوارع العالم. إلا أن هذه المجموعة لم تكن متأكدة، على ما يبدو، من أن هذا هو فعلاً ما ارادت فعله، هي التي، ربما، نسيت أنها لا تعيش في غرفة، بل في بلدٍ واسعٍ يوجد فيه، على خلاف كلمات الأغنية، سقف كبير لمفهوم الحرية. فبعد أقل من شهر على إنتشار الفيديو على موقع ”يوتيوب” حددت الشرطة الإيرانية 6 من المشاركين بهذا العمل واعتقلتهم بتهمة ‘خدش الحياء العام’. وبحسب تعبير قائد شرطة طهران حسين ساجدينيا في تصريحات صحافية نقلتها وكالة الأنباء الطالبية (ايسنا)، فإن الموقوفين ‘أقروا بجريمتهم’ مشيراً إلى أن الفيديو نشر على الإنترنت من دون موافقة الأشخاص الذين ظهروا فيه على يد ثنائي عمد إلى خداعهم.
ونشر التلفزيون الرسمي الإيراني صورا لشباب ونساء خلال استجوابهم في مركز الإعتقال. وقال أحد الأشخاص الذي ظهر في الفيديو، إن المشاركين في هذا العمل تعرضوا لخدعة، وقيل لهم إن المقطع الذي صور سيكون مشهدا من فيلم حاصل على تصريح من السلطات فيما قال آخر ‘وعدونا بعدم نشر اللقطة’.
إلى ذلك، حذفت السلطات الإيرانية الفيديو من على موقع يوتيوب بعد اعتقال بعض من المشاركين فيه إلا أن نشطاء قاموا بنشره مجدداً وتناقلوه على مواقع التواصل الإجتماعي.
ولم يكن الإيرانيون وحدهم من حرض على تقليد أغنية السعادة في شوارع بلادهم، فمع نجاح الأغنية التي رشحت لجائزة الأوسكار وحققت أكثر من 200 مليون مشاهدة على يوتيوب، انتشرت فيديوهات كثيرة من مختلف أنحاء العالم كانت من ضمنها الإمارات ومصر صور فيها مواطنون وفنانون نسختهم الخاصة من الأغنية على أرصفة وشوارع ومطارات بلادهم مستجيبين فيها لدعوة فاريل للفرح والتفاؤل.
إلا أن دعوة الفرح هذه لم تدم أكثر من شهر في تجربتها الإيرانية. فظهور الشبان وهم يرقصون على أنغام الموسيقى مرتدين أزياء غربية، أثار غضب المحافظين الإيرانيين، الذين اعتبروه انحرافاً عن القيم الإسلامية لصالح أسلوب حياة غربي.
من جهته، عبر المغني جستن تمبرليك عن اعجابه بأغنية فاريل بقوله: ”سواء كانت ذبذبة الأوتار التي تأخذك لزمن آخر، أو الألحان التي تشدك فوراً، ستنتقل حتماً لمكان آخر. تبتسم، ترقص، تصفق بكلتا يديك. موسيقاه ستجعلك سعيداً”. إلا أن فاريل نفسه لم يكن ليعلم أن دعوته هذه ستتحول إلى حزن شديد. ففور علمه بالخبر كتب فاريل على صفحته الخاصة بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك: ‘من دواعي الحزن البالغ أن يعتقل هؤلاء الشباب لمجرد أنهم حاولوا نشر السعادة’.
واللافت أن إعتقال المشاركين في الفيديو أتى قبل يوم من تأكيد الرئيس الإيراني حسن روحاني أن ‘الوقت حان لتقبل الإنترنت’، وبالرغم من تصريحات أخرى، تحدث فيها عن وسائل السيطرة المبالغ بها التي تُمارس على الإيرانيين، داعياً الحكومة ورجال الدين إلى وضع نهاية للتدخل في الحياة الخاصة للمواطنين الإيرانيين ومطالباً بحرية استخدام الإنترنت.
يذكر أن الحجاب في ايران الزامي لكل النساء. ويدور نقاش حول ارتداء النساء للحجاب منذ اكثر من عشر سنوات من دون نتيجة، وهناك وحدة خاصة للشرطة تدقق في التزام النساء بالحجاب واللباس المحتشم ولا تتردد في فرض غرامات وحتى اعتقال اشخاص.
الا ان روحاني طلب في تشرين الاول/اكتوبر من الشرطة ابداء التسامح مع مسألة الحجاب. وفي نيسان/ابريل الماضي اعتبر انه ‘لا تزال هناك نواقص كثيرة في مجال حقوق النساء’ الا انه اكد بالمقابل ان على ايران ‘الا تتبع النمط الغربي في مسالة حقوق المراة’. وقال روحاني بان النساء الايرانيات ما زلن يواجهن التفرقة والعوائق الثقافية، الا انه اكد انهن لا يعاملن بشكل عام كمواطنات من الدرجة الثانية.
وتنسجم تصريحات روحاني مع وعده بمنح مزيد من الحريات الاجتماعية، والتي كانت احدى اهم ركائز حملته الانتخابية التي حققت له فوزا مفاجئا في الانتخابات الرئاسية في حزيران/ يونيو الماضي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول عبد الله الشيخ:

    يجب أن يعتقلوا، ويسجنوا على هذه الجريمة، عليهم أن يلطموا بالزناجيل على ظهورهم، وأن يطبروا رؤوسهم لتسيل دماؤهم!

  2. يقول مهند العراق:

    ولماذا العجب !! هل يوجد في اي من الدول اﻻسﻻمية شيئ اسمه سعادة؟ الموجود فقط الحزن والنكد واﻻكتئاب والحروب . فكيف تريدون لبلد اخترع لنا بدعة الحجاب وجعله الزامي للنساء وربطه بالشريعة والحشمة ان يسمح حكامه بالسعادة؟

  3. يقول الحقيقة اين ؟:

    اين المدافعين عن الاسلام و الدين الاسلامي و الشرف الذين يظهرون كل حين و اخر للهجوم على من يرتكب جريمة الغناء و يعلقون الله يهديكم و ينصحون المطربات بالاعتزال عن الغناء و يشجعونهم على الحجاب و الصلاة و الى اخر القصة !
    لكن اذا كان الامر في ايران الاسلامية يدان شخص او مجموعة من ناشرين الفساد فالكل يدافع عن الفاسقين و المغنيين و المطربات
    و تبداء و تعلا اصوات المدافعين عن الحريات اليس هذا تناقض يا بني ادم ؟

  4. يقول هذه هي الحرية:

    هذه هي الحرية في بلادنا

    أيّدت محكمة كويتية، اليوم الخميس، سجن المغرد، عياد الحربي، عامين، بتهمة “العيب بالذات الأميرية” على خلفية تغريدات منسوبه له عبر حسابه الشخصي في موقع التواصل الاجتماعي “تويتر”.
    وبحسب مصدر قضائي فإن محكمة الاستئناف الكويتية قضت اليوم بسجن المغرد عياد الحربي عامين مع الشغل والنفاذ بتهمة “التطاول على مسند الإمارة (أمير الكويت) في تغريدات (جمل قصيرة) منسوبة له على تويتر”.
    ويحق للمتهم، أن يطعن على الحكم، أمام محكمة التمييز (النقض).
    وكانت محكمة أول درجة قد أدانت الحربي في 7 يناير/كانون الثاني 2013 بالحبس عامين بعد اتهامه بالعيب في الذات الأميرية والطعن في صلاحيات الأمير ومسند الإمارة.
    وأخلت محكمة الاستئناف سبيل الحربي في مايو/أيار 2013 بكفالة قدرها 1000 دينار (350 دولارًا)، بعد حبسه نحو 40 يومًا استنادا إلى نص المادة 25 من قانون أمن الدولة الداخلي الصادر عام 1970 على ذمة القضية المتهم فيها بالعيب في الذات الأميرية، بعدما قررت المحكمة وقف نظر الدعوى لحين الفصل في دستورية المادة 25 من قانون أمن الدولة المتعلق بهذه التهمة.
    وفي ديسمبر/كانون الأول الماضي، قضت المحكمة الدستورية في الكويت برفض الطعن على المادة 25، والتي يحاكم بمقتضاها العشرات من المغردين على الإنترنت ونواب المعارضة السابقين، بحسب محامٍ كويتي.
    وتجرّم المادة 25 من قانون أمن الدولة الكويتي، التعدي على سلطات الأمير وحقوقه والتعرض لذاته، أو التطاول على مسند الإمارة.
    وتنص المادة المشار إليها على أنه “يعاقب بالحبس مدة لا تجاوز خمس سنوات، كل من طعن علنا أو في مكان عام، أو في مكان يستطيع فيه سماعه أو رؤيته من كان في مكان عام عن طريق القول أو الصياح أو الكتابة أو الرسوم أو الصور أو أية وسيلة أخرى من وسائل التعبير عن الفكر، في حقوق الأمير وسلطته، أو عاب في ذلك الأمير، أو تطاول على مسند الإمارة”

إشترك في قائمتنا البريدية