صنعاء ـ ‘القدس العربي’ – من خالد الحمادي: كشفت مصادر أمريكية السبب الرئيس وراء إغلاق السفارة الأمريكية بصنعاء الأسبوع الماضي، رغم تأكيدها عدم وجود تهديدات ضد السفارة الأمريكية وراء قرار اغلاقها. ويعتقد أن السبب الرئيس وراء إغلاق السفارة الأمريكية بصنعاء هو عملية الكشف عن هوية ضابطين أمريكيين كانا وراء مقتل مسلحين يمنيين اثنين حاولا اختطاف الأمريكيين من أمام محل للحلاقة في العاصمة، والكشف عن توفير السلطات اليمنية الغطاء الأمني لهما وتسهيل عملية مغادرتهما الأراضي اليمنية لحمايتهما وتفاديا لأي عملية انتقامية ضدهما من القبائل التي ينتمي اليهما المسلحان اليمنيان، رغم ان الأجهزة الأمنية اليمنية أعلنت أنهما من مسلحي القاعدة.
وذكرت صحيفة ‘نيويورك تايمز’ الأمريكية ان المواجهة مع القاعدة في اليمن تحولت الى مصدر إحراج كبير للرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي اثر سماح حكومته’للضابطين الأمريكيين بمغادرة اليمن بهدوء تام بعد أيام من حادث ارتكابهما لقتل المسلحين اليمنيين.
وقالت ‘اعترفت الخارجية الأمريكية يوم الجمعة أن مسؤولين في سفارة واشنطن في اليمن قاما بإطلاق النار على مهاجمين مسلحين حاولا اختطافهما وأن تحقيقا يجري بما حدث وقد تم تحديد الرجلين الأمريكيين بأنهما ضابط في سي آي إيه وآخر من قوات العمليات الخاصة’.
هذا وأكدت مصادر رسمية وطبية يمنية أمس مقتل 16 عسكريا ومدنيا في هجوم متبادل بين قوات الجيش وعناصر تنظيم القاعدة في كل من المكلا وصنعاء في ظل الحرب المفتوحة بين عناصر القاعدة وقوات الجيش اليمنية التي قامت خلال الأيام الماضية باقتحام المعاقل الرئيسية لعناصر القاعدة في كل من محافظتي أبين وشبوه.
وقالت مصادر طبية وعسكرية لـ’القدس العربي’ ان 11 عسكريا بينهم قائد الشرطة العسكرية في المكلا قتلوا واصيب نحو 15 آخرين في عملية انتحارية عبر تفجير سيارة مفخخة استهدفت مقر قيادة الشرطة العسكرية في مدينة المكلا، عاصمة محافظة حضرموت، جنوب شرق اليمن، قبل ظهر أمس بالاضافة الى مقتل الانتحاري، في حين أعلنت الداخلية اليمنية مقتل 3 مسلحين حاولوا اقتحام حاجز أمني في جولة المصباحي يؤدي الى مقر دار الرئاسة في العاصمة صنعاء، قبل فجر أمس، بالاضافة الى مقتل أحد المارة.
وذكرت المصادر ان الانتحاري اقتحم بالسيارة المفخخة بوابة مقر الشرطة العسكرية بالمكلا حتى وصل الى باحة المعسكر وفجّر السيارة المفخخة والتي أدى انفجارها الى تدمير معظم أجزاء مبنى القيادة، والى مقتل 11 عسكريا واصابة 18 آخرين في هذه الحادثة التي تحمل بصمات القاعدة. ويعتقد أنها ضمن العمليات الانتقامية التي تستهدف الجيش اليمني بعد حملته العسكرية الواسعة التي استهدفت المعاقل الرئيسية لعناصر القاعدة في محافظتي ابين وشبوه، خلال الأيام الماضية.
وكانت وزارة الداخلية أعلنت صباح أمس عن مقتل 3 مسلحين حاولوا اقتحام الحاجز الأمني بجولة المصباحي الذي يؤدي الى مقر دار الرئاسة بصنعاء والذين بادرتهم قوات الأمن باطلاق الرصاص عليهم وقتلوا على الفور، وقتل مدني آخر، ضمن المارة، الذي كان متواجدا أثناء المواجهة.
وجاءت هذه العملية بعد يوم واحد من قيام مسلحين يعتقد انهم ينتمون للقاعدة بالهجوم على ذات الحاجز الأمني بصنعاء حيث قتلوا 3 جنود واصابوا اثنين آخرين، شهدت بعدها العاصمة صنعاء حالة استنفار أمني غير مسبوق، تحسبا لأي عمليات انتقامية لعناصر القاعدة ضد القوات والمنشآت الحكومية والمصالح الغربية بصنعاء.
وقال محللون لـ’القدس العربي’ ان عناصر تنظيم القاعدة يحاولون بهذه العمليات المتتالية تشتيت تركيز القوى الحكومية على معاقلهم الرئيسية في محافظتي شبوه وأبين واشغال القوات الحكومية بعمليات نوعية في العديد من المدن الرئيسية، وأن يخوضوا (حربا مفتوحة) مع القوات الحكومية حتى يخف الضغط عليهم ويتمكنوا من الفرار الى مناطق آمنة بعيدا عن أعين القوات الحكومية.
في غضون ذلك قالت مصادر اعلامية ان المحامي العام الأول في النيابة العامة وجّه بالتحقيق مع 15 قياديا في جماعة الحوثي وفي مقدمتهم زعيم الجماعة عبدالملك الحوثي والمسؤول السياسي صالح هبره والقائد الميداني أبو علي الحاكم في قضية مرفوعة ضدهم من أحد مشائخ قبائل همدان اتهمهم فيها بتفجير منزله في همدان عندما اقتحمها مسلحو جماعة الحوثي في آذار / مارس الماضي.
ونسبت الى المحامي عبدالرحمن برمان قوله ان موكله ‘الشيخ محمد قناف القحيط رفع دعوى قضائية للنائب العام يتهم فيها عبدالملك الحوثي و14 قيادياً في جماعة الحوثي بتفجير منزله في همدان’.
وذكر أنه بسبب غياب النائب العام، وجّه المحامي العام الأول النيابة المتخصصة بالتحقيق وضبط المتهمين في هذه الحادثة، وأن رئيس النيابة هادي عيظه قام بتوجيه مذكرة الى وزارة الداخلية يطالبها بضبط المتهمين المذكورين، نظرا لعدم تواجدهم في صنعاء.