اوروبا تواجه احتمال نقص في الغاز بسبب الخلاف بين روسيا وبيلاروسيا

حجم الخط
0

اوروبا تواجه احتمال نقص في الغاز بسبب الخلاف بين روسيا وبيلاروسيا

ppموسكو ـ من كريم طالبي: تتمسك كل من روسيا وبيلاروسيا بموقفها في الازمة حول سعر الغاز قبل ثلاثة ايام من انتهاء مهلة حددتها لبيلاروسيا مجموعة غازبروم الروسية، مما يمكن ان يؤدي الي نقص في الامدادات المتوجهة الي اوروبا عند وقف امدادات الغاز في اليوم الاول من السنة الجديدة.وقال سيرغي كوبريانوف، المتحدث باسم غازبروم، لوكالة فرانس برس ان الاتصالات مستمرة . واضاف ان الجو السائد في المفاوضات متوتر لكن ما زالت هناك فرصة بالتأكيد للتوصل الي اتفاق.ويفترض ان تجدد موسكو ومينسك خلال ثلاثة ايام العقد المتعلق بامدادات الغاز بينهما. وفي حال لم يتم التوصل الي اتفاق، ستقطع غازبروم الغاز عند الساعة العاشرة بتوقيت موسكو (7.00 تغ) من الاول من كانون الثاني (يناير) وهي خطوة يمكن ان تؤثر علي اوروبا.pppوفي مينسك، عاصمة بيلاروسيا، قال وزير الطاقة البيلاروسي اندريه جوكوف انه متفائل.وصرح لوكالة فرانس برس ان المشكلة ستحل اليوم علي الارجح موضحا ان الجانب البيلاروسي قدم يوم الخميس حزمة اضافية من الوثائق للمفاوضات .وفي حديث لصحيفة (لوفيغارو) نشر الجمعة دان الكسندر ميدفيديف، نائب رئيس غازبروم الابتزاز الصارخ الذي تمارسه مينسك التي تهدد بوقف امدادات الغاز الي اوروبا، وحذر من تقنين يؤدي الي حالات نقص في الاتحاد الاوروبي.وقال فوجئت برحيل زملائنا البيلاروسيين من المفاوضات ووجدت ان ابتزازهم عبر انذار زبائننا الاوروبيين بتوقف امدادات الغاز عبر اراضي بيلاروسيا صارخا .وعبر عن ثقته بانه لن تكون هناك علي الارجح انعكاسات علي الزبائن الاوروبيين لـغازبروم، معتبرا انه لا يمكن استبعاد تقنين الزامي في العرض الروسي وبالتالي حالات نقص في اوروبا.ويمر خمسة بالمئة من الغاز الذي تستهلكه اوروبا عبر بيلاروسيا.وكان رئيس الوزراء البيلاروسي سيرغي سيدورسكي صرح الخميس ان بيلاروسيا لن تسمح بمرور الغاز الطبيعي الروسي عبر اراضيها الي الاتحاد الاوروبي ما لم يتم التوصل الي اتفاق مع موسكو علي سعر الغاز الذي يسلم الي بيلاروسيا.وقال سيدورسكي للتلفزيون البيلاروسي انه اذا لم تتخذ شركة غازبروم الروسية العملاقة موقفا بناء خلال المفاوضات، لن يكون هناك بالتأكيد اتفاق حول مرور الغاز ابتداء من الاول من كانون الثاني (يناير)… لا تستطيع بيلاروسيا السماح بمرور الغاز اذا لم يتم التوصل الي اتفاق .واستمر التصعيد بين موسكو ومينسك منذ الثلاثاء الماضي مع فشل المفاوضات التي يفترض ان تؤدي الي ارتفاع سعر الغاز من 46 الي مئتي دولار لكل الف متر مكعب، رغم تسوية اقترحتها روسيا.فقد عرضت غازبروم، التي لا تخفي طموحها لشراء شركة بلترانغاس البيلاروسية لخطوط الانابيب، علي مينسك دفع 105 دولارات لكل الف متر مكعب مقابل شراء خمسين بالمئة من مجموعة انابيب النفط البيلاروسية هذه.وتأتي هذه الازمة بعد سنة من تلك التي اندلعت بين روسيا واوكرانيا والتي اثرت علي تزويد الاسواق الاوروبية بهذه المادة الاولية.وكان الاوروبيون انتقدوا حينذاك روسيا ووقفوا الي جانب اوكرانيا ورئيسها الموالي للغرب، لكنهم تبنوا هذه المرة موقفا اكثر اعتدالا. كما انتقدت واشنطن بيلاروسيا مرارا ووصفتها بانها آخر نظام ديكتاتوري في اوروبا.ودعا المفوض الاوروبي للطاقة اندريس بيبالغز الخميس موسكو ومينسك الي التوصل الي اتفاق لتجنب تعريض مرور الغاز عبر الاتحاد الاوروبي للخطر، مؤكدا ان المفوضية تتابع الوضع عن كثب .وفي حال نشوب حرب غاز بين مينسك وموسكو ستكون بولندا والمانيا المتضررين الاساسيين. ومن الواضح ان الاتحاد الاوروبي معني بشكل غير مباشر بالنزاع حول الغاز بين موسكو ومينسك لان ربع احتياجاته من الغاز الذي يستهلكه يأتي من روسيا، عن طريق بيلاروسيا جزئيا.ويمر حوالي ثمانين بالمئة من الغاز الروسي الذي تستهلكه الدول الـ25 الاعضاء في الاتحاد الاوروبي عبر اوكرانيا وعشرين بالمئة عبر بيلاروسيا، وكلها بانابيب للنفط.ومنذ عام ادي نزاع مماثل بين روسيا واوكرانيا الي تراجع كبير في شحنات الغاز الروسي المرسلة الي اوروبا.وقال خبير في القطاع طلب عدم كشف هويته انه يمكننا ان نتصور تقنيا ان هذا الامر سيتكرر سنويا مع بيلاروسيا.لكن غازبروم اكبر مجموعة مصدرة للغاز الروسي تملك هامشا اكبر للمرونة لانها تستطيع ان تقرر زيادة حصة الغاز التي تمر عبر اوكرانيا.واضاف هذا الخبير ان هذا التكتيك استخدم علي ما يبدو قبل عام لمصلحة بيلاروسيا، خلال الازمة بين اوكرانيا وروسيا.وكان الغاز الطبيعي يشكل 23.7% من الاستهلاك الكلي للطاقة في اوروبا في 2004 (النفط 44.2% والكهرباء 19.6%)، حسب الاتحاد الاوروبي لصناعة الغاز (يوروغاس).وبلغ حجم الاستهلاك النهائي للدول الـ25 الاعضاء في الاتحاد 1182.6 مليون طن من معادل النفط.وتأتي امدادات اوروبا من الغاز من اوروبا نفسها (41% من بريطانيا وهولندا) وروسيا (24%) والنروج (15%) والجزائر (11%) ودول اخري منها ليبيا ونيجيريا ومصر وقطر وغيرها (9%).ووحدها فرنسا وبريطانيا تنشران ارقاما بانتظام حول مخزونهما من الغاز الطبيعي.4

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية