شبكات التواصل الاجتماعي تحل مكان المدونات وتُعطل مواهب الكتابة

حجم الخط
0

لندن من محمد عايش تفقد المدونات الشخصية بريقها يوماً بعد آخر بعد سنوات قليلة على ظهورها وانتشارها بالتزامن مع ظهور الانترنت والاعلام الالكتروني، حيث تحل شبكات التواصل الاجتماعي كبديل عنها بعد أن تمكنت من خطف اهتمام الشباب، خاصة في الأعوام الثلاثة الأخيرة التي تلت ثورات الربيع العربي والتي لعبت وسائل التواصل الاجتماعي دوراً مهماً في تأجيجها. وكانت المدونات قد ظهرت بالتزامن مع ظهور الانترنت والاعلام الالكتروني، كما أنتجت ما أطلق عليه لاحقاً اسم ‘الصحافي المواطن’، حيث استقطبت أعداداً كبيرة من الهواة وغير المتخصصين الراغبين في الكتابة والتعبير عن آرائهم ولم يكونوا يجدون منابر لهم في وسائل الاعلام التقليدية.
وظهر الكثير من المدونين الشباب في العالم العربي والذين أصبحت مدوناتهم تستقطب من القراء والمتابعين والمهتمين أعداداً كبيرة تفوق أحياناً قراء بعض الصحف والمواقع الالكترونية المهمة، فيما تميزت المدونات بأنها أتاحت سقفاً عالياً من الحرية دون أن يكون ثمة رقيب أو حسيب عليها، خاصة إذا كان قد تم انشاؤها على موقع استضافة أجنبي خارج نطاق الأنظمة العربية التي تراقب كل حركة على وسائل الاعلام.
لكن الكثير من أصحاب المدونات انتقلوا الى شبكات التواصل الاجتماعي مثل ‘فيسبوك’ و’تويتر’ في الوقت الذي تحرك فيه متابعوهم أيضاً ضمن نفس النطاق وبنفس النقلة، لتبدأ شمس المدونات تغيب تدريجياً بسبب سطوع شمس الــ’فيسبوك’ و’تويتر’.
وتقول الكاتبة والمدونة الفلسطينية مروة العقاد لــ’القدس العربي’ إن المدونات بدأت بالغياب تدريجياً على وسائل التواصل الاجتماعي التي تفوقت في استقطاب الشباب، سواء كانوا من المهنيين المتخصصين أو من الهواة غير المحترفين.
وبحسب العقاد فقد ‘انتقل جمهور المدونات إلى مواقع التواصل الاجتماعي بعد أن أصبحت متطلبات هذا الجمهور أسرع، خاصة بعد الثورات، حيث أصبح المتتبع بحاجة لحالة تعبيرية لحظية وسريعة، سواء بالكتابة أو القراءة، وهذا ما تعجز المدونات عن الإتيان به’.
ويرى الكثير من المدونين أن شبكات التواصل الاجتماعي يمكن أن تكون مكملاً للمدونات وليس بديلاً عنها، حيث قال أحد المدونين لــ’القدس العربي’ إنه يستخدم صفحته على ‘فيسبوك’ وحسابه على ‘تويتر’ من أجل الترويج للمقالات التي يكتبها على مدونته بين الحين والآخر، مشيراً الى أن ‘المدونة تتيح للكاتب الكثير من الصلاحيات والامكانات التي لا توفرها شبكات التواصل الاجتماعي، مثل كتابة المقالات الطويلة ونشر الدراسات والأبحاث’.
وبحسب المدون فان ‘غالبية المواقع الاخبارية أصبح لديها صفحات على ‘فيسبوك’ وحسابات على ‘تويتر’ تقوم بترويج أخبارها ومقالاتها من خلالها وتنجح باستقطاب أعداد أكبر من المهتمين، فضلاً عن أن ‘المدونات تظل ذات طابع مهني ومحترف خاصة بالنسبة لمن يستطيع كتابة مقال متكامل الأركان، بينما تظل صفحات الفيسبوك وتويتر أنسب للهواة غير المحترفين الذين يرغبون بالتعبير عن آرائهم من خلال جمل وعبارات قصيرة’.
يشار الى أنه توجد في العالم العربي آلاف المدونات الشخصية إلا أن الكثير منها لم يعد نشطاً ولا يتم تحديثه الا على فترات متباعدة، فيما تمكن موقع ‘فيسبوك’ و’تويتر’ من استقطاب ملايين المستخدمين حول العالم العربي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية