عاصفة ثلجية تثير جدلا سياسيا في الأردن: وزير الداخلية ينتقد إزعاج الملك بالتحدث عن مئات المحاصرين وحزب الأخوان يعترض علي إنقاذ السياح وترك المواطنين

حجم الخط
0

عاصفة ثلجية تثير جدلا سياسيا في الأردن: وزير الداخلية ينتقد إزعاج الملك بالتحدث عن مئات المحاصرين وحزب الأخوان يعترض علي إنقاذ السياح وترك المواطنين

عاصفة ثلجية تثير جدلا سياسيا في الأردن: وزير الداخلية ينتقد إزعاج الملك بالتحدث عن مئات المحاصرين وحزب الأخوان يعترض علي إنقاذ السياح وترك المواطنين عمان ـ القدس العربي : أدار وزير الداخلية الأردني مساء الأربعاء حوارا طريفا مع مذيعي نشرة الأخبار في تلفزيون الحكومة وهو يعترض علي إطلاق وصف محاصرين علي مئات المواطنين الذين عزلتهم عاصفة ثلجية صباح الأربعاء في بعض مدن ومحافظات وطرق جنوب المملكة. وتحدث الوزير وبصورة نادرة خلال نشرة الأخبار عن مبالغات الإعلام، متمنيا علي تلفزيون الحكومة ان لا يتورط في هذه المبالغات، نافيا وجود محاصرين، ومشددا علي ان قضايا الثلج كانت صغيرة وينبغي ان لا يتم إزعاج الملك فيها كما حصل. وعبثا حاول المذيع عساف الشوبكي إقناع الوزير بان التقارير الرسمية الصادرة عن الدفاع المدني هي التي تستخدم تعبير محاصرين ، لكن مستوي أداء الحكومة والمؤسسات وأجهزة البلديات في مواجهة عاصفة ثلجية من الطراز الخفيف كان قضية سياسية بإمتياز طوال اليومين الماضيين، خصوصا بعدما ألمحت الأرصاد الجوية لوجود عاصفة مماثلة صباح الأحد دون قول ذلك بصفة رسمية. وحصل إرتباك شديد علي كل المستويات في البلاد بعد ان قصرت الحكومة في إدارة أول أزمة شتائية وفقا لإعترافات مسؤولين فيها وتسبب الزائر الأبيض الثلج في إثارة عاصفة من الجدل أخذت أبعادا سياسية بعنوان تقصير الحكومة في اغلب الأحيان. وإقتنص أهم أحزاب المعارضة في جبهة العمل الإسلامي الموقف لتوجيه إنتقاد حاد للحكومة عبر تصريح رسمي صدر بإسم المكتب التنفيذي في الحزب أحمد الزرقان وهو من الجنود المجهولين في حزب جماعة الأخوان المسلمين، لكن ظهوره ناقدا للحكومة بسبب الثلج يدخله دائرة لعبة الإحتمالات الإنتخابية في الواقع. والزرقان هنا حمل بشدة علي ما وصفه بتقصير الأجهزة الحكومية الفاضح في التعامل مع الأحوال الجوية التي شهدها الأردن مؤخراً. ووصف استجابة الأجهزة الحكومية لاستغاثات المواطنين الذين حاصرتهم الثلوج أمس بالاستجابة الباردة ، مشبها إياها بـ برودة جو ليلة أمس .وقال ان ما جري يدلل علي انه لا اعتبار للمواطن ، مطالبا بمحاسبة المسؤولين عن هذا التقصير الخطير ، الذي لو حصل ما يماثله في دولة ديمقراطية لأقيل علي إثره وزراء ومدراء كثر .وكانت وسائل الاعلام ومن بينها التلفزيون الأردني قد نقلت استغاثات آلاف المواطنين الذين حاصرتهم الثلوج، ومن بينهم طلبة في مناطق الطفيلة ومعان ومحافظات جنوبية أخري شهدت تساقطا كثيفا للثلوج أدي إلي إغلاق طرق رئيسة وفرعية. وقالت وكالة الأنباء الرسمية بترا أمس ان الأجهزة أنقذت 1150 مواطنا من حصار الثلوج في محافظة الطفيلة فقط وفهم من تقارير الاجهزة الحكومية ان بعض المحاصرين انتظروا لأكثر من 12 ساعة قبل ان تصلهم النجدة.وتساءل الزرقان عن مبرر تلكؤ الأجهزة الحكومية عن إنقاذ آلاف المحاصرين لساعات في حين يحظي السياح بسرعة الإنقاذ . وقال هل هذا يشير إلي ان الإنسان الأردني أغلي ما نملك بالفعل؟! .وشدد الزرقان علي ان الذي جري يجب ان لا يمر دون محاسبة ، محذرا من ان تجاهل ذلك سيوقعنا في مشاكل اكبر في المرات التالية .واستهجن عدم استعداد الأجهزة الحكومية لمواجهة هذا الظرف علي الرغم من تحذيرات الارصاد الجوية المسبقة ، وتساءل أين الاستعدادات والجاهزية التي تم الحديث عنها مطلع هذا الشتاء؟! . واعرب الزرقان عن أسفه لان الأمر احتاج لتدخل الملك عبدالله الثاني كي يتم انقاذ ارواح المواطنين بعد تقصير الاجهزة الحكومية، مشيرا الي ان ذلك يعني غياب مؤسسية العمل في البلد .وكان الملك قد اجري اتصالا هاتفيا مع مدير عام الدفاع المدني طلب منه خلاله اتخاذ جميع الاحتياطات والاستعدادات لمساعدة المواطنين المحاصرين، الأمر الذي إعتبره وزير الداخلية إزعاجا غير مبرر للملك.وانتقد الزرقان في سياق استعراضه للحدث سوء الادارة للازمات في البلد، مشيرا الي ان استمرار انقطاع الكهرباء في بعض المناطق لعدة ساعات غير مبرر .وقال ان تعامل المسؤولين مع الاستغاثات المتواصلة من المواطنين كان تعاملا غير مسؤول ، وتابع أليس من السخرية ان يتم توجيه الرسائل للمحاصرين عبر التلفاز؟! .وتساءل عن مبرر عدم اتخاذ خطوات إدارية بسيطة كانت ستحد من آثار ما حدث كتعطيل بعض المؤسسات .واعتبر ان تأخر وزارة التربية والتعليم والتعليم العالي في إعلان ترتيبات الدوام لهذا اليوم، قد أدي إلي إرباك المواطنين ، منوها إلي ان الامتحانات التي تعقد في هذه الفترة لا تسمح بتردد المسئولين في اتخاذ قراراتهم .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية