من غير المألوف أن يذهب أحدهم لسباق الجري وتكون المنافسة حادة ومشتعلة على أوجها، ويحاول المشاركة وهو بساق واحدة طمعاً بالميداليات، فالنتيجة محتومة سيكون في المؤخرة حتى لو واصل القفز إلى خط النهاية.

هكذا كان حال بعض الدول العربية التي تذهب للأولمبياد بفريق رجالي دون النسائي، ولكن يبدو أن السعودية ستتجاوز هذه المعضلة بتخريج لاعبات محترفات على مستوى عالٍ، حيث استقبل الشارع السعودي توصية مجلس الشورى بإضافة التربية البدنية في مدارس البنات، ولقي أصداء جيدة، وأيضاً رحبت به منظمة “هيومان رايتس ووتش”.

وقالت سارة ليا ويتسن، المديرة التنفيذية لقسم الشرق الأوسط وشمال إفريقيا: “تقدم السعودية بادرة طيبة، وهي تبدو مدركة أن السماح لكافة الفتيات هناك بممارسة الرياضة أمر ضروري لسلامتهن البدنية والنفسية، وأن السماح للفتيات بممارسة الرياضة في المدارس الحكومية من شأنه أن يحرك الماء الراكد بطريقة قد يكون لها تأثير كبير على المدى الطويل، “أما المواهب المدفونة لا تفضي إلى شيء.

وفي عام 2012 بدأت اللاعبات السعوديات بتمثيل المملكة في المحافل الدولية، وكانت البداية بأولمبياد لندن، وضمت البعثة سارة العطار التي شاركت في منافسات سباق 800 متر، ووجدان شهرخاني في منافسة رياضة الجودو، وكانت من أكثر الملفات جدلاً، ومن المرجح أن الرياضة النسائية ستأخذ منحنى جديا بعد أن بدأت السلطات في السماح بترخيص أندية رياضية خاصة للنساء.

في مارس 2013، تم افتتاح أول ناد في مدينة الخبر، ويوجد حالياً 25 فريقا رياضيا نسائيا في السعودية، ففي العاصمة الرياض توجد 3 فرق كرة قدم، وفي مدينة جدة توجد 20 فريقا رياضيا نسائيا وبرياضات مختلفة ككرة القدم وكرة السلة وكرة الطائرة وكرة اليد.

وفي المنطقة الشرقية، يوجد 3 فرق مختلفة، بداية بكرة السلة وكرة الطائرة، ونهاية بكرة قدم، ومن المرجح مستقبلاً أن تكون هنالك إدارة مستقلة معنية برياضة المرأة، وتكون قادرة على النجاح السريع، ومن أهم أهدافها زرع الثقافة الرياضية لدى الفتيات، لأنها غير موجودة، وبحثها عن البيئة المناسبة لذلك، والاكتشاف المبكر للمواهب وصقلها، على أمل تحقيق إنجازات كبيرة تليق باسم المملكة العربية السعودية ومكانتها على كافة الصعد، وتغيير نظرة المجتمع السعودي لممارسة المرأة الرياضات التي لا تتعارض مع العادات والتقاليد، وتتحلى بالحشمة والآداب العامة، واستحداث دوريات منتظمة وبطولات رسمية طوال الموسم تتناسب مع التدريبات الطويلة بشكل احترافي وممارسة ألعاب ذات أهمية على الصعيد العالمي، وبذلك سينتج عنها ارتباطات دولية، ومشاركات قارية، وطبياً، حسب الإحصائيات المحلية، تؤكد أن 2.5 مليون حالة وفاة متوقع حدوثها بسبب السمنة عام 2015، والسمنة تحولت إلى وباء يعاني منه 3 من كل 4 من السعوديين، وتعد السمنة السبب الرئيسي لأكثر من 47 مرضا مزمنا، والإحصائيات تؤكد أن السمنة باتت تحتل المرتبة الأولى لأسباب الوفاة، وليكون التدخين في المرتبة الثانية في السعودية.