ريش آدمي وبقايا ملابس

حجم الخط
0

ريش آدمي وبقايا ملابس

نجوان درويشريش آدمي وبقايا ملابس أكشن”أكشن”- هكذا يبدأ يومي.. تزعجني الكاميرات منصوبة في كل مكان”الكاميرا مان” يلحقني حتّي إلي الحمام ودائماً أسمعها: “أكشن”.الرب مخرج سينمائي كبير ولا حاجة بعده لمخرجين صغار يحلمون بإنجاز فيلم روائي طويل. نساء اللّدنساءٌ طويلاتمن الخشب اليابس لا تجد الذاكرة لهن تشبيهاً سوي الرمحكن رماحاً تشرئبُ من الحافلات حين يجئن لزيارة القدس.كان هذا قبل قدوم مستوطِنات قصيرات لا تجد الذاكرة لهن تشبيهاً..سوي رصاص”الدُمدم”. مطار اللدمقهي المطار شيءٌ آخر حين يقعي أمامك تمثال “بن غوريون”بشعره النحاسي الأشعث مثل ضبع التهم ما لا يحصي من أهل تلك القري التي كانت تجاور الشمس.مقهي المطار شيءٌ آخر حين تُغتصب الشمس مثل خادمة آسيوية في الممرات. أحلام آخرينطهاة آسيويون يطبخون الشمس ويرنّخونها بالنبيذوأنت تتشاجر في الأحلام التي تستمرّ حتي بعد استيقاظك في الظهيرة كنتُ أحسبك قوياً لدرجةٍ لا حاجة معها للكم أحد أو طعن أحد أو الهرب من أحد…هذي أحلام آخرين تحملها عنهم أحلام ضعفاء تشبّثوا بوسائدهم وهم ينامون في فنادق كئيبةأحلام نُدُلٍ وساقيات مشارب يائسات………………………………….هذي أحلام آخرين.. وأحلامك سُرِقت. ريش ادميأقفاص دجاج لا يعرف أحد كيف تحولت إلي فندقوكيف وجدت نفسي هناك أصارع أقفاصاً وأبحث عن الذين أدخلهم المطار إلي شدقه الواسع وابتلعهمأو لعله ابتلعني أنا لأصارع أقفاص دجاج علي هيئة سقوف وأسرّة وغرف.أقفاص مهجورة نعثر في بعضها علي ريش ادمي وبقايا ملابسأقفاص دجاج لا يعرف أحد كيف تحولت إلي معسكرات عمل وقطارات لا تتوقف.. لا يعرف أحدٌ كيف تحولت إلي مستوطَنات! عبور فوق رودسكيف أفرغ رأسي من المحفوظاتكي لا يكون عبوري فوق جزيرة رودس جبرياً مثل عبور الألمكي لا أدلق أنفاسي مثل عراة الشواطئ كي لا أكون سخيفاً وأنا أفكّر بالأرض علي بعد ألفي قدمأفوق هذه الصخور جاء الجواسيس بعرباتهم واجتمعوا بالقناصل والمهزومين؟أفي جرداء البحر هذي، بتر الأسلاف أصابعهم كي يوقعوا “الهدنة”؟………………………………..وداعاً يا أنف الأسلاف المُمرّغ في الوحل.. وداعاً رودس! الساعة السادسةكثيرة هي الأشجار التي لا أعرفُ اسمهاوأعبر تحتها الآن:مستدفئاً بشمس برلينوجذلاً بقرع أجراس علمانيةتعلنُ أن الساعة السادسةقد أتت بلا ريب. Landwehr Kanalلم يكن أحدٌ ليصبر أمام رعونة هواء القناةلاند÷يا لاند÷يا- قلتُ لها: هاهو غريق يمدّ كفّه لتقرأ طالعه المياه. أشياء مندلسونلا أسمعها من الإسطوانة التي تدور الآن في المسجّلأسمعها من أصابعي التي تتذكّر، من جسمي هناك وهو يواصل السقوط في الحمّي.. بلكونأخيراً أجلسُ علي شرفة بيتها في شرق برلينمُفكّراً أن شمس أيار غير معقولة هاهنا،كأنما هي شمس من المتوسط، لحقت بي نحو بلاد الشمال.وأقول لنفسي: غير معقول أن أجلس عاري الجذع علي الشرفة، لأن الشّمس غير معقولة، وغير معقول أني قطعت كل هذه الخرائط دون أن أعثر علي أرض سوي شرفتها!ہ شاعر من فلسطين0

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية