آمالنا المنشودة في المصالحة المفقودة!

حجم الخط
0

ليس هناك شك في أن القلوب الغيورة على فلسطين وقضيتها لم تخفق فرحاً عند أي مشهد يقربنا للوحدة ويطوي صفحة الإنقسام الأسود التي يدفع كل يوم البشر والحجر والثمر والشجر ثمناً لوجودها .
فمع كل حديث عن المصالحه نستمع لتلك العبارات الرنانة بأنها على مرمى حجر حتى يتم تحقيقها وما أطول تلك الرمية التي لم يسقط حجرها على مدى أكثر من سبع سنوات عجاف !! والتي تبرهن لنا بأن ذراع راشقه أقوى وأطول من شعب يدفع من دمه ثمن الويلات والمآسي التي تسبب بها الإنقسام!
فما شهدناه في الأحداث المتسارعة الأخيرة والمشاهد و الصورة لقادة القوى المتنازعة وهي تتشابك الأيادي قد بعثت في نفسي البهجة والفرح كتلك التي تنبعث في كل عام عندما تتكرر تلك المشاهد والتي سرعان ما تنكسر عند تصريح القيادي هذا وذاك، أو عند شرط من هذا الطرف أو اصرار على مصلحة ذاك !! فهل سوف تبقى تتكرر بنا تلك المشاهد أم أننا الآن نعيش في فصل النهاية ؟!
ولن أكتم سراً عندما أحدثكم عن تلك الأحلام التي تبنى في قصور مخيلتي الصغيرة حول مستقبلنا بعد طي صفحة الأنقسام الأسود وعن ذاك السؤال الذي يراودني في كل مشهد من فصول الإنقسام هل سيتاح لنا ( كمواطنين نعيش بالضفة) بالذهاب في رحله الى البحر المتوسط على شواطئ غزة الذي لا نعرف منه غير صورته على الخريطه و رطوبته التي نغرق بها في حر الصيف ؟ وهل بذلك ينتهي الحصار على اهلنا هناك ويتمكنون من العيش كمثلنا على فتات مقومات الحياة المتاح لنا هنا!
فليست زيارة البحر واللعب برمال الشاطئ واستعادة ايام الطفولة التي لم يعشها ابناء جيلي هي الهم الأكبر بقدر ما هو الشعور بالمسؤولية تجاه ابناء شعبنا والخوف على مستقبله هي من تدعنا نقف هنا على الحياد لسنا كمتفرجين وانما لنضع اليد على الجراح دون ان نثخنها او نوقظها فلذلك لن نخوض في ضرورة ان تكون الخطوة الاولى في انهاء الانقسام هو بفتح تحقيق شامل وشفاف للوقوف على الاسباب الحقيقية وتحديد المسببين للانقسام وعن حصر الأضرار التي تسبب بها من قتلى وجرحا ودمار في كلا الجناحين المقيدين، فطي صفحة الإنقسام والعمل على تسريعها هي مسؤولية تاريخية نحملها جميعا على عاتقنا مواطنين ومسؤولين ولن يعفى اي منا في التقصير عن انهاء واقع الا منطق الذي نعيشه فتكريس الإنقسام الأسود بصفحاته المتجددة يوما بعد يوم هو لعنة سوف تلعننا بها الأجيال القادمة .
وفي الختام لا اريد ان اكون متشائما أكثر من اللازم ولا متفائل اكثر من ذلك كي لا تنكسر كل تلك الفرحة عند اول هزه لا سمح الله او ان اصل الى مرحلة التشائل فأبدأ بالتخبط بين التفائل والتشائم بين الحين والأخر , ولكن اريد ان اصل برسالتلي وبكلماتي البسيطه الى كل انسان غيور مهما كان موقعه ومنصبه كي نعمل جميعاً على انهاء هذه الصفحة السوداء والتعبير عن الأمنية التي نحملها جميعاً بأن يسقط ذاك الحجر ونسدل الستار عن فصل النهاية.
أ.أسعد عطاري

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية