هنية ليس تاجر مخدرات

حجم الخط
0

هنية ليس تاجر مخدرات

هنية ليس تاجر مخدراتما حدث علي معبر رفح الحدودي يوم امس امر مخجل بكل المقاييس، ويكشف عن مدي هيمنة السلطات الاسرائيلية علي هذا المعبر رغم انسحابها المزعوم من القطاع، وتضاؤل الدور المصري بشكل مفزع لا يليق بدولة اقليمية عظمي في حجم مصر.السيد اسماعيل هنية الذي منع من دخول المعبر بعد امر باغلاقه من قبل عمير بيريتس وزير الدفاع الاسرائيلي هو شخصية اعتبارية يترأس حكومة فلسطينية منتخبة، ويحتم منصبه علي جميع الاطراف التعامل معه كرئيس للوزراء وليس كمهرب او قاطع طريق مثلما شاهدنا.السلطات المصرية برضوخها يوم امس للاملاءات الاسرائيلية وعدم اتخاذها مواقف صلبة تؤكد سيادتها علي المعبر والحدود هي التي شجعت الحكومة الاسرائيلية علي الاقدام علي مثل هذه الممارسات التي نشاهدها يوميا علي المعبر، بحيث تغلقه وقتما تشاء ولعدة ايام بل واسابيع في بعض الاحيان، الأمر الذي يشكل انتهاكا صريحا للاتفاقات التي وقعتها مع مصر في هذا الخصوص.نحن لا ننكر ان هذه السلطات تدخلت في شخص اللواء عمر سليمان مدير جهاز المخابرات، من أجل اعادة فتح المعبر، والسماح للسيد هنية بالعودة الي القطاع ولكن دون الاموال التي في حوزته، ولكن هذا التدخل جاء اقرب الي الاستجداء والتوسل، رغم ان الاتفاق الموقع بين الجانبين المصري والاسرائيلي لا ينص مطلقا علي عدم مرور الاموال والاشخاص، لانه جري التوصل اليه قبل فرض الحصار المالي والاقتصادي التجويعي علي قطاع غزة بسبب اسر الجندي الاسرائيلي جلعاط شليط.السيد هنية كان عائدا الي بلاده، ويحمل اموالا جمعها كتبرعات اثناء جولته العربية الاخيرة، اي انها اموال نظيفة، ولم تأت من تجارة مخدرات او صفقات اسلحة مشبوهة، وهي اموال ستستخدم في دفع مرتبات الجوعي المحاصرين في الضفة والقطاع الذين لم يقبضوا رواتبهم منذ تسعة اشهر.ولو كانت هذه الاموال غير قانونية، او جاءت بطرق غير شرعية، لما سمحت الحكومة المصرية بمرورها اساسا من مطاراتها او عبر اراضيها، فهي اكثر حرصا علي القانون من السلطات الاسرائيلية نفسها، وضربت مثلا غير مسبوق في احترام الاتفاقات الموقعة مع الدولة العبرية، سواء علي صعيد منع تهريب الاسلحة او التعاون الأمني بين البلدين.السيد هنية تحلي بكل انواع الحكمة وضبط النفس عندما ناشد انصار حركة حماس باحترام القانون ومغادرة المعبر، لتسهيل مفاوضات الجانب المصري مع نظيره الاسرائيلي للتوصل الي تسوية تضمن حقن الدماء وتجنب مواجهات دموية علي المعبر، وتحفظ ماء وجه الحكومة المصرية التي تحولت الي وسيط ذليل خانع بدلا من ان تكون طرفا صاحب كلمة فصل يتمسك بالاتفاقات ويرفض التنازل عن سيادته الحدودية.المتحدثون باسم الحكومة المصرية اكدوا اكثر من مرة ان معبر رفح مسألة سيادية مصرية ـ فلسطينية ولا دخل للاسرائيليين فيها، ورفضوا مخططات اسرائيلية بقصف او اعادة احتلال ممر صلاح الدين الحدودي بين غزة ومصر لان هذا يشكل انتهاكا للسيادة المصرية ويعرض مواطنين مصريين للخطر.اغلاق اسرائيل المعبر وبهذه الطريقة لا يشكل انتهاكا للسيادة المصرية وانما استفزازا للكرامة الوطنية المصرية، لا يجب السكوت عنه او تمريره بهذه السهولة، رغم نجاح الاتصالات المصرية في اعادة فتح المعبر مجددا والسماح للسيد هنية بالمرور.السيد هنية كان مطالبا بعدم الرضوخ للشروط الاسرائيلية، والاصرار علي المرور بالاموال التي يحملها كاملة، وتحميل مسؤولية ما يمكن ان يحدث في المعبر من مواجهات والنتائج التي تترتب عليها للجانبين المصري والاسرائيلي.9

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية