حراك امريكي غير مضمون النتائج

حجم الخط
0

حراك امريكي غير مضمون النتائج

حراك امريكي غير مضمون النتائج عادت الاضواء لتتسلط من جديد علي قضية الصراع العربي ـ الاسرائيلي في تزامن واضح مع زيارة الرئيس الامريكي جورج دبليو بوش الي المنطقة التي تبدأ اليوم بالتوقف في العاصمة الاردنية عمان.فالبابا بنديكتوس السادس عشر تحدث امس في انقرة خلال لقاء مع معتمدين دبلوماسيين علي هامش زيارته الحالية لتركيا، عن ضرورة قيام حوار فعلي في الشرق الاوسط لمواجهة خطر توسع النزاعات وانتشار اعمال ارهابية بينما تشير تقارير اخبارية الي احتمال عقد قمة ثلاثية بين الرئيس الامريكي ومضيفه الاردني الملك عبد الله الثاني، والرئيس الفلسطيني محمود عباس لمناقشة كيفية استئناف عملية السلام، وصولا الي حل يؤدي الي قيام دولة فلسطينية.واذا كانت هذه القمة الثلاثية ما زالت في طور التكهنات، فان ما هو مؤكد فعلا في هذا الخصوص هو قيام السيدة كوندوليزا رايس وزيرة الخارجية الامريكية بجولات مكوكية بين القدس المحتلة ورام الله لطرح وجهة نظر ادارتها، والبحث عن مخارج للوضع المتأزم الحالي.هناك تفسيران لهذا الحراك الامريكي المفاجيء علي صعيد هذا الملف المتفجر: الاول: ان تكون الادارة الامريكية قد توصلت الي قناعة راسخة بان اسباب فشل سياساتها الخارجية وتصاعد حدة الكراهية لها في المنطقة يعودان الي انحيازها الكامل للدولة العبرية، واطلاق يدها لترتكب ما تشاء من المجازر في حق الفلسطينيين العزل، وان الوقت قد حان للتخلي عن هذه السياسة ولو جزئيا، وهذا ما يفسر مبادرة ايهود اولمرت رئيس الوزراء الاسرائيلي التي اعلن عنها قبل يومين، وتعهد فيها بحزمة من التنازلات غير مسبوقة، مثل الافراج عن الاسري الفلسطينيين، او جزء كبير منهم علي وجه الدقة، واقامة دولة فلسطينية متصلة جغرافيا ووضع حد لمعاناة الشعب الفلسطيني تحت الحصار مقابل تنازل ممثليه عن حق العودة. الثاني: ان يكون هذا الحراك هو لتخدير الشارع الفلسطيني، والشارع العربي بشكل عام، ومحاولة لتحسين وجه امريكا في المنطقة، تمهيدا لعدوان امريكي جديد علي ايران وسورية.هناك من يرجح الاحتمال الاول، وهناك من يميل اكثر الي الاحتمال الثاني، وكل معسكر له حجته، ولكن المزاج العربي العام لا يثق باي وعود امريكية استنادا الي تجارب سابقة، فقد وعدت هذه الادارة نفسها بقيام دولة فلسطينية مع نهاية العام الماضي ابان استعداداتها لغزو العراق، ثم تنكرت كليا لوعودها بعد ان نجحت قواتها في مهمتها، وصادقت بالكامل علي الشروط والاملاءات الاسرائيلية.المقاومتان الفلسطينية والعراقية هما اللتان يعود اليهما الفضل في وضع هذه الادارة في مأزقها الحالي في العراق والمنطقة العربية بأسرها. ولا نعتقد ان اي محاولة لاشراك سورية او ايران في اي جهد لتهدئة الاوضاع في العراق سيكتب لها النجاح.والشيء نفسه يقال ايضا عن اتفاق التهدئة الاخير في فلسطين الذي ادي الي وقف اطلاق الصواريخ، لان هذا الاتفاق يظل هشا، ومعرضا للانهيار في اي لحظة اذا لم يتبعه فورا تحرك جدي لوضع حد للاحتلال الاسرائيلي، وتطبيق قرارات الشرعية الدولية.من حق الرئيس بوش ان يحاول انقاذ نفسه وادارته من المستنقع الذي غرق فيه وبلاده في العراق وافغانستان ولبنان، ولكن من الصعب القول بان النجاح سيكون حليفه، لانه لم يكن في اي يوم من الايام يريد ان يستمع الي اي وجهة نظر اخري غير وجهة النظر الاسرائيلية.9

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية