تشديد الحراسة في مضيق جبل طارق يدفع العصابات الي البحث عن طرق بديلة لتهريب الحشيش المغربي

حجم الخط
0

تشديد الحراسة في مضيق جبل طارق يدفع العصابات الي البحث عن طرق بديلة لتهريب الحشيش المغربي

يراهنون علي 280 شاحنة تعبر ميناء طنجة نحو الجزيرة الخضراءتشديد الحراسة في مضيق جبل طارق يدفع العصابات الي البحث عن طرق بديلة لتهريب الحشيش المغربيمدريد ـ القدس العربي ـ من حسين مجدوبي: نتج عن الحملات المتتالية التي شهدتها منطقة شمال المغرب وبالضبط محور تطوان ـ طنجة بشمال المغرب، باعتقال ما يعرف بأباطرة المخدرات، تراجع تهريب المخدرات من شواطئ هذه المنطقة لصالح أخري، علما أن شمال المغرب لم يكن المنفذ الوحيد لثلاثة آلاف طن التي تصدر نحو الخارج ولكن كان حتي بداية هذا العقد منفذا رئيسيا وفقد أهميته مع مرور الوقت.مضيق جبل طارق لم يعد معبرا رئيسيا للمخدرات بسبب تشديد الحراسة علي ظاهرة الهجرة السرية، ومن جهة أخري موقع الميناء المتوسطي الجديد دفع السلطات الي تفكيك العصابات وتنظيف المنطقة من المهربين حتي لا توصف بمنطقة تهريب مخدرات وتلوث سمعة هذا الميناء الذي يعول النظام المغربي عليه كثيرا لتطوير الاقتصاد الوطني وجلب المستثمرين الأجانب. ونتج عن هذا الوضع طريقين رئيسيين للتهريب مع الابقاء علي طريق ثالث وهو مضيق جبل طارق ولكن في صيغة مختلفة.وعلاقة بالطريق الأخير، تستمر المخدرات في الوصول الي اسبانيا عبر مضيق جبل طارق، ولكن هذه المرة ليس عبر القوارب السريعة والنفاثة التي تنطلق من شواطئ اقليمي طنجة وتطوان، مثل وادي لاو وأزلا وأوشتام بل عبر سفن النقل الدولي. وتفيد تقارير الأمن الاسبانية أن حوالي 280 شاحنة نقل دولي تمر يوميا عبر ميناء طنجة نحو ميناء الجزيرة الخضراء بالجنوب الاسباني. ونظرا لقلة الامكانيات سواء لدي الجانب المغربي والاسباني علي حد سواء والعدد الهائل من هذه الشاحنات، فقد اختارت عصابات تهريب المخدرات الرهان علي هذه الشاحنات. ويؤكد مصدر قضائي من محكمة الجزيرة الخضراء أنه حتي الأمس القريب كانت الشاحنات تحمل ما قدره 25 طنا دفعة واحدة، ولكن الآن يبدو أن العصابات غيرت من أسلوب عملها، فهي تراهن علي تهريب كميات محدودة للغاية ما بين 300 كلغ الي طنين في أغلب الأحيان، وهذا يعني سهولة الافلات من المراقبة الأمنية، لا سيما وأن الشاحنات الحالية عملاقة وضخمة ومعقدة وتتوفر علي فضــاءات تصلح لإخفاء المخدرات .وخلال العشرة أشهر الأولي من السنة الجارية 2006، تمكنت الشرطة الاسبانية من مصادرة عشرات من شاحنات النقل الدولي المحملة بالمخدرات، وكشفت التحريات أن جميع هذه الشاحنات لا تأتي من شمال المغرب أي من اقليمي تطوان وطنجة بل من المنطقة الممتدة بين المثلث الدار البيضاء-مراكش ـ أكادير، وعادة ما تنقل في المقام الأول مواد زراعية للأسواق الأوروبية وفي المقام الثاني منتوجات النسيج ثم السمك.ماذا يعني هذا؟ التفسيرات التي حصلت عليها القدس العربي من مصادر متعددة وخاصة في اسبانيا أن شركات وهمية أو شركات قائمة الذات تقوم حاليا بالإشراف علي عملية تهريب المخدرات، وتراهن علي الكميات الصغيرة المنقولة بشكل أسبوعي بدل الكميات الكبيرة، هذا يقلل من خطر رصدها ويضمن أرباحا ثابتة. عملية رصد المهربين الواقعين في المثلث المذكور، تبقي عملية صعبة للغاية، فعكس بارونات المخدرات في شمال المغرب الذين كانوا يظهرون للعيان ويستفيدون من تواطؤ المسؤولين الأمنيين الذين جري اعتقال البعض منهم، فتواجد عدد كبير من رجال الأعمال والأثرياء والصناعيين والمقاولين في المثلث المذكور يجعل من الصعب إلقاء القبض علي هؤلاء الأباطرة، إذ أن عملة تبييض الأموال تتم بسهولة ودون لفت الانتباه نظرا للنشاط التجاري الكبير وارتفاع نسبة الأغنياء.الطريق الثاني: وهو طريق بحري يربط شواطئ الجنوب للمغرب بجزر الخالدات وكذلك بالمياه الدولية في المحيط الأطلسي، ذلك أن سفنا مغربية تقوم بنقل المخدرات من شواطئ لا تخضع نهائيا للحراسة لا من طرف الدوريات التابعة للدرك الملكي أو دوريات البحرية الملكية إلا نادرا لأنها لا تصنف بالشواطئ الخطيرة أو مصدر قلق، وهي الممتدة ما بين الدار البيضاء الي غاية طرفاية في الجنوب. يتم تفريغ الحمولات لدي مراكب صيد تابعة لشركات اسبانية أو سفن قادمة من الشواطئ الافريقية نحو أوروبا، وغالبا ما يتم الرهان علي كميات صغيرة لا تتعدي الخمسة أطنان. الطريق الثالث: طريق بحري بدوره، ويعتبر في الوقت الراهن الأكثر نشاطا الي غاية منتصف الأسبوع الماضي بعدما شنت السلطات المغربية حملة ضد العصابات التي تستعمله، ونقصد الشاطئ الساحلي الممتد ما بين الحسيمة الي غاية اقليم وجدة في الشمال الشرقي. هذا الشاطئ هو نقطة انطلاق تصدير المخدرات نحو كل من الشاطئ الشرقي لإسبانيا وفي الوقت نفسه يجري نقل المخدرات الي عرض البحر في المياه الدولية لتصديرها لاحقا نحو السواحل الفرنسية والايطالية وفق تقارير الحرس المدني تحدثت عنها جريدة الباييس مؤخرا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية