الجفاف يصيب المزارعين الجزائريين بالذعر ويدفع الحكومة الي تقنين توزيع مياه الشرب

حجم الخط
0

الجفاف يصيب المزارعين الجزائريين بالذعر ويدفع الحكومة الي تقنين توزيع مياه الشرب

وزارة الفلاحة تؤجل توزيع البذور بسبب تأخر موسم الحرثالجفاف يصيب المزارعين الجزائريين بالذعر ويدفع الحكومة الي تقنين توزيع مياه الشربالجزائر ـ القدس العربي ـ من مولود مرشدي: لا حديث في الجزائر هذه الأيام الا عن تأخر سقوط الأمطار في خريف يكاد ينقضي ليحل فصل الشتاء وقد تبدد الامل في رؤية اولي قطرات الغيث، وتبخرت كل فرصة لموسم فلاحي.ولكن الخوف الاكبر انتاب ربات البيوت اكثر من غيرهن وهن يستمعن أمس الي وزير الموارد المائية عبد المالك سلال يعلن شروع وزارته في فرض برنامج اكثر صرامة في تزويد المواطنين بالماء احتياطا للاشهر القادمة في حال استمرار ندرة سقوط الامطار.ودقت كل الاطراف ناقوس الخطر منذ نهاية الشهر الماضي وهو الشهر الذي عادة ما تتساقط فيه اولي قطرات الغيث الممهدة لبدء موسم الحرث.وقد انتظر الفلاحون طويلا ولكن آمالهم خابت هذه المرة وهم يرون موسمهم الفلاحي يذهب ادراج الرياح مما دفعهم الي اصدار نداءات ملحة باتجاه وزارة الشؤون الدينية لاقامة صلاة الاستسقاء لعل الفرج يأتي من سماء شحت علي غير العادة.وقد لبت الوزارة صرخات الفلاحين باقامة صلاة التضرع الي الله قبل ثلاثة اسابيع ولكن لا شيء تحقق جعل الناس يعلقون علي الامر بتهكم ولسان حالهم يقول كيف نغاث ونحن نري الفساد المستفحل في كل مناحي الحياة؟وتكاد الحياة تتوقف في الجزائر في قطاع الفلاحة علي الاقل في كل مرة تشح فيه السماء.ولجأت وزارة الفلاحة بدورها الي تأجيل توزيع البذور علي الفلاحين بعد ان تأخر موسم الحرث.وفي اطار تنفيذ سياسة التقشف اكد وزير الموارد المائية عبد المالك سلال ان الماء سيتم تقنينه مرة اخري في حنفيات المواطنين وان فترة الرخاء التي تمتعوا بها طيلة العامين الماضيين قد ولت.ولان وقع الصدمة كان كبيرا علي كافة المواطنين الذين عانوا من ندرة المياه وتقنينها بأيام وساعات فقد اضطر الوزير الخميس الماضي الي مغادرة مقر البرلمان الجزائري مباشرة بعد رده علي بعض اسئلة النواب عبر باب خلفي لادراكه المسبق انه سيكون محل مضايقات من طرف الصحافيين الذين كانوا ينتظرونه لمعرفة حقيقة تصريحاته التي ادلي بها في ولاية المسيلة شبه الصحراوية (300 كلم شرق) والتي تعاني من ندرة مياه حادة وطال انتظارهم ليتأكدوا ان الوزير اختفي وغادر اروقة البرلمان من مصالح المجلس.ومن جهته أكد محمد عليوي الأمين العام لاتحاد الفلاحين بمناسبة الذكري الثانية والثلاثين لتأسيس هذا الاتحاد ان الامطار ان لم تنزل خلال الاسبوعين القادمين فان الكارثة ستحل بقطاع باكمله.وتعد هذه اول سنة جفاف منذ نهاية ثمانينات القرن الماضي حيث عانت الجزائر من جفاف حاد دام لقرابة خمس عشرة سنة اضطرت خلالها الجزائر الي استيراد كل احتياجاتها من القمح والشعير.وبدأت مصالح توزيع المياه فعلا بولايات الغرب التي تبقي من اكثر المناطق تضررا من الجفاف في تحصيص توزيع المياه علي السكان بمعدل ست ساعات في اليومين.وقال عبد المالك سلال ان الاجراء سيتم تطبيقه علي الجزائر العاصمة ايضا بداية من الاسبوع القادم من ست عشرة ساعة الي ثماني ساعات فقط.وهي التعديلات التي جعلت ربات البيوت يستعدن لشراء اواني التخزين التي تخلصن منها لبضع سنوات واعتقدن ان سنوات البقاء احياء طوال الليل في انتظار نزول اولي قطرات حنفيات تجف لاسابيع.ومع مؤشرات الندرة هذه بدأ الممثل الفكاهي صويلح يعود هو الاخر الي الاذهان وهو الذي الهب الجزائريين باغنية نوض تعمر جاء الماء التي صورت معاناة ربات البيوت وهن ينتظرن الماء في حنفياتهن في ساعات متأخرة من الليل.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية