أوكرانيا: القوات الروسية لم تتراجع عن مواقعها وكييف تتحرك في الشرق

حجم الخط
0

واشنطن ـ ‘القدس العربي’ من رائد صالحة: هاتف وزير الخارجية الامريكي جون كيري نظيره الروسي سيرغي لافروف صباح امس الاول الاثنين ليعرب عن قلق وغضب الولايات المتحدة من تورط موسكو مع المتظاهرين الذين احتلوا مبان حكومية في شرق اوكرانيا، وقالت جين بساكي المتحدثة الصحافية باسم وزارة الخارجية ان واشنطن تراقب بقلق بالغ الاجراءات غير العفوية للمتظاهرين والاحداث في خاركيف ودونيستيك وهانسك وماريوبول مؤكدة انهم قاموا بحملة منسقة بعناية بدعم من روسيا.
واضافت بساكي التي تأخرت عن مؤتمرها الصحافي لتجلب مزيدا من التفاصيل عن المكالمة ان كيري اخبر وزير الخارجية الروسي بان الحكومة الاوكرانية أكدت له بان هناك حملة مدبرة بعناية من روسيا واشار على وجه الخصوص الى حملة اعتقالات نفذها عملاء المخابرات الروسية في شرق اوكرانيا كما اوضح له بان قادة الحكومة المركزية في طريقهم الى كل هذه المدن للتفاوض من اجل اخلاء المباني الحكومية
ودعا كيري روسيا الى التنصل علنا من انشطة الانفصاليين والمخربين والعودة الى الحوار كما دعا جميع الاطراف في اوكرانيا الى الامتناع عن التحريض في اوكرانيا .
وفي مؤتمر صحافي منفصل، قال جاي كارني المتحدث باسم البيت الابيض :’اننا ندعو الرئيس بوتين وحكومته الى وقف الجهود الرامية الى زعزعة الاستقرار في اوكرانيا، ونحن نحذر من اي توغل عسكري روسي بشكل علني او سري لان من شأن ذلك ان يصعد الازمة بشكل خطير ‘.
وجاء التحذير الامريكي وسط تقارير تقول بان المتظاهرين الموالين لروسيا استولوا على مبان حكومية في مدينة دونيستيك الاوكرانية الشرقية واعلنوا جمهورية انفصالية ودعوا الى اجراء استفتاء بتشجيع من روسيا، وقال كارني بان هناك ادلة قوية تشير الى ان بعض المتظاهرين لم يكونوا من السكان المحليين .
وتخشى واشنطن ان تعيد روسيا تجربتها في شبه جزيرة القرم حينما ارسلت اشخاصا يطالبون بتغيير الحكومة وهي تواجه اتهامات مماثلة الان في شرق اوكرانيا بانها تحفز السكان على الانفصال عن غرب اوكرانيا .
وتصاعد التوتر الاثنين حينما تم قتل ضابط في الجيش الاكراني في شبه جزيرة القرم، وكانت روسيا قد نشرت قواتها قرب الحدود مع اوكرانيا في وقت مبكر من الازمة في حين اكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين انه لا يوجد مخطط روسي لضم اوكرانيا .
وقال مسؤولون في وزارة الدفاع الامريكية ان القوات الروسية لم تتراجع عن مواقعها قرب الحدود مع اوكرانيا حتى مساء امس الاول الاثنين .
من جهة اخرى، استشاط السيناتور جون ماكين غضبا بعد ظهور تقارير التدخل الروسي الاخير في شرق اوكرانيا وهاجم ادارة الرئيس الامريكي باراك اوباما بعنف لعدم تقديمها مساعدات عسكرية الى كييف وقال بان عدم فعل ذلك سيشجع روسيا على القيام بمزيد من العدوان واضاف :’ من الواضح ان خطر العدوان الروسي ينمو على اوكرانيا، انه لامر شائن ان ادارة اوباما لم تستجب حتى الان لطلب الحكومة الاوكرانية بالحصول على مساعدة غسكرية متواضعة ‘.
واكد ماكين ان اوكرانيا بحاجة الى اسلحة دفاعية ومعدات واقية وقطع غيار ولوازم اخرى للدفاع عن نفسها، ومضى الى القول :’ تعتقد ادارة اوباما ان حجبها للمساعدات العسكرية سيقلل من خطر مزيد من الصراع ولكن هذه السياسة يراها بوتين علامة اخرى على الضعف ولا تدعو الى الا مزيد من العدوان ‘، ووصف ماكين الاحداث الاخيرة من قبل المتظاهرين في اوكرانيا بانها مقلقة جدا وقال بانها تبدو خارجة عن قواعد اللعبة التي يمارسها بوتين.
واكد البيت الابيض مجددا ان أي اجراء روسي تقوم به روسيا في اوكرانيا سيؤدي الى ‘ تكاليف أضافية ‘، وكان المتحدث الرسمي للبيت الابيض قد قال الشهر الماضي بان الادارة الامريكية لم تفصل بعد في ارسال مساعدات عسكرية الى اوكرانيا ولكنه اكد ان الولايات المتحدة تركز حاليا على تقديم المساعدة الاقتصادية، وقد وفرت واشنطن حزمة مساعدات بقيمة مليار دولار من ضمانات القروض وفرضت سلسلة من العقوبات على روسيا .
الى ذلك، حذر رئيس الوزراء الاكراني ارسيني ياتينيوك من ان بلاده يجب ان تكون مستعدة من نية روسية بقطع امدادات الغاز الطبيعي بعد الاحتجاج على رفع اسعار الطاقة بنسبة 81 في المئة من قبل شركة ‘غازبروم ‘، وكان مجلس وزراء اوكرانيا قد وصف هذه الخطوة بانها شكل من اشكال العدوان الاقتصادي كما جاء في تقرير لصحيفة ‘وول ستريت جورنال’ .
وسينظر المشرعون الامريكيون اليوم في مشروع قانون اقترحه النائب كوري غاردنر يسمح بالموافقة على عجل بتصدير الغاز الطبيعي الامريكي الى الحلفاء .
من جانبه، حذر الأمين العام لحلف شمال الأطلسي أنديرس فوغ راسموسن روسيا من التدخل العسكري في شرق أوكرانيا.
وقال راسموسن أمس الثلاثاء في باريس: ‘الأحداث التي تشهدها شرق أوكرانيا تدعو إلى القلق البالغ… أطالب روسيا بضبط النفس’. وأضاف راسموسن: ‘أي تحرك جديد داخل شرق أوكرانيا سيكون تصعيدا جادا للوضع بدلا من التهدئة التي نأملها جميعا’.
وطالب راسموسن بانسحاب القوات الروسية المنتشرة في منطقة الحدود مع أوكرانيا.
ووفقا لبيانات قوات الناتو، ينتشر هناك ما يتراوح بين 35 و40 ألف جندي روسي.
وأكد راسموسن ضرورة أن يحسن الحلف تأهبه بالمناورات ووضع قوات التدخل السريع التي لم تستخدم حتى الآن في درجة عالية من التأهب.
وطالب حكومات الدول الأعضاء في الحلف بإنفاق المزيد من الأموال على الدفاع، وقال: ‘الأوروبيون عملوا كثيرا ومنذ فترة طويلة على نزع السلاح، لكن حان الوقت لوقف خفض النفقات وتغيير الاتجاه الحالي’.
اعلنت اوكرانيا المهددة بالتفكك الثلاثاء ان الانفصاليين الموالين لروسيا سيعاملون ‘كارهابيين ومجرمين’ بينما حذرت روسيا من خطر حرب اهلية بعد تعرضها للانتقاد من قبل الحلف الاطلسي.
واقترحت الولايات المتحدة اجراء ‘محادثات’ وافقت روسيا عليها شرط مشاركة ممثلين عن الاوكرانيين الموالين لها فيها. الا ان واشنطن حذرت في الوقت نفسه موسكو التي حشدت عشرات الاف الرجال على حدود اوكرانيا.
من جانبه، صرح الرئيس الاوكراني الانتقالي اولكسندر تورتشينوف ان ‘الانفصاليين’ الذين ‘يرفعون الاسلحة ويجتاحون المباني’ ستتم معاملتهم ‘بموجب القانون والدستور كارهابيين ومجرمين’.
وقال تورتشينوف ان ‘قوات الامن لن ترفع ابدا السلاح على متظاهرين سلميين’، وذلك ردا على تحذيرات موسكو من خطر حرب اهلية.
إلى ذلك، أبدى وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، إستعداد روسيا للنظر في مسألة مشاركتها في محادثات متعدّدة الأطراف إلى جانب الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وأوكرانيا، لتسوية الأزمة الأوكرانية.
ونقلت وسائل إعلام روسية عن لافروف، قوله في مؤتمر صحافي مع نظيره الأنغولي، جورجي ريبيلو، أمس الثلاثاء، في موسكو ‘نحن مستعدون للعمل في إطار صيغة متعدّدة الأطراف، تشمل أوروبا، والولايات المتحدة، وروسيا، وأوكرانيا’ لتسوية أزمة الأخيرة. وقال لافروف رداً على اتهامات أمريكية بتورّط روسيا في أحداث شرق أوكرانيا، إنه ‘يجب على طرف ألا يحمّل الطرف الآخر المسؤولية’.
وكان نواب مجلس مقاطعة دونيتسك بشرق أوكرانيا أعلنوا الإثنين ، إنشاء ‘جمهورية دونيتسك الشعبية’، وطلبوا من الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، إرسال كتيبة مؤقتة لحفظ السلام، بالتزامن مع تظاهر محتجين موالين لروسيا أمام مبنى إدارة دونيتسك حيث رفعوا الأعلام الروسية أمام المبنى، ودعوا لتنظيم استفتاء في 11 أيار/مايو المقبل بشأن الانضمام إلى روسيا.
وتوترت العلاقات بين موسكو من جهة، وكييف والغرب من جهة أخرى، على خلفية إلحاق روسيا شبه جزيرة القرم ومدينة سيفاستوبول بها.
من جانبها، دعت الخارجية الروسية إلى إنهاء جميع الاستعدادات العسكرية التي من شأنها الانزلاق بالمنطقة (شرق أوكرانيا) إلى حرب أهلية.
جاء ذلك في بيان صادر عنها، في معرض تقيمها للأنباء الواردة حول تحركات القوات الأوكرانية للسيطرة على الأحداث الجارية، شرق أوكرانيا.
وعبر البيان عن ‘قلق روسيا العميق حول الادعاءات التي تفيد بمشاركة 150 خبيرا أمريكيا، يرتدون زي فرقة سوكول (الصقر) الخاصة (أوكرانية) في العملية العسكرية المذكورة’.
وأضاف البيان ‘أن المسؤولين عن هذا التحريض والمشاركين فيه يتحملون مسؤولية كبيرة، بتشكيلهم تهديدا لحقوق الشعب الأوكراني، وحرياته، وسلامة أرواحه، واستقرار بلاده’.
وكان موالون لروسيا قد احتلوا أمس الأول، مباني الإدارة المحلية، في مدينة دونيتسك، جنوب شرق أوكرانيا، كما نظموا مظاهرات في مدينتي لوغانسك، وخاركوف، شرق البلاد، حاملين أعلاما روسية، في ظل دعوات انفصالية، على غرار ما جرى في القرم.
وفي إشارة إلى القلق من تأثر الاقتصاد الروسي بفعل الأزمة مع الغرب على أثر الوضع الأوكراني، دعا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمس الثلاثاء لتحرك سريع لتحسين مناخ الأعمال في روسيا مما يوحي بالقلق من أن يضر تراجع الاستثمار باقتصاد البلاد الذي تأثر سلبا بالفعل.
وقال بوتين في اجتماع لوكالة المبادرات الاستراتيجية وهي الجهاز الحكومي المسؤول عن تحسين مناخ الاستثمار في روسيا ‘ينبغي تحسين مناخ الأعمال بشكل ملموس في المستقبل القريب جدا. تحدثنا عن ذلك بوصفه أحد أهم الواجبات الملقاة على عاتقنا. ينبغي أن يتحقق ذلك بوتيرة سريعة’.
إلى ذلك، قالت بريطانيا أمس الثلاثاء إن الأحداث التي يشهدها شرق أوكرانيا جزء على ما يبدو من استراتيجية روسية لزعزعة إستقرار أوكرانيا قائلة إنها تشعر ‘بقلق بالغ’ من استيلاء محتجين موالين لروسيا على مبان حكومية.
وقال وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ للبرلمان ‘لا يمكن أن يكون هناك مبرر لهذا العمل الذي يحمل كل بصمات استراتيجية روسية لزعزعة استقرار أوكرانيا’.
وأضاف إن عمليات الاستيلاء على المباني تبدو جزءا من استراتيجية للاضرار بمصداقية الانتخابات الرئاسية المقبلة في أوكرانيا.
واعتقلت الشرطة الأوكرانية 70 شخصا احتلوا مبنى اداريا اقليميا في شرق أوكرانيا خلال الليل لكن المحتجين الموالين لروسيا صمدوا في مدينتين أخريين فيما وصفته كييف بمخطط لموسكو لتقسيم البلاد.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية