حماس تسير علي طريق الانتصار رغم محاولات اسرائيل وبعض الدول العربية حرمانها من ذلك

حجم الخط
0

حماس تسير علي طريق الانتصار رغم محاولات اسرائيل وبعض الدول العربية حرمانها من ذلك

حماس تسير علي طريق الانتصار رغم محاولات اسرائيل وبعض الدول العربية حرمانها من ذلك احتمالات الالتزام بوقف اطلاق النار بين اسرائيل والفلسطينيين ليست كثيرة. سبب ذلك هو ان التدهور الأمني هو بند واحد، وليس مركزيا حتي في العقدة السياسية الاسرائيلية ـ الفلسطينية التي نشأت مؤخرا.عشرة أشهر مرت منذ انتصار حماس الدراماتيكي في الانتخابات البرلمانية التي تمخضت عن تشكيل حكومة اسماعيل هنية. كل العالم، باستثناء ايران وسورية، كافح ضد هذه الحكومة. الولايات المتحدة واوروبا وكل الأنظمة العربية تقريبا واسرائيل بطبيعة الحال، فرضت المقاطعة عليها ولم تسمح بارسال الاموال اليها أو الالتقاء بأعضائها. الضائقة اشتدت في المناطق، وخصوصا في غزة، وازداد التدهور الأمني ـ القتلي والجرحي سقطوا في غزة والضفة يوميا. وما هي النتيجة؟ بدلا من انهيار حكومة حماس ـ ظهر الرجل القوي في حماس، خالد مشعل، في مؤتمر صحافي في القاهرة وحدد مهلة للأسرة الدولية: أمامكم ستة اشهر لدفع اسرائيل للانسحاب من المناطق وانهاء الصراع، وإلا فستندلع الانتفاضة الثالثة وتنهار السلطة الفلسطينية. هو لا يتوجه لاسرائيل طبعا بحديثه. لا تهمه الاتفاقات السابقة، ولا المطالب الدولية بالاعتراف بها، وهو يتعالي علي رئيس م.ت.ف والسلطة، محمود عباس، ويسخر منه ومن سلفه ياسر عرفات اللذين أهدرا عشر سنوات علي مفاوضات لا قيمة لها حول حكم ذاتي وتوصلا الي نتائج سخيفة. ما لم ينجحا في تحقيقه خلال سنوات الاعتراف باسرائيل، يسعي خالد مشعل للحصول عليه خلال عدة اشهر.من الصعب تخيل نجاحه في مسعاه، ولكن ما من شك أن مشعل وأبو مازن قد نجحا مع مساعدة أطراف اخري، ومن ضمنها اسرائيل، في إدخال السياسة الفلسطينية في هذه العقدة التي لا يعرف أحد مخرجا منها. حل الازمة يستوجب التغلب في آن واحد علي اربع مشاكل مرتبطة ببعضها البعض: اقامة حكومة وحدة وطنية فلسطينية تكون تركيبتها السياسية وبرنامجها مقبولين علي الأسرة الدولية، الأمر الذي يؤدي الي رفع الحصار ووقف اطلاق نار حقيقي وراسخ وغير هش وكامل مثلما أعلن أمس. كما يتوجب اطلاق سراح جلعاد شليط في اطار صفقة تبادل الأسري الفلسطينيين وبلورة اطار لاستئناف المفاوضات السياسية.من الصعب متابعة تعقيد المفاوضات حول هذه المسائل الاربع. في كل يوم تظهر اقتراحات جديدة وتطرح أسماء مرشحين للوزارات ووساطات حول بنود في البرنامج السياسي وتُعد المسودات لاتفاقية اطلاق سراح السجناء. أبو مازن يأخذ الاقتراحات ويسافر الي الاردن ومصر والسعودية ويعود مع ملاحظات. هنية يدرس الأفكار وينقلها الي مشعل وقيادة حماس في دمشق ويعود مع ملاحظات جديدة، ويتكرر الأمر الي ما لا نهاية.من أجل تربيع هذه الدائرة المعقدة تطالب الأسرة الدولية وبعض الانظمة العربية بأن لا يخرج مشعل منها منتصرا. اذا تسبب مثلا في اطلاق سراح 1400 سجين مقابل شليط ومن تشكيل حكومة لا تعترف باسرائيل صراحة ـ ستكون هذه رسالة واضحة للعالم كله بأن أبو مازن وقادة م.ت.ف وفتح القدامي قد باعوا المصالح الفلسطينية بأبخس الأثمان. هم اعترفوا باسرائيل من دون مقابل جدي، وسياستهم الانبطاحية تسببت ببقاء عشرة آلاف سجين في المعتقلات الاسرائيلية من دون أمل بالانعتاق.من المشكوك فيه ان يكون بمقدور حكومة اسرائيل في ظل الظروف الحالية ان تفعل كثيرا لتغيير الوضع. مشعل وحماس يسيرون علي طريق الانتصار وإذا أوقفوهم سيكون الثمن مزيدا من التدهور والدمار.داني روبنشتاينكاتب رئيسي في الصحيفة(هآرتس) 27/11/2006

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية