لن يحصل ما تتمناه!
ما تتمناه يا دكتور فيصل لن يحصل ابدا في ظل حكام العرب التقليديين .. والسبب واضح ومعروف .. فتركيا يحكمها زعيم وطني إختاره شعبها .. بينما البلدان العربية يحكمها موظفون اختارتهم الدول الغربية المهيمنة!! وبالتالي فأن كل طرف يعمل على تنفيذ رغبات ومصالح الجهة التي اختارته!!! الشعب التركي أراد أن يتطور ويتقدم فتحققت له رغباته على يد الحكومة التي أختارها وعينها عبر صناديق الاقتراع .. والدول الغربية المهيمنة قامت بتقسيم الوطن العربي الى دويلات وقررت وخططت بأن تظل هذه الدويلات متخلفة وضعيفة اقتصاديا وعلميا وعسكريا لكي يسهل استنزاف ونهب ثرواتها … وقد تحققت لهم رغباتهم وخططهم على يد الحكام الذين أختاروهــــم وعيونهم كموظفين … وهؤلاء يدركون تماما أن عدم طاعة أوامـــــــر من عينهم او مخالفتها ستكون عقوبتها الفصل من الخدمة بدون اية مستحقات !!!
محمد هبير الحضرمي
يا سيدي أنا أجيبك، واعلم
انك تعرف جواب سؤالك سلفاًًة.
بعض الأنظمة العربية تتمسح بالإسلام وتدعي انها حامية حمى الدين وصائنة أخلاق مواطنيها، ولو بالقوة، ليبقوا في حظيرة التقوى والصلاح، فقط لتحافظ على سلطتها ومكتسباتها وتستمر في تبديد ثروات شعوبها فيما لا يفيد اي نهضة او اي تقدم حقيقي بل بمشاريع براقة لا تبنى بيد ابنائها ولا تعطيهم أية فوائد حقيقية، بينما في الحقيقة تعادي كل ما هو إسلامي من طبيعة إصلاحية لأن هذا يكشف بنيتها الهشة وخلو مشاريعها من اي مشروع نهضة حقيقية.
لهذا السبب تجتمع كل الأنظمة العربية والكهنوت الاسلامي الكلاسيكي على محاربة تنظيم الاخوان وشيطنته، اذ ان الاخوان على ما يأخذه عليهم البعض، لديهم تنظيم ولديهم مشروع حضاري يعتمد على المبادئ الأخلاقية في الدين ويضم هذا التنظيم الكثير من نخبة المجتمع من قضاة ومهندسين وعلماء وأطباء ومفكرين، وبنفس الوقت يهمش رجال الدين التقليديين.
المثال الذي يثبت هذا الرأي هو موقف المؤسسة الدينية الرسمية في مصر وكذلك المؤسسة العسكرية اذ ان كلا منها يعادي تنظيم الاخوان، ولكن بنفس الوقت ليس عندهم اي مشكلة مع حزب السلفيين الذي لا مشروع حضاريا عنده وجل همه إطالة اللحى وتقصير الجلابيب. لهذا لم يتركوا تنظيم الاخوان في الحكم ليكمل مشروعه حتى لا يفضحهم، ويفسر ايضاً تكالب الأنظمة الدينية العربية على دعم عسكر مصر لإسقاط الاخوان.
ابو رامي الشامي- سوريا