قبور مجهولي الهوية في العراق تجاوزت الآلاف وهموم البحث عنهم اقسي من الحزن علي فقدهم

حجم الخط
0

قبور مجهولي الهوية في العراق تجاوزت الآلاف وهموم البحث عنهم اقسي من الحزن علي فقدهم

جثث مشوهة واخري لا تتسع لها مشرحة بغداد وميسورون يتبرعون بدفنها كسبا للثوابقبور مجهولي الهوية في العراق تجاوزت الآلاف وهموم البحث عنهم اقسي من الحزن علي فقدهمبغداد ـ القدس العربي ـ من هاني عاشور: تشير احصائيات عراقية الي ان عدد المفقودين في العراق خلال السنوات الثلاث المنصرمة تجاوز الآلاف نتيجة اعمال العنف الطائفي والتدهور الامني والعمليات المسلحة الامريكية، وتودع وزارة الصحة العراقية شهريا نحو مائة جثة في مشرحة بغداد ممن لا يراجع عليها أحد، فيما تم دفن آلاف الجثث في محافظات النجف وكربلاء وواسط لمجهولي الهوية، وغالبا ما لا يتم التعرف علي هذه الجثث بسبب احتراقها نتيجة انفجار سيارات مفخخة او عبوات ناسفة او العثور عليها مقطوعة الرأس ودون اية اثباتات رسمية تكون مع الضحية تدل عليه.وقد تبرع ميسورون عراقيون لمقابر النجف وكربلاء بمبالغ مالية لدفن آلاف الجثث التي يتم العثور عليها او استلامها من مشرحة الطب العدلي في بغداد، فيما عادت ظاهرة كانت مختفية في العراق منذ عشرات السنين الي الظهور وهي ما يسميها الناس (كفن غريب) اي التبرع لأجل دفن ميت غير معروف او غريب، وكانت هذه الظاهرة تبرز في مدن مثل النجف وكربلاء في الخمسينات ولكنها لاتتعدي دفن شخصين أو أقل أو اكثر في شهر او عدة شهور، الا ان الظاهرة اليوم تدفع بمئات الجثث يوميا.ويشير عراقيون الي انهم تلقوا اخبارا عن وفاة او مقتل ذويهم وانهم لدي مراجعتهم الطب العدلي لاستلام الجثة ودفنها كان يتم اخبارهم انها دفنت في مدينة كربلاء او النجف او اية مقبرة اخري في بغداد، ويتم عرض صور مئات الجثث امامهم للتعرف علي فقيدهم ومن ثم التعرف علي مكان دفنه.فيما يشير عراقي رفض الكشف عن اسمه انه شاهد قبل ايام جثة ابنه في مشرحة بغداد وتم الطلب منه القدوم في اليوم التالي لاستلامها، ولكنه في اليوم التالي لم يجد الجثة وتم اخباره بانها دفنت مع مجموعة من الجثث في مدينة اخري.وكانت آخر عملية دفن لضحايا عنف قد تمت في كربلاء بداية الاسبوع الجاري حيث تم دفن اكثر من 80 جثة لضحايا مجهــــولي الهوية، ويقول موظف في الطب العدلي انهم يقومون بحفظ الجثث مدة ثلاثة اشهر وحين لا تتــــــم المراجعة عليها يتم دفنها، لكن عراقيين ينتظـــــرون علي ابواب مشرحة بـــغداد يؤكدون ان الجثــــــث تدفــــــن بعد يومين او ثلاثة حيث لا توجد ثلاجات كافية لدفنها، واحيانا يتسبب انقطاع التيار الكهربائي الي تلفها بسرعة بعد ان تكون ممزقة اصلا بسبب الانفجارات ما يستدعي دفنها بسرعة.ومع ان العنف ازداد في العراق بشكل خطير حيث يقع يوميا اكثر من مئة ضحية بسببه لا زالت مشرحة بغداد علي حالها منذ تأسيسها في مطلع الثلاثينيات، وهي لا تتسع لأكثر من عشرين جثة اصلا.ومع مخاوف من العنف الطائفي يضطر الكثير من الناس لعدم مراجعة الطب العدلي لاستلام جثثهم، او يغفل ذووها عنها خاصة ان كثيرا من العائلات لا تتلقي نبأ مقتل ولدها الا بعد اسابيع، حيث يعتقد كثيرون انه مسافر او في رحلة عمل ببغداد لكن غالبا ما يكون قد قتل منذ وقت بعيد دون معرفة ذلك الا بعد تأكيد خبر مقتله من آخرين.وقد اصبحت هموم العثور علي الجثث اكبر من هموم الخوف من الموت او الموت نفسه، حيث لا تتمكن الكثير من العائلات من دفن ابنائها وغالبا ما يبحثون عنهم في مقابر مجهولي الهوية بعد فترة ليطلعوا علي صورته لمعرفته، اما اولئك الذين تكون جثثهم قد شوهت فلا احد يعرفهم او يسأل عنهم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية