نحن لا نضبط أنفسنا

حجم الخط
0

إن هجوم سلاح الجو على منطقة القنيطرة في فجر أمس يدل على أن اسرائيل نفت الشكوك وأن سوريا هي المسؤولة عن عمليات العبوات الناسفة الاخيرة التي كانت في جبهة هضبة الجولان ومنها العملية التي جرحت أول أمس اربعة من الجنود المظليين.
يعتقدون في اسرائيل أن قرار فتح جبهة على طول الحدود تم اتخاذه بعد سلسلة الهجمات التي نفذت في السنة الاخيرة في داخل سوريا بغرض احباط نقل الوسائل القتالية الى حزب الله. وليس واضحا هل تشارك المنظمة اللبنانية في العمليات الارهابية لكن بصمات جهات سورية رسمية واضحة لا لبس فيها ومنها الجيش السوري (اللواء 90 الذي يعمل في المنطقة التي نفذت فيها العمليات الاخيرة)، وقوات الامن العسكري المسؤولة عن التنقلات في المنطقة وقوة حماية الوطن. والاهداف التي هاجمها سلاح الجو أمس هي لهذه الجهات الثلاث.
تُبين الصورة عند اسرائيل أن المسؤولة عن العمليات جهات ارهابية يستعملها النظام. وللدلالة على ذلك يشيرون في جهاز الامن الى أن كل العمليات نفذت في المنطقة التي يسيطر عليها الجيش السوري في الوقت الذي لم ينفذ فيه عمل ارهابي على اسرائيل في المناطق التي يسيطر عليها المتمردون.
إن الهجوم الليلي الذي كان اول مرة تقصف فيها اسرائيل سوريا علنا مع تحمل المسؤولية منذ هوجمت معسكرات المخربين في منطقة عين صاحب في 2003 يرمي الى صوغ قواعد لعب جديدة في الحدود مع سوريا. وأرادت اسرائيل به أن تُبين لنظام الاسد أنها لن توافق على صوغ قواعد لعب جديدة على طول الحدود تشمل عمليات ارهابية دائمة على قوات الجيش الاسرائيلي.
ليس واضحا الى أمس هل سيغير الهجوم الذي كانت تصاحبه رسائل دبلوماسية ايضا، السياسة في دمشق أو يفضي الرد الاسرائيلي الى رد سوري آخر. وقد أوضح اشخاص رفيعو المناصب أن اسرائيل ستستمر على الاصرار على معادلة الرد على كل مس بسيادتها وأنها لن تضبط نفسها في المستقبل ايضا في مواجهة محاولات نقل وسائل قتالية متقدمة الى لبنان. وعلى خلفية عدم الاستقرار في سوريا والتزام نظام الاسد المتزايد لحزب الله وايران لتأييدهما إياه، فان المعنى المباشر هو أن سقف الرد الذي وضعه الجيش الاسرائيلي أمس قد يُمتحن مرة اخرى في المستقبل القريب.

اسرائيل اليوم 20/3/2014

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية