يعلون ليس حكيما

حجم الخط
0

تعالوا نسمي الولد باسمه: إما أن وزير الدفاع يعرف شيئا نحن لا نعرفه أو انه، وكيف نقول ذلك بلطف، ببساطة غبي. هكذا فقط يمكن شرح سلوك الوزير الاكثر أهمية في الحكومة والذي من شأن تصريحاته عن الادارة الامريكية ان توقع كارثة في العلاقة الاكثر اهمية، إن لم نقل الوحيدة، التي توجد اليوم لدولة اسرائيل.
بكلمات اخرى: فقط اذا ما كان الوزير يعرف ما لا يعرفه احد آخر في العالم على ما يبدو، وهو أن اسرائيل هي القوة العظمى الاكبر في العالم، وانها لا تحتاج لاي دولة اخرى لا من ناحية عسكرية ولا من ناحية سياسية، وأنه خلافا لما هو دارج التفكير، فهي ليست عبئا على كتف الولايات المتحدة بل بالعكس والتعلق الحقيقي هو في واقع الأمر للادارة الامريكية بحكومة اسرائيل وعندها فقط يكون تفسير للسلوك عديم المسؤولية لوزير الدفاع.
ولكن ولما كان هذا على ما يبدو ليس الوضع، ورغم الغرور الذي ينم عن تصريحات الوزير يعلون فاننا لا نزال دولة كل جهازها الأمني، من إطارات سيارات الجيب وحتى الطائرات المتملصة كله أمريكي، دون أن نتحدث عن اضطرارنا لان نحظى بالفيتو الامريكي في مجلس الامن، فانه لا مفر من ان نعترف في أن لدينا وزير الدفع غير حكيم.
لو أن هذا حصل مرة واحدة، لقلنا فليكن. ولكن يعلون اضطر من قبل الى الاعتذار على الاهانات التي وجهها لجون كيري. أم الان فانه يوجه سهامه الى الرئيس. وبالتالي ما العجب في أن ردود الفعل التي تأتي من الادارة الامريكية غير مسبوقة في حدتها.
وكي لا نتشوش: لا يمكن الاشتباه بيعلون بأي استراتيجية. لا يوجد هنا أي تعقيد متطور. من الصعب حتى الاشتباه في أن يعلون يقوم بتلاعب ما كي يعجب الجمهور اليميني. ففي صالح يعلون يمكن ايضا القول ان لسانه وقلبه متساويان. هذا لا يعني أن وزير الدفاع السابق، باراك، الذي كل خطوة له كان ينبغي تقشيرها مثلما يقشر البصل من أجل فهم ماذا يختبىء تحتها. ولكن هذه هي بالضبط المشكلة: يعلون يقول بالضبط ما يفكر به. وعندما يفكر وزير الدفاع هكذا شخص يعرف تعلق جهاز الامن الاسرائيلي بالولايات المتحدة حتى مستوى البرغي، فهذا دليل على أنه حقا لا يفهم جوهر العلاقات.
فليكن واضحا: لو أنه كان يلحق الضرر بنفسه فقط، ما كنا حتى لنكرس له سطرا واحدا. المشكلة هي أننا كلنا مشكوكون في هذا السيخ والمشوي. في أجهزة الامن الامريكية يعرفون كيف يتخذون العقوبات الرسمية حتى بسبب اخطاء الافراد. والثأر الامريكي ليس كاسحا. فهو يأتي حقنة إثر حقنة من التبريد وتخفيض درجة العلاقات، عبر تقليص التعاون وحتى الغاء الدوريات، التدريبات والزيارات.
ولكن السؤال المثير للاهتمام هو، مثلما هو دوما، أين رئيس الوزراء. هل سكوته يدل على انه يوافق على مواقف يعلون؟ التنديد العلني، هو أقل ما ينبغي لنتنياهو أن يفعله. اذا كان يريد أن ينقذ العلاقات الامنية الاهم التي لديه، فانه ملزم بان يدعو يعلون الى التزام النظام. اعتذار يعلون لا يكفي. ينبغي لنتنياهو شخصيا ان يعتذر للامريكيين على الاقل مثلما اعتذر هذا الاسبوع للاردنيين على مقتل القاضي.
علاقاتنا مع واشنطن لا تقل أهمية عن علاقاتنا مع الاردن.
يديعوت 20/3/2014

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية