اعدام الرئيس صدام بعدما فشل اعدام العراق

حجم الخط
0

اعدام الرئيس صدام بعدما فشل اعدام العراق

اعدام الرئيس صدام بعدما فشل اعدام العراق أخيرا انتهت أعمال أكبر محكمة تمثيلية هزيلة شهدها التاريخ الحديث.. انتهت محاكمة الرئيس العراقي الأسير صدام حسين ومعاونيه بسلسلة من الأحكام التي تراوحت بين السجن 15 عاما أو مدي الحياة وبين الاعدام. انتهت حين أصدر قاضي محكمة الدجيل رؤوف رشيد محمد حكما باعدام الرئيس صدام حسين شنقاً، معارضا بذلك رغبة الرئيس الأسير في الموت رميا بالرصاص . كذلك باعدام برزان التكريتي الأخ غير الشقيق لصدام حسين. وأيضا باعدام عواد محمد البندر. أما الاستثناء الوحيد فكان من نصيب محمد العزاوي الذي قالت المحكمة انه بريء لعدم توفر الأدلة ضده وحكمت باطلاق سراحه بعد تبرئته. طبعا هذه جاءت لتعطي انطباعا للعالم وكأن المحكمة عادلة وقانونية ولم تشبها شائبة منذ أسسها بريمر أول حاكم للاحتلال الأمريكي في العراق، والذي نهب ملايين الدولارات من ثروات الشعب العراقي قبل وعندما غادر ارض السواد. وقد تكللت المهزلة في المحكمة بقيام القاضي ـ الجلاد بطرد المحامي الأمريكي رامزي كلارك (وزير الدفاع الأمريكي الأسبق ومحامي الرئيس العراقي الأسير) من قاعة المحكمة. وكان نفس هذا القاضي ومن قبله الذين سبقوه في العمل في تلك المحكمة يمارسون القمع والمنع علي محامي الرئيس صدام ومعاونيه. وقد شاهد العالم مسرحية المحاكمة علي شاشات التلفزة. لذلك لا نري ضرورة لتكرار المهزلة عبر الكتابة عنها. ونترك الحكم للجمهور والقراء. أما الذي سنتحدث عنه هو المصلحة في اعدام الرئيس الأسير ومن معه من أسري العراق. فهل هناك مصلحة عراقية حقيقية في اعدام صدام حسين ومن هم معه؟ باعتقادنا لا يوجد مصلحة عراقية بل هناك مصلحة أمريكية بريطانية، لان بوش وبلير ومعهم حلفاؤهم في احتلال العراق وتدميره قد غاصوا عميقا في الوحل العراقي، ومطلوب منهم ومن أحزابهم الحاكمة الخروج من وحل العراق بانجازات وانتصارات. لكن كيف يحقق بوش او بلير تلك المعجزة وهما عاجزان حتي عن وقف ما يجري لجيشهما في وحل بلاد الرافدين؟ فالقتلي والجرحي والخسائر يومية ومستمرة وبلا توقف، ان كان من جانب الاحتلال الأجنبي او في صفوف الجيش العراقي وقوات الشرطة والعصابات الطائفية المسلحة التي تعمل في خدمة الاحتلال او زعمائها المرتبطين بدول عدوة للعراق وأخري لا مصلحة لها بوحدة العراق واستقلاله. كما أن هناك خسائر بشرية فادحة في صفوف المدنيين العراقيين، بلغت بحسب الأرقام التي نشرت مؤخرا حوالي 700 ألف قتيل عراقي. يعني تحرير العراق علي الطريقة الأجنبية من نظام البعث والرئيس صدام كلف حياة مئات آلاف العراقيين وآلاف الأجانب، وكلف أيضا تدمير العراق ونهب ثرواته ومتاحفه وقتل وتصفية مبدعيه وعلمائه ومثقفيه وقياداته الوطنية والقومية العسكرية والسياسية. وبدلاً من بعض السجون في زمن صدام صارت الأراضي العراقية كلها سجونا جماعية او مقابر جماعية. ففي زمن صدام حسين كان العراقي ينعم بأمن أفضل بكثير من أمنه هذه الأيام، وكان ينعم بالخبز والمال والنفط، ولم يكن يخشي علي حياته وحياة أطفاله ولا علي عرضه وعرض نسائه، اذ بعد احتلال العراق ووضع العملاء والفاسدين واللصوص والمخبرين والفاسدين علي سدة الحكم باسم الديمقراطية الأمريكية صار العراق عبارة عن وطن مسروق وثورة منهوبة وشعب يستعمل للتجارب الحربية والميدانية. وصارت فضائح وفظائع الاحتلال وأعوانه مضرب المثل في كل الدنيا، من صور أبو غريب وامتهان كرامة وشرف وعرض الأسري والأسيرات الي اغتصاب النساء والأطفال ثم قتل وحرق بعضهم بدم بارد.. هؤلاء الذين احتلوا العراق لأجل سرقة ثرواته واحتياطه النفطي وتدمير قدرته الحربية ومنعه من القيام بواجبة في حماية الأمة العربية ودوره في تحرير فلسطين ومواجهة خطر الصهيونية، والذين استبدلوا الحكم بوجوه عشائرية وتابعة والجيش بعصابات طائفية حاقدة ، تمارس الاجرام والارهاب بشكل يومي وتقتل المواطنين علي الهوية وتغتصب وتسبي النساء والأطفال باسم الديمقراطية الجديدة. هؤلاء هم من يريد انتزاع انتصار ولو اعلامي ووهمي يتمثل بقرار اعدام الرئيس الأسير. لأنهم بعد خسارتهم الحرب في العراق وخسارتهم الأصوات الانتخابية في بلدانهم صار لزوما عليهم تحسين صورتهم وتبديد المخاوف من فشل سياستهم. لكن شتان ما بين الوهم والحقيقة فاعدام صدام حسين لن يغير شيئاً في بلاد الرافدين، لأن المعركة في العراق ليست معركة اعدام أو عدم اعدام صدام حسين بل هي معركة اعدام العراق كله أو انقاذه من براثن الاحتلال الأمريكي البريطاني الأجنبي المسنود صهيونياً، كذلك هي معركة تحريره وانقاذه من عبث العصابات الطائفية المسلحة كفيلق بدر ولواء الذئب وقوات آل الحكيم وغيرهم من الارهابيين الطائفيين الذين يمارسون الاجرام والارهاب بشكل علني. ان المحكمة المذكورة تشكلت أساسا من اجل اصدار حكم باعدام صدام حسين ومن معه من المعتقلين. ولم يكن حكمها مفاجئا لأحد فهي ولدت من رحم الاحتلال الأمريكي لأجل القيام بذلك وتنفيذ أقذر المهمات. وقد شاهدنا مهازلها الكثيرة مع القاضي روزكار محمد ومن ثم مع القاضي رؤوف رشيد محمد.. وكنا ننتظر اللحظة السياسية أو الانتخابية الأمريكية التي ستكون صانعة قرار اعدام الرئيس صدام. وقد جاءت تلك اللحظة يوم أعلن عن زيارة مدير الاستخبارات العسكرية الأمريكية لبغداد بدون سابق انذار. فهذا الرجل جاء كي ينهي المهمة التي بدأت علي يدي بريمر أول حاكم أمريكي للعراق. لكن الحقيقة التي نعرفها هي واحدة وتوضح للجميع ان كذب بوش وبلير حول العراق في زمن صدام كان فظيعاً ولن تمحو آثاره الانتخابية قرارات جائرة مثل الحكم باعدام الرئيس صدام حسين ومن معه. فاعدام صدام سوف يزيد من اصرار الشعب العراقي علي رفض الاحتلال كما انه سيعزز دور المقاومة العراقية في اتباع طريق المقاومة والقتال لأجل جعل العراق اكبر مقبرة في التاريخ للمحتلين الأمريكان والبريطانيين. ہ كاتب من فلسطين يقيم في النرويج8

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية