نزلت اذا؟

تركتَ الموتى يدفنون موتاهم
و يغنون،
و نزلت كالغصة.

صدر امك تكوّز مجدداً
ليطعمك يا طري،
تكوّز عند موتك،
ليسحبك من تيه شفتيك
لب الذاكرة بياض يا غائب.

إنزل متمهلاً،
ولا تستعجل الرحلة،
دع الحداد يغلي حزن اشيائك و يتخمر.’

مسد السرو نزولا ،
الى الخواصر و الاحواض،
ضمد جذعه من’لهج التبريك’
الطويل و ان حضن يتلدد
و يهوج طرفه في الإبصار.

انفد الى بوابات الغبش
ولا تَسَلْ : أنهاية مفتوحة؟’
ام بداية تائهه؟
‘اخلط الوان الذاكرة بالنحاس
فكل ظل يختار لونه في النسيان.

تفرَّغ من أملك يا تواق،
‘عش في الرغبات،
فقط في الرغبات.

جذرك يتعقبك كسالب المعادلة،
‘و سيرتك متغير ‘جيب التمام’
غيبة ‘الحُجَة’ سَدَر المرايا
يرفعها ‘ظل زاوية’ ‘
‘او يأويها متحف دون جدران.

حاد و لاذع لعابك،
احتفظ به لاوقات الالفة في الذوبان.

صوتك يتخاوى مع
همس الاجواف
ولون عينيك
يختلط بشوائب البنيان المتناثر فوقك
‘ايض كلس و حمَّر و رهاب بوح و حداد.

وسِّع جلد ظهرك و’ عظم كتفيك
لتحمل الركام الذي نثرته
كل مرة غامرت بأهلك
‘و عنوان الخيمة
‘و شحذ الفأس
‘و وجهة السهم
إحمل يا مكسور
وانفلش تشذر سياط في الصدور.

العظام لا تبكي
يا حامي الرأس،
بل تعطي شكلا للخوف
وتصنع بئراً للفأل
لا تسبح هناك.

أهلك من طينة الغلاة
‘سيستعيدون روحك كلما
‘عدت في منام او غالبهم حظ،
و إن حصل و رأيت اباك بين خفة جفنيه
قل له: ‘ السياج المحكم يصنع جيرة طيبة’.

طارح موجة مغناطيس
تتشرد بين حقلين
أو نوبة عتاب تردح بين ذاكرتين.
او…
كن اذنا
‘تلتقط مغط اصوات الرغبات الزاحمة،
و عينا
تحدق في حرارة الاخلاط العمياء،
و زئبقا
يغرق في الاحواض اللبدة
و اصبعا
تتلمس احفور الامل في ‘رخام الانتظار’.


‘ولكنك لم تتعلم الانتظار في ماضيك،
مع انك مرصوفة
‘بكاء
‘و تذكر
و ترقب.

هكذا هي السردية،
نَشوة تغول في مدار الاحتمالات
و كلّ ٌأصغر من فَلْتِ اشيائه
وانت أصغرها يا مريد.

تستعيدك الاوقات الى طياتها تلصلصا،
وجعا في أحشاء الأحياء
‘و حليبا في ثدي امك،
‘ما من لحن ترقص عليه يا مترنح.

دع المطر يبري تلك العيون المالحة،
فليست كما تبدو الاماكن على الخرائط يا مهاجم
بل كما يتراءى على الصاري للبحار.

انت باب الحزن من طرفيه
أكمل نزولك.

جاور هذا العضوي،
كن حافز السماد الجامح،
حرك مزيج التعفن النشط
‘للعناصر القديمة.

افتح ذراعيك للاتجانس يا متماثل،
و صالب فكيك
لهذا العموم
المتحلل المشترك.

إن حالفك حظ ربما
‘يلتقطك رمث عظام تائه،
فِضْ أحماضاً ليدنو منك
فيلتقطك
تلك هي فتنة الصفح و حفَّاز الألفة.

لجوهرك ما يكفي من انقاض،
اسبح فيه و امتصه نثرات،
‘لا تزين كاحليك و معصميك
و لا ترخي أحاليلك في كلس الصخور
و تحسب انك ترسم عِلمَ وجودك يا مفترس.

لا ‘تستحث بلادة المخيلة
و تردد حكايا القاصيّن و’ بدع الغائبين،
شهوة الشقوق تألف
دِهن الرقاب
و عضل الصدر
‘و وتر الأفخاذ
تأجج يا جياب ‘و انزل.

ابعث رسائلك حفراً على الغبار ،
أزراراً و إبراً ومنامات :
أنا لاتاريخ لي،
ما كان يجمعنا
‘تشريح جيف،
سأعود يوما،
‘سأعود عندما تمطر سمكاً ،
إذهبوا الآن، إذهبوا،
اسبحوا بين السبب و الأثر
و تعلموا الحداد.

*شاعر لبناني

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية