اولمرت خان وعوده وضمه لحكومته وزيرا متطرفا لا يمكن وصفه الا بالجريمة الاخلاقية والسياسية

حجم الخط
0

اولمرت خان وعوده وضمه لحكومته وزيرا متطرفا لا يمكن وصفه الا بالجريمة الاخلاقية والسياسية

ليبرمان صعد للسلطة بعد الانهيار المعنوي لاحزاب الوسطاولمرت خان وعوده وضمه لحكومته وزيرا متطرفا لا يمكن وصفه الا بالجريمة الاخلاقية والسياسية الديمقراطية قادرة علي التغلب علي كل المصاعب ـ الحروب، الازمات الاقتصادية، البطالة والضائقة ـ ولكن علي عائق واحد لا يمكنها أن تتغلب علي مدي الزمن: فقدان ثقة المواطن. مصدر الازمة التي علق فيها المجتمع الاسرائيلي ليس في مجرد الفشل في الحرب، بل في رفض رؤساء الحكم الاعتراف بان الهزيمة كانت من فعل ايديهم. ليس النظام هو المذهب، بل الاشخاص الصغار الذين سقطت المنظومة السلطوية في ايديهم. منذ قيام الدولة، والنظام البرلماني ينجح في كل الاختبارات وفي كل التحديات، بما في ذلك الحروب الشديدة. الديمقراطية البرلمانية بعيدة جدا عن الكمال، ولكن خلافا للديماغوجيا من مدرسة الزوجين اولمرت – ليبرمان – فليست هي التي تتحمل مسؤولية تآكل الثقة في الحكم. السبب الحقيقي لتآكل الثقة ليس طبيعة النظام بل افلاس النخبة السياسية. ومن أجل ان ينزعوا عن أنفسهم وصمة الفشل فان الكثيرين في اوساطها، وعلي رأسهم ايهود اولمرت مستعدون لانتهاك التوازن اللازم بين السلطات وبالتالي ضعضعة اسس الديمقراطية الاسرائيلية ووضع حريات الفرد وحقوقه موضع تساؤل يتجاوز كل ما يمكن لمجتمع حر أن يحتمله. وحذار أن ننسي بأن اسرائيل ليست أمريكا. ولما خانت هذا النخبة كل وعودها، بدءا بالانطواء وحتي الاصلاح الاجتماعي، وعلقت بذلك في أزمة شديدة، فانها تدعو الي نجدة السياسي الاخطر الذي عمل ذات مرة في اسرائيل. رحبعام زئيفي هو الاخر كان عنصريا إرثه عار علي المجتمع الاسرائيلي ولكنه لم يتمتع بقاعدة قوة كتلك التي بلورها افيغدور ليبرمان. فلا يدور الحديث عن الشارع الروسي وحده، بل عن قدرة ليبرمان في أن يجند، بقوة الخوف وبالدفن في الطين في الكنيست وفي المحكمة العليا، احباطات الطبقة الوسطي الدنيا.هذا الدور كان محفوظا في الماضي لليكود، ولكن حركة بنيامين نتنياهو تمثل اليوم مصالح البرجوازية وليس مصالح الطبقات الضعيفة. وقد صعد ليبرمان علي هذه الموجة حتي قبل الحرب، ولكنه الان يستغل النجاح كي يملأ الفراغ الناشيء في اعقاب الانهيار المعنوي للوسط. وبالفعل، مع توجهه الي ليبرمان، فان اولمرت يعلن بان ليس في وسعه قيادة الدولة بنفسه. عمير بيرتس، من جانبه، يعترف بأنه ليس لديه القدرة السياسية والنفسية علي رد الحرب بالحرب. هذه المسيرة العادية التي تجري في اوساط نخبة مهزومة: من اجل انقاذ نفسها تميل الي استدعاء النجدة من الازعر. اولمرت وبيرتس يعرفان انهما فقدا ثقة الجمهور، وهما يعرفان بأن حرب لبنان الثانية، التي بدأت واديرت بشكل متسيب، كانت فشلا استراتيجيا كبيرا. القيادة السلطوية ترفض الاعتراف بمسؤوليتها وتحطم كل الارقام القياسية المعروفة في السخرية والافساد الجماهيريين.التاريخ الاوروبي علمنا بان التعاون بين سياسي محافظ مهزوم ومضروب وسياسي يميني متطرف وغير مكبوح الجماح، ذي مزاج دكتاتوري، يمكنه أن يكون فتاكا. هكذا يترسخ التهور في الشرق في قلب الاجماع الاسرائيلي ويمنح شرعية لمواقف قلة حتي في العالم العربي من رجال اليمين المتطرف يتجرأون علي التفوه به. كما أن من المعروف بان فقدان الثقة بالنخبة السياسية يشكل فرصة ذهبية للتآمر علي النظام نفسه: ليبرمان دخل الحكومة ليس كمساعد، بل بمثابة مصلح ومشرع يغير الانظمة من حيث الاساس. لقد كان معروفا دوما بأن اولمرت ساخر، ولكن قلة فقط توقعت ان يقوم بعمل سائب كهذا، ولا سيما عندما تدخل اسرائيل في اخطر مراحلها. فقد سبق للولايات المتحدة غير مرة أن هجرت اصدقاءها دون أن يرتجف لها جفن، وهربها المتوقع من العراق سيخلق واقعا جديدا في الساحة الاقليمية وفي الساحة العالمية. وأكثر من اي وقت مضي يحتاج الامر هنا الي خيال، رافعة، تروٍ، مسؤولية وقيادة ناضجة. علي هذه الخلفية وفي الظروف القائمة، فان العمل الذي بادرت اليه النخبة السياسية المتفتتة برئاسة اولمرت ليس اقل من جريمة اخلاقية وسياسية. زئيف شتيرنهل(هآرتس) ـ 27/10/2006

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية