الذين يقبعون خلف القضبان هم حقا من سيحررون هذا الوطن ووعيه وثورته مما كبلها وغل حركتها

حجم الخط
1

القاهرة ـ ‘القدس العربي’ إذا أخفيت كلمة ‘قطر’ من مانشيتات وعناوين صحف مصر ومقالات الكثيرين من كتابها على مدار اليومين الماضيين سينتابك يقين بأن الكلام عن إسرائيل، وليس عن تلك الدولة الصغيرة التي احترفت على مدار السنوات الماضية السباحة ضد التيار لخدمة قضايا، البعض يراها ضد مصالحه والبعض يعتبرها في كثير من الاحيان من صميم الدفاع عن الأمن القومي العربي، فقد واصلت صحف مصر تأجيج النيران والهجوم غير المسبوق على قطر، والدفع نحو مطالبة دول العالم العربي بالسير على خطا الدول الثلاث التي سحبت سفراءها من الدوحة، وكأن وظيفة تلك الصحف الرئيسية اشعال الحرائق بدلاً من ان تقوم بدور رجل المطافئ. تلبست العديد من الكتاب روح الانتقام، فقد خيمت على صحف الجمعة روح الشماتة والرغبة في الوقيعة بين دول مجلس التعاون الخليجي، وكأن تلك الدولة الصغيرة التي لعبت في ما مضى دوراً حيوياً في العديد من القضايا العربية، ومن بينها دعم الشعب الفلسطيني ودفع قيمة احتياجاته من الكهرباء، في الوقت الذي كان الآخرون يسحبون وعودهم ويحولون دون تقديم الدواء او ارسال المساعدات للقطاع، وسعت نحو القيام بدور لنصرة الشعب السوري. وجاءت عناوين الصحف كالتالي..’الوفد’ عنونت: ‘التميمي يترنح والمعارضة تتعهد باسقاطه حركة تحرير قطر موعدنا 30 مارس’. ‘الاخبار’: ‘قطر في انتظا ر التجميد عربيا والسفير المصري لن يعود للدوحة’. ‘الشروق’: ‘قطر خسرت الشرق الاوسط والعربي يسابق الزمن لاحتواء الازمة’. أما ‘الاهرام’ فكشفت عن مناقشة سحب السفراء الخليجيين من الدوحة على جدول اعمال الوزاري العربي. وقالت ‘الوطن’ ‘قطر تأمر القرضاوي بالتهدئة’.
ومن الاخبار التي تناقلتها بعض الصحف على استحياء توجيه طارق السويدان، الداعية الإسلامي الكويتي، التحية إلى دولة قطر، معتبرًا أن موقفها الرافض لما سماه ‘الانقلاب في مصر’ سبب نقمة ‘مؤيدي الانقلاب’ عليها. ومن الموضوعات الاخرى التي عرضتها الصحف متابعة قرارات الحكومة الجديدة وزيارات رئيس الوزراء للعمال في المصانع، ومتابعة الخطوات الاخيرة لترشح وزير الدفاع للرئاسة. ولازال الحديث عن اختراع علاج للايدز والكبد الوبائي يتوالى. واهتمت الصحف بالقبض على الساعدي القذافي. فيما انتقد المهندس حسب الله الكفراوي، وزير الإسكان والتعمير الأسبق ترقية السيسي لرتبه اعلى: ‘أنا زعلان من ترقية وزير الدفاع عبد الفتاح السيسي، إلى رتبة مشير، لأن منصب رئيس الجمهورية كان به عظماء برتبة ‘بكباشي’ مثل الزعيم الراحل جمال عبد الناصر، متسائلا: ‘فما فائدة رتبة المشير الآن؟ كنت أفضل أن يستمر برتبة الفريق أول’. ووصف الكفراوي، المشير السيسي بأنه شخص منظم وهادئ وله عقل ورؤية، وأنه يجمع بين دهاء السادات وخفة دم المشير عبد الحليم أبو غزالة وتجرده. وأكد الكفراوي، أنه مر بفترة اكتئاب شديدة ولكن منذ فترة عاوده الأمل من جديد.

قطر مرشحة لمزيد من العزلة

ونتحول نحو الازمة في الخليج بين قطر وشقيقاتها، التي يرى عادل السنهوري في جريدة ‘اليوم السابع’ انها مرشحة للتفاقم: الغضب الخليجي ربما تزيد حدته خلال الأيام المقبلة، إذا لم تعلن قطر التزامها باتفاقيات مجلس التعاون والتعهدات الأخيرة في قمة الكويت بالتخلي عن دعم التنظيمات والجماعات الإرهابية وطرد عناصرها، وعلى رأسهم يوسف القرضاوي، وإعادة النظر في مواقف قناة الجزيرة من قضايا المنطقة، خاصة الموقف من مصر بعد ثورة 30 يونيو/حزيران، وتحالف الدوحة مع الأنظمة المعادية ضد دول الخليج ومصر، وقطر تدرك جيدا أن الغضب الخليجي، وتحديدا القادم من الرياض، لن تستطيع تحمله، اقتصاديًّا وسياسيًّا واجتماعيًّا، واشتعاله لن يخدم العائلة الحاكمة في قطر، فقد أعلنت الرياض من قبل أن لصبرها حدودا، وحذرت الدوحة من نفاده، فاللعب في المنطقة ذات الطبيعة السياسية والاجتماعية والسكانية الخاصة يفوق قدرات وإمكانات ورهانات ‘دولة الجزيرة’ ويدفع بها إلى التهلكة الأكيدة مهما كان رهانها على واشنطن أو أنقرة أو تل أبيب، والصراع السياسي القديم والتقاطع في المواقف بين الدوحة والسعودية بعد تولي حمد بن جاسم الحكم وانقلابه على أبيه، لا تتجاهله الذاكرة السياسية لدول المنطقة، وتورط الدوحة في التنظيم السري للإخوان في الإمارات أشعل الغضب، الأيام القادمة تحمل غضبًا أشد على قطر إذا لم تسارع الدوحة للعودة إلى العقل والصواب، وطرد كل أئمة العنف والإرهاب من أراضيها، والتوقف الفوري عن دعم وتمويل الجماعات الإرهابية’.

هل يفعلها السيسي ويفرج عن المعتقلين؟

بات في حكم المؤكد ان يترشح وزير الدفاع عبد الفتاح السيسي في الانتخابات الرئاسية المقبلة، فهل بوسعه ان يقوم بمحاولات لابد منها لاعادة اللحمة مع الفرقاء، هذا ما يرجوه ناصر عراق في ‘اليوم السابع’: ‘حيث يدعوه للإفراج الفوري عن جميع السياسيين الذين لم تثبت إدانتهم في جرائم قتل المصريين، ولم تلطخ أياديهم بدماء شعبنا الطاهرة، فلا يمكن لرئيس جديد أن ينجح في مهامه ويجمع الشعب حول برنامجه إذا كان هناك (مظاليم) سياسيون في المعتقلات، والعمل فورًا على إعادة الانضباط للشارع المصري، خاصة القاهرة، التي صارت مأوى للفوضى والازدحام والصخب والقبح والقذارة، فلا يليق بمصر أن تكون عاصمتها التليدة بهذا الشكل المزري، وإيجاد الحلول السريعة لتحقيق قدر معقول من العدالة الاجتماعية، فلا يمكن أن يملك ثمانية مصريين فقط أكثر من 22 مليار دولار (وأكرر ثمانية مصريين فقط)، وفقا لقائمة فوربس كما ذكرت جريدة ‘الشروق’ أمس، بينما عشرات الملايين يعيشون تحت خط الفقر (1600 جنيه في الشهر كما جاء في تقارير الأمم المتحدة)’. ويطالب عراق السيسي ‘بالشروع في وضع خطة لمستقبل مصر وكيف سيكون حالها في عام 2050 أي بعد 36 عامًا، ويخيل إليّ أن التفكير في إنشاء عاصمة سياسية جديدة بدلا من القاهرة هو المدخل الصحيح لتجاوز المحن التي يعيشها المصريون كل لحظة، ولتبق القاهرة عاصمة ثقافية سياحية فنية فقط، نظرًا لتاريخها العريق وإمكاناتها المدهشة في هذه المجالات’.

هل كان موقف الرياض من أجل عيون مصر؟

لكن ما السر وراء القرار المتخذ من قبل الدول الثلاث تجاه قطر وهل له علاقه بدعم مصر، هذا ما يجيب عليه رئيس تحرير جريدة ‘الشروق’ عماد الدين حسين: ‘اغلب الظن أن القرار لم يكن حبا فقط في مصر والحفاظ على استقرارها، بل كان في الأساس بسبب وجود قناعة خليجية تبلورت في الشهور الأخيرة خلاصتها، أن السياسة القطرية صارت خطرا على الأمن القومي الخليجي والتركيبة السياسية والقبلية والدينية للمنطقة.. موقف الدول الخليجية من قطر ليس كرها في الإخوان، بل لأنهم صاروا يخشون من أن الدوحة لم تعد تكتفي فقط بمحاولة إعادة الإخوان لحكم مصر أو تهديدها عبر ليبيا، بل تجاهد في أن تأتي بالجماعة إلى داخل الخليج نفسه. هذا التخوف لم يعد هاجسا، بل صار واقعا طبقا لدبلوماسيين عديدين في السعودية والإمارات، خصوصا أن الأخيرة حاكمت وتحاكم خلايا تقول إنها تنتمي إلى الجماعة’. ويزعم عماد ان ‘العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبدالعزيز وخلال لقاء مع القادة الخليجيين في الرياض في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، جعل أمير قطر الشيخ تميم بن حمد يوقع على ورقة يتعهد فيها بعدم التدخل في الشؤون الداخلية للخليج ولمصر، وتم إمهال قطر ثلاثة اشهر، لكن الأخيرة تملصت من هذا التعهد مستغلة الحالة الصحية لبعض قادة الخليج’. ويشير الى انه تحدث لدبلوماسي بعد قرار سحب السفراء يرى أن ‘بلدان الخليج اقتنعت تماما أنه لم يعد هناك أمل في إصلاح السياسة القطرية الراهنة، وإنها بذلت جهودا جبارة منذ شهر يوليو/تموز الماضي لإقناع الدوحة بالتفريق بين المسائل الفرعية التكتيكية وبين القضايا الجوهرية الاستراتيجية. وفي تقدير هذا الدبلوماسي فإنه كان ضروريا بعث هذه الرسالة حتى تقتنع الدوحة بأن الأمر لم يعد محتملا وأن هناك ثمنا لابد أن يدفع’.

حكمة السعودية وراء حصار الدوحة

ومع مزيد من الآراء التي تغازل الدول الثلاث على قرارها، وهذه المرة يعبر عنه نادر بكار القيادي في حزب النور السلفي ويعبر عنه في جريدة ‘الشروق’: ‘إلا أن المملكة السعودية تحديدا صبرت على هذه الخطوة طويلا، فرغم موازين القوى التي تميل إلى صالحها بلا شك مقارنة بقطر، إلا أنها كانت حريصة على أن يخرج المشهد حاملا رسالة الاستبعاد الخليجي لقطر، بدلا من أن يجسد صراعا ثنائيا بين دولتين.. كان مهما جدا لدى القيادة السعودية أن تفوت َعلى النظام القطري ما كان يصبو إليه دائما من تأكيد الندية والمبارزة على الزعامة، فانتظرت بصبر وحنكة حتى يجتمع في صف واحد أكثر من حانق خليجي ينقم على القطريين، عبثا غير مسبوق بشأن جيرانه، لتأتي الرسالة صاعقة ومربكة إلى أقصى حد.. إجماع خليجي على نبذ النظام القطري وتعنيفه، أو هكذا أرادت له السعودية أن يظهر، على شكل إجماع خليجي لا انقسام فيه، فمن ذا الذي سيسأل عن مواقف الباقين أو بالأحرى سيراهن على مواقفهم إذا كان حلفا من أكبر المتضررين قد اتخذ قراره واكتفي الآخرون حتى الآن بصمت لن يفسر في مصلحة قطر قطعا’. ويرى بكار ان ‘المعطيات التي بين أيادينا حتى اللحظة الراهنة لا تؤشر الى احتمال تراجع قطري مرتقب، قدر ما تشير إلى مزيد من التحدي والعناد، ونفس المعطيات تشير إلى أنها أيضا لن تكون ورقة الخليج الأخيرة ضد النظام القطري، لكن يمكن اعتبارها الخطوة التصعيدية المعلنة الأولى في صراع خليجي قطري لن ينتهي في المستقبل القريب’.

اللصوص يهتفون أيضاً للسيسي

كثيرون هم اولئك الذين ارتكبوا آثاماً في حق المصريين وثورتهم الاخيرة لكنهم يسعون لركوب الموجة الآن املاً في تحقيق المكاسب، وهذا ما يشير اليه رئيس تحرير ‘الأهرام’ محمد عبد الهادي علام: ‘هناك قطاع يريد تصفية حساباته مع ثورة 25 يناير، ويعتقد أن ثورة الشعب في 30 يونيو ستغطي على فساده ويصيبه الارتباك كلما أكدت قيادات الدولة أن ما فعله الشعب في العام الماضي هو تكملة لأهداف ثورة يناير، التي رفعت شعار ‘عيش، حرية، عدالة اجتماعية’، وفي إطار حالة اليأس التي تنتاب الفريق السابق لا يتورع بعض أنصاره عن السعي لهدم بعض مؤسسات الدولة، التي تمثل القوة الناعمة، كالمؤسسات الثقافية والاعلامية، بعدما فشل آخرون في هدم مؤسسات القوة الصلبة، وبعدما استعاد جهاز الشرطة الوطني عافيته كمؤسسة وطنية تنحاز للشعب.. هؤلاء لا يتورعون أيضا عن تبني خطاب جماعة الإخوان، والتنسيق معها، لإحداث مزيد من الوقيعة والفوضى والفتنة الطائفية في ربوع مصر، مع سعي محموم لشن حروب قذرة على شخصيات وطنية من أجل العودة لمواقع القيادة والسلطة’. وينتقد علام هذه الرسائل لانها مكشوفة ويرى ان ‘كل فئات الشعب في حاجة إلى إدراك خطورة ما يجري من بعض المتلونين وأصحاب المصالح والباحثين عن أدوار اعتقادا منهم أن ركوب موجة الثورات والتغيير سوف ينطلي على الجماهير التي وثقت في فرصة حقيقية للتغيير وسوف ينالها الإحباط واليأس وهي ترى تلك العناصر ‘المزيفة’ تتنفع من الابتزاز حتى تفرض مصالحها الخاصة على الجميع’.

مغرمون بالعسكر
بعد أن كانوا من أهم منتقديه

والمتأمل لصحف الجمعة سيرى مزيدا من حالة الغرام بكل ما هو ‘كاكي’ اللون وهو لون زي العسكر، سنجد كتاباً وإعلاميين لطالما هاجموا المجلس العسكري يرتدون على اعقابهم ويعلنون مبايعة وزير الدفاع رئيساً، لنرى في هذا السياق ما يقوله الاعلامي الكبير حمدي قنديل في جريدة ‘الشروق’ الذي طالما هاجم قيادات الجيش عقب الثورة قال الإعلامي حمدي قنديل: إن الشعب المصري الآن يريد شيئين متناقضين وهما الاستقرار وتحقيق أهداف الثورة، لافتًا النظر إلى أنه يرى أن التركيبة الحالية للحكم والمتمثلة في الرئيس الموقت عدلي منصور والمشير عبد الفتاح السيسي وزير الدفاع والإنتاج الحربي هي الأفضل من وجهة نظره. وأضاف قنديل في تصريحاته التي نقلتها الصحيفة عن لقاء تلفزيون أنه كان يفضل أن يحتفظ المشير السيسي بمنصبه وزيرا للدفاع ولا يترشح لرئاسة الجمهورية، معللا ذلك أنه ببقاء السيسي في منصبه سيبعد ظنون انحراف الدولة عن الحكم المدني. وبسؤال عن موقفه خلال الانتخابات الرئاسية المقبلة في حال ترشح المشير عبد الفتاح السيسي وحمدين صباحي، قال قنديل: انه معجب بحمدين صباحي وأفكاره، وأنه كان يود أن يصبح صباحي رئيسًا، مشيرًا في الوقت ذاته إلى أنه معجب بموقف السيسي في 30 يونيو وتابع: ‘ولكن مع ترشح حمدين والسيسي.. سأقف وراء المشير السيسي وسأختاره رئيسًا انحيازًا للإرادة الشعبية’: ‘الموقف المثالي بالنسبة لي هو أن أدعو لحملتي صباحي والسيسي، ولكن مهما كانت النتيجة اتصور أنه سيكون هناك توليفة ما بين حملتي السيسي وصباحي’.

على مصر عدم التهور وبيع
تحالفاتها لصالح أطراف دولية أخرى

ولا يمكننا بأي حال ان نغض الطرف عن اولئك الذين يهيلون المعجزات على وزير الدفاع بسبب مهارته التي لا يباريها الرئيس الامريكي بجلالة قدره.. محمود سلطان في جريدة ‘المصريون’ يسخر من منافقي الاعلام: ‘هل سيبقى إعلام في مصر، يتحدث عن زيارة السيسي لروسيا.. التي ـ كما قال إعلام الست ‘سما المصري’ ـ أصابت ‘أوباما’ بالجلطة.. وأدخلت ‘كاميرون’ غرفة العناية المركزة في مستشفى ‘ويلينغتون’ بلندن.. وأصابت الرئيس الفرنسي ‘هولاند وأولاند’ بالشلل.. وحشدت الملايين من الألمان في ميدان ‘براندنبورغ’ وسط برلين قلقا على مستقبل بلادهم ونفوذها بعد زيارة السيسي لـ موسكو؟ وإذا كان في الإعلام المصري، شوية ‘جهلة’.. يتزلفون إلى المشير بأي ثمن، حتى لو تحولوا إلى ‘خرفان’ ـ من الخرف ـ فإنه من المفترض أن بالدولة مؤسسات بحثية قريبة من أوعية وقنوات صناعة القرارات السيادية الكبرى.. فإين كانت تلك المؤسسات قبل أن تقع فأس أوروبا الغربية والولايات المتحدة على رأس الدب الروسي الأحمق في أوكرانيا.. وكيف لم يستشرفوا مثل هذا الصدام الذي كانت التطورات المتلاحقة تشير إلى أنه صدام حتمي وسيفضي إلى خريطة جيوسياسية جديدة، تفرض على مصر الرصانة والحكمة وعدم التهور وبيع تحالفاتها لصالح أطراف دولية أخرى؟ مصر تعيش حاليا أزهى عصور ‘العك’.. الذي يلوش هنا وهناك بلا رؤية ولا حتى ضمير مهني أو وطني.. ولا يعبأ بأساسيات الأمن القومي وثوابته المستقرة منذ أنظمة حكم الأسر الفرعونية القديمة.. ولعلنا تابعنا يوم مساء أمس الأول 4 مارس/اذار 2014، حفلات ‘الزار’ الليلية التي قدمت تقسيمات ‘عبثية’ على سيمفونية قرار مصر اعتبار حماس ‘حركة إرهابية’. ظن ‘الخرفان’ على الفضائيات بأنهم قادرون على مناظرة قادة حماس المدربين جيدا على الجدل وقواعد الاشتباك اللفظي والحوارات الإعلامية’.

كتاب البيادة يغرقون في الثراء الفاحش

ونعود للمعارك الصحافية وهذه المرة يقودها ضد الكتاب الموالين للعسكر محمد حلمي قاعود في جريدة ‘الحرية والعدالة’: ‘يجب ألا نستغرب من كُتاب البيادة دفاعهم الرخيص عن الديكتاتورية العسكرية وعصفها بالحريات والكرامة الإنسانية وإلقاء الديمقراطية في سلة الزبالة. فكتاب البيادة يدافعون عن أنفسهم منذ ستين عاما وعما يتمتعون به من امتيازات تتفاوت حسب المستوى. هناك من تُفتح لهم الأبواب، ويقف الحُجَّاب على مكاتبهم، ولهم سيارات بسائقين في الليل والنهار تتنقل بهم بين بيوتهم وصحفهم، ولهم عقود بعشرات الألوف ومئاتها، ويُمنحون نوافذ إضافية تجلب لهم المزيد في التلفزيون والإذاعة والمؤتمرات واللجان والاتحادات ومجالس الإدارات وغيرها، وهناك من تتحدد قيمته بقدر ولائه ومواهبه الأقل فيأخذ منصبا متوسطا أو متواضعا، ومن أجل الامتيازات واستمرارها فكتّاب البيادة كذابون ومدلسون ومضللون ومنافقون، وأمام من لا يعرفهم متغطرسون متعجرفون، وإن كانوا في أعماقهم يشعرون بالدونية والتفاهة والضعة والهوان!’. ويتابع قاعود: ‘كان من الطبيعي أن يحدث لهؤلاء المرتزقة اهتزاز كبير في ظل حكم الرئيس المنتخب محمد مرسي فكّ الله كربته فالرجل لا يحتاج إلى جوقة تهتف له أو تتغنى بشمائله أو تنزله منازل الأنبياء والقديسين، كما كان يحدث للسابقين عليه أو اللاحقين له. ولا يحتاج لمن يهجو خصومه أو ينال منهم؛ لأن أخلاقه الإسلامية تترفع عن ذلك وتسمو. الرجل جاء ليخدم الشعب كله، ووقف بمثاليته ليقول للناس: لكم كل الحقوق وليس لي حق’.

قضية ولاية المسيحي
على المسلم تشتعل مجدداً

والى معركه نشبت بسبب تصريحات للداعيه ياسر برهامي القيادي في حزب النور السلفي الذي اكد مؤخرا عدم جواز ولاية غير المسلم على المسلم، وهو ما يرفضه احمد عبد التواب في جريدة ‘التحرير’: هذه هي الأفكار الحقيقية لحزب النور، وقد سجّلها صراحة في لجنة الخمسين، وسعى بكل الجهد إلى إقرارها، ولم ينخدع أحد بالمرونة التي أبدوها في المناقشات وعند التصويت على الصياغة النهائية التي لم تعتمد أفكارهم، ولكن كان التفسير الراجح لدى قطاعات كبيرة من الرأي العام أن حزب النور بدأ يتعلم من السياسة أنه لا يجوز أن تُصرّ على كل طلباتك دفعة واحدة، وأنه ينبغي التمهّل وترتيب الأولويات، خصوصا في ما يتعلق بالطلبات الحدّية التي تُواجَه برفض عام، وكان الظن أن حزب النور أرجأ التمسك بتطبيق بعض أفكاره إلى وقت ما في المستقبل، بافتراض أنها قابلة يوما للتطبيق في مصر، والسؤال الآن: ما الذي جدّ خلال هذه الأسابيع القليلة منذ الموافقة على الدستور، وبرّر لإفتاء حزب النور الآن أن يطرح أفكاره الخلافية مع الاتجاه العام الذي يفزعه تطرف رموز التيار السلفي ضد الآخرين، ليس فقط ضد المسيحيين وإنما ضد الشيعة والبهائيين والمتصوّفين.. وغيرهم؟’. يضيف عبد التواب ‘يبدو أن أخطاء الحساب هي التي ورّطت القطب السلفي وزيّنت له أن يقول ما قال، ظنا منه أن ظروف الانتخابات الرئاسية والبرلمانية مناسبة مواتية لابتزار المرشحين بوضعهم في مواجهة مع قطاع من بسطاء الناس ينساقون وراء حزب النور وينجذبون إلى خطابه، وربما يرى أن المرشحين إما أن يتغاضوا عن كلامه، فيكسب أن المسألة قد طُرحت ولم يعترض عليها أحد، أو أن يكون المكسب مضاعفا إذا استسلم بعض المرشحين ونادوا بما ينادي به! وبالمناسبة، ما رأي السيسي وصباحي في هذا الكلام؟’.

الأزهر يرفض عرض
فيلم يجسد شخصية النبي نوح

من الاخبار التي اهتمت بها الصحف المصريه امس قرارتجديد الأزهر رفضه لعرض أي أعمال تجسد أنبياء الله ورسله وصحابة الرسول، مؤكداً أن ‘هذه الأعمال حرام لأنها تتنافي مع مقامات الأنبياء والرسل، وتمس الجانب العقدي وثوابت الشريعة الإسلامية، وتستفز مشاعر المؤمنين’، وذلك بعد أنباء عن عرض الفيلم الأمريكي الذي يجسد فيه النجم راسل كرو شخصية النبي ‘نوح’. وقال الأزهر، في بيان أمس، إن ‘الدكتور أحمد الطيب، الإمام الأكبر وشيخ الأزهر، وهيئة كبار العلماء ومجمع البحوث الإسلامية، اتفقوا على عدم جواز عرض الفيلم الذي أُعلن عن عرضه قريباً عن شخصية النبي نوح – عليه السلام- الذي يتضمن تجسيداً لشخصيته، معتبرين أنه أمر محرم شرعاً، ويمثل انتهاكاً صريحاً لمبادئ الشريعة الإسلامية التي نص عليها الدستور’، مطالباً الجهات المختصة بـ’منع عرض الفيلم، باعتباره المرجعية في الشؤون الإسلامية وفق الدستور’. وأوضح الدكتور عباس شومان، وكيل الأزهر، أن الأزهر هو المنوط به أمور الدعوة حسب نصوص الدستور الجديد، وهو الحارس الأمين لها، سواء بالدستور ومن دون الدستور، خاصة ما يتعلق بأحكام الشريعة الإسلامية، وبالتالي يلزم على جميع الجهات والأجهزة الحكومية وغير الحكومية عدم تجاوز رأي الأزهر في ما يُطرح من قضايا تمس العقيدة. ولفت شومان إلى أن الأزهر يعترض اعتراضاً واضحاً وصريحاً على عرض هذا الفيلم الأمريكي داخل مصر، ويطالب وزارات وجهات الاختصاص باتخاذ اللازم لمنع عرضه، كما سيتخذ الأزهر ما يلزم من إجراءات لمنع العرض نهائياً.
الشيخة موزه تحب مصر
وشعبها وتتألم لما يحدث

والى تصريحات مهمة كشف عنها الدكتور سعد الدين إبراهيم، مدير مركز ابن خلدون للدراسات الإنمائية، حيث اكد قيامه بوساطة بين الجانبين المصري والقطري، بمشاركة بعض المثقفين العرب لحل الأزمة الحالية بين البلدين، كاشفاً عن لقائه بالشيخة موزة زوجة الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، أمير دولة قطر السابق، ووالدة تميم بن حمد الأمير الحالي للدولة. وقال خلال حواره مع الإعلامي عمرو عبد الحميد، مقدم برنامج ‘الحياة اليوم’ على قناة الحياة، إن الشيخة ‘موزة’ تحمل شعور محبٍ لمصر، وتشعر بالحزن والأسى لما يتناوله الإعلام المصري والقطري لما يحدث بالبلدين، مضيفاً: ‘والدة أمير قطر أبلغته أثناء اللقاء، أن سبب أزمة بلادها مع مصر أن العديد من عناصر جماعة الإخوان المسلمين استوطنوا قطر، ويقودهم أحد الأقطاب الكبرى بالجماعة، وهو الدكتور يوسف القرضاوى’. واكد أنه ناشد السلطات القطرية منع ما تبثه قناة الجزيرة من إشاعات حول الأحداث في مصر، وما يقوم به الشيخ القرضاوى من تحريض في خطبه، وأكد أنه يسعى لوساطة شعبية بين المثقفين المصريين والقطريين لاحتواء التوتر الموجود بين البلدين، حتى لا يصل إلى مرحلة الاستعداء بين الشعبين، مؤكدًا أنه يسعى لتعجيل عقد اللقاءات بين المثقفين من الشعوب العربية، على رأسهم المصريون والقطريون لحل الأزمة الحالية بين البلدين. وأوضح رئيس مركز ابن خلدون أن المعلومات التي يمتلكها تشير إلى أن الحكومة القطرية طلبت من عدد من قيادات الإخوان الموجودين لديها مغادرة الدوحة، وتركت لهم حق الاختيار في الذهاب إلى أي دولة متابعاً: ‘إن ترك قطرلعدد من قيادات الإخوان السفر خارج البلاد محاولة محدودة لإرضاء مصر والكثير لجأوا إلى تركيا’. واضاف إبراهيم أن دولة قطر تؤمن أن لديها رسالة، ولكن رسالتها لا ترضي الجميع بما فيها دول الخليج، مضيفاً: ‘جماعة الإخوان أهم ما يشغلها مصالحها وليست قطر، مضيفاً: ‘الإخوان حفروا لأنفسهم بئرًا ووقعوا فيه، بعد ما ضيعوا فرصتهم بالتصالح مع الشعب المصري’.

يوما ما سيسجن المعتقلون جلاديهم

والى صوت يغرد وحيدا في جريدة ‘المصري اليوم’ هو صوت حسام مؤنس منددا بما آل اليه حال آلاف المعتقلين بعد ثورة الثلاثين من يونيو: ‘يخطئ هؤلاء الذين يدعون أنه لا معتقلين في مصر الآن، وإنما متهمون، فمئات الشباب، وربما الآلاف منهم، يقبعون خلف القضبان، لا لشيء إلا لأنهم عبروا عن رأيهم المضاد، لاستعادة سياسات دولة مبارك، وهم متهمون بأشرف تهمة، وهي الانتماء للثورة التي أسقطت هذا النظام، فلا هم كانوا يوما مجرمين، ولا كانوا يوما عملاء، ولا كانوا يوما تابعين للإخوان، بل كانوا طرفا شريكا في إسقاطهم، ولا كانوا يوما إرهابيين يحملون سلاحا، ويمارسون عنفا. ويخطئ هؤلاء أيضا حينما يتصورون أنهم يستطيعون الاستمرار في ظلمهم كثيرا، وحينما يعتقدون أن مخططهم في تضليل الشعب وتزييف وعيه سيواصل نجاحه، فأسْرُ هؤلاء وما يلاقونه من عنت وشعور بالظلم مجرد نواة، وفي مصر الآن آلاف الأسر التي تدرك حجم ما يجري من ظلم وتلفيق لشباب انتمى للثورة وحلم بوطن أفضل وأجمل، وهذه الدائرة تتسع يوما بعد الآخر، ولم يعد ممكنا استمرار إخماد الشعور بالظلم الذي هو بذاته أكبر جريمة تخلق تربة للتطرف والعنف والإرهاب، رغم أن منفذيها يكذبون بادعائهم أنهم هكذا يواجهون الإرهاب! هذه دولة فاشلة، وسلطة فاشلة، تلك التي لا تدرك الفارق بين الإرهابي وبين صاحب الرأي، والتي تتناسى أنها جاءت بفضل إرادة شعبية ثورية شارك فيها هذا الشباب بدور رئيسي ومبادر، والتي تعيد إنتاج نفس السياسات والخطايا بنفس الأسلوب، من دون أن تتعظ من درس سابقيها.. أما هؤلاء الذين يقبعون خلف القضبان، فهم حقا من يحررون هذا الوطن ووعيه وثورته مما كبلها وغل حركتها، وغدا سوف يتحررون، ويسجنون سجانيهم. وإن غدا لناظره لقريب’.

قتل مطلقته حتى
يقول له الناس… أنت راجل

والى صفحات الحوادث ونختار منها هذه الجريمة المفجعة حيث جلس الزوج يرقب أطفاله الأربعة أثناء لهوهم بينما تُذرف الدموع من عينيه فالقرار الذي اتخذه قاسياً، لكنه سيشفي جراحه، ليصبح رجلاً بمعنى الكلمة وسط أهل قريته.. انتفض قائماً من مقعده وأخذ سكين المطبخ وأخفاه بين طيات ملابسه، تاركاً أطفاله لمصيرهم وتوجه إلى منزل مطلقته التي اختفت من على وجهها كل المشاعر وهي تسقط على الأرض أمام باب شقتها غارقة في دمائها، بعدما اخترق نصل السكين بطنها ومزق أمعائها وسط صراخ وعويل الجيران والأهالي. وأمام النيابة، اعترف الزوج بجريمته وأن زواجه منها كان خطأ كبيرا بعد أن توفت زوجته الأولى، أم فلذات كبده، وبعد أن احتدمت بينهما الخلافات واستحالت العشرة الزوجية قام بتطليقها، لكن تردد على مسامعه سوء سلوكها، مما أثار حفيظته، حيث كانت نظرات أهل القرية تلاحقه، مما اشعره بالذنب أنها كانت زوجة له في يوم من الأيام. قرر وكيل النائب العام حبس الزوج أربعة أيام على ذمة التحقيقات، وصرح بدفن جثة المجني عليها بعد العرض على الطب الشرعي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول Abu Mousa:

    مطلقته ….كانت نظرات أهل القرية ?? اشعره بالذنب أنها كانت زوجة له في يوم من الأيام??? قتل مطلقته ????!!! راجل …

إشترك في قائمتنا البريدية