مخيما ‘الحندرات’ و’العائدين’ للفلسطينيين في سوريا ما بين التهجير وعودة الحرب

حجم الخط
1

غازي عنتاب (تركيا) ـ ‘القدس العربي’ بدأت المخيمات الفلسطينية في حلب (شمال سوريا) وحماة (وسط البلاد) تعيش حالة من القلق والهلع بعد تصعيد القصف الجوي على الأول وسط موجات نزوح نحو الحدود السورية التركية، وإعادة التمركز العسكري والأمني في الثاني، في الوقت الذي وصل عدد المدنيين في مخيم اليرموك ممن لقوا حتفهم بسبب الجوع إلى حوالي 126 شخصا.
وقال ايمن فهمي أبو هاشم، منسق دعم شبكة المخيمات الفلسطينية في سوريا لـ ‘القدس العربي’، إن ‘الناس اضطرت للنزوح عن المخيم بسبب استمرار القصف بالبراميل المتفجرة من قبل طائرات النظام السوري، وقد اتجهت أغلب العائلات النازحة الى الحدود التركية، حيث تتولى شبكة دعم المخيمات الفلسطينية استقبالهم وتأمين مراكز إيواء مؤقتة لهم’.
وحذر ناشطون فلسطينيون من مخطط لتفريغ المخيم من سكانه الفلسطينيين وتهجير أهله، بعد فترة من الهدوء النسبي التي شهدها المخيم في الأشهر الأخيرة.
وأنقسم الموقف الفلسطيني، من النظام السوري السياسي والعسكري والطرف المعارض له، بين مؤيد ومعارض كحال السوريين في الداخل، وتعتبر ‘القيادة العامة’ بقيادة أحمد جبريل من أبرز المقربين من النظام السوري في حربه على المعارضة.
وتعرض مخيم الحندرات، الواقع شمال محافظة حلب، للصقف بصواريخ أرض – أرض مساء أول أمس، مما أسفر عن دمار كبير طال أكثر من عشرة منازل في ‘حارة الجبل’، وكما ألقت طائرات النظام البراميل متفجرة على المخيم أدت إلى مقتل مدني وطفلين.
وقالت مجموعة ‘العمل من أجل فلسطينيى سوريا’ الحقوقية، ومقرها لندن، إن ‘عدد اللاجئين الفلسطينيين الذين قتلوا منذ اندلاع الصراع فى سوريا فى منتصف أذار/مارس 2011 وحتى 22 من شهر شباط/فبراير الجارى بلغ 2072 قتيلا’.
وأكد أبو هاشم، على أن’قوات النظام السوري تعيد تموضعها على مداخل ومخارج مخيم العائدين في حمص وتقوم بحملات دهم وتفتيش واعتقال، بعد فترة من الهدوء الحذر الذي عاشه المدنيين في المخيم’.
ووصل عدد المدنيين الفلسطينيين الذين لقوا حتفهم في مخيم اليرموك (جنوب العاصمة دمشق) جراء الجوع ونقص المواد الغذائية إلى حوالي 126 شخصا (بحسب اتحاد شبكات أخبار المخيمات الفلسطينية). حيث فرض على مخيم اليرموك منذ 240 يوما من الحصار الخانق جدا من قبل ‘القيادة العامة’ و’قوات فتح الإنتفاضة’ وقوات النظام السوري. وأشار أبو هاشم، إلى أن ‘هناك مخاوف كبيرة لدى الأهالي من دخول المخيم في توتر وتصعيد أمني بعد مرحلة الهدوء التي عاشها منذ عدة أشهر’.
ويبلغ عدد سكان المخيم حاليا 40,000 نسمة، منهم 20 ألف نازح سوري لجؤوا الى المخيم من أحياء ‘باب عمر’ و’باب الدريب’ و’الوعر’ و’الخالدية’ و’جورة الشياح’ وهو شكل طيلة الفترة الماضية مكانا آمنا للنازحين بعد الدمار التي شهدتها تلك الأحياء.
وأوضحت مجموعة ‘العمل من أجل فلسطينيى سوريا’ إن الجزء الأكبر من الضحايا كان فى مخيم اليرموك (جنوب دمشق) الذى بلغ عدد ضحاياه (840)، ثم مخيم درعا (جنوب سوريا) الذى وصل عدد قتلاه إلى (163) لاجئا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول azebadel+ Algeria:

    أكبر خطيئة ترتكبها القيادات الفلسطينة هو تأييدها لطرف من أطراف النزاع٠فمهما تكون نهاية الصراع ففلسطينون سيدفعون الثمن٠ للأسف هناك من القيادات الفلسطينية من يستجيب إلى دعوات بعض التيارات السياسية و الإعلامية الخبيتة لزجه في صراع ليس له فيه لا ناقة و لا جمل في ظل تنامي التيار الموالي لإسرائيل من المحسوبين على العرب والذي يتمنى التخلص من هذه القضية بأي طريقة٠

إشترك في قائمتنا البريدية