اعتصامات في نواكشوط احتجاجا على توقيف قيادي معارض واتهام الإعلام الخاص بالتحريض

حجم الخط
0

نواكشوط- ‘القدس العربي’ من: : واصلت الجهات الأمنية الموريتانية أمس الأربعاء تحقيقاتها المرصودة على نطاق واسع، للعثور على من قام قبل ثلاثة أيام، بتمزيق نسخ من المصحف الشريف. وتعتمد التحقيقات أساسا على معلومات أدلى بها شاهد عيان، وأكد أن الجناة هم أربعة شبان يستقلون سيارة من نوع ‘تويوتا/هايلكس’.
وفي إطار التحقيقات أوقفت الشرطة إمام مسجد خالد بن الوليد في تيارت (شمال نواكشوط) الذي كان مسرحا للحادثة، كما أوقفت مؤذن الجامع ذا الجنسية الغينية للاستماع إليهما، فيما كثفت قوات الأمن دورياتها داخل العاصمة وفي منافذها.
وجدد الشيخ محمد الحسن ولد الددو كبير علماء موريتانيا في فتوى وزعها أمس اتهامه ‘لليهود ومن يوالونهم بحادثة تمزيق المصاحف’، داعيا ‘وسائل الاعـــلام الرســمية والحرة لالتزام الصدق والعدل وتجنب التحريض والإفساد’.
وكان آخر مظاهر الاحتجاج في هذه الأحداث، شعارات مناوئة للحكومة رافقت أمس تأبين الشاب الموريتاني أحمد ولد حمود الذي توفي خلال المواجهات بين الشرطة والمتظاهرين.
وتعيش العاصمة نواكشوط حالة ترقب وتخوف من ظهور حالة مماثلة أخرى قد تشعل احتجاجات لا يمكن السيطرة عليها. وأكدت دعوة السفارة الأمريكية بنواكشوط أمس لموظفيها بلزوم مساكنهم إلى إشعار جديد، استمرار تخوف المراقبين من حدوث انفلاتات في بلد دفعت به الأحداث المتلاحقة لتوتر شديد.
هذا وأدى استمرار توقيف الأمن الموريتاني لمحمد ولد قدور، الأمين الاتحادى لحزب تكتل القوى الديمقراطية المعارض، لاختلاط حادثة المصاحف بالسياسة حيث تابع مناضلو حزب التكتل أمس اعتصامهم أمام مفوضية الشرطة التي يسجن فيها القيادي.
وأكد حزب التكتل في بيان وزعه أمس ‘أن اعتقال القيادي قدور جاء إثر قيامه بتوفير صهريج ماء لمجموعة من المواطنين المعتصمين أمام مسجد ابن عباس، فى إطار موجة الاحتجاجات التى تشهدها البلاد، جراء تدنيس المصحف الشريف’.
واعتبر البيان ‘أن مثل هذا التصرف أصبح معهودا لدى النظام بغية لفت الأنظار عما يقوم به من قمع وتنكيل بالمواطنين الأبرياء، كلما مارسوا حقهم فى التظاهر السلمي، المكفول فى الدستور’. وأشار البيان إلى أن ‘التصرفات القمعية الأخيرة للنظام أدت لاستشهاد شاب وجرح العشرات من المواطنين العزل واعتقال العديد منهم، لا لشيء إلا لأنهم أصروا على التعبير عن مشاعرهم إزاء الجريمة النكراء، المتمثلة فى تمزيق كتاب الله عز وجل ووضعه فى مكان لا يليق به’.
ودان حزب التكتل ما أسماه ‘النهج الدكتاتوري الوحشي’، مطالبا بالإطلاق الفوري وغير المشروط لسراح محمد ولد قدور، وكافة المعتقلين الأبرياء جراء الاحتجاجات السلمية الأخيرة.
وفيما تتفاعل هذه المواقف حمل الكثيرون الإعلام الخاص من إذاعات وتلفزيونات حرة، المسؤولية في تأجيج المشاعر عبر تغطيته غير المهنية للاحتجاجات وسلوك أسلوب التحريض في الريبورتاجات والنشرات الإخبارية.
هذا واندفعت الصحف الموريتانية ضمن إصداراتها ليوم أمس في نشر تحليلات تستكنه الاحتمالات المطروحة لفاعلي حادثة التمزيق.
وكان أبرز ذلك المقارنة التي نشرتها صحيفة ‘الأمل الجديد’ ذات الاطلاع الواسع، والتي أكدت فيها أن ‘الاحتمالات توزعت بين من يمد أصابع الاتهام إلى جهات خارجية ومن يعتقد أن القضية مفبركة على المستوى الداخلي وحتى من يرون أنها حادثة معزولة’.
‘لكن المؤشرات الموجودة حتى الآن’، تضيف الصحيفة، ‘تشير بوضوح إلى أن الأمر لا يتعلق بحادث معزول لأن الشاهد الوحيد تحدث عن عدة أشخاص وليس عن شخص واحد، كما أن فعل التمزيق تكرر في أقل من 24 ساعة في منطقة أخرى هي سانترمتير بتفرغ زينه (غرب نواكشوط)، إضافة إلى أنه ليس هناك هدف فردي يدفع أي شخص لارتكاب مثل هذه الجريمة الشنيعة ما لم تكن تسيطر عليه قناعة فكرية جامحة مضادة أو تدفعه جهات تستهدف تنفيذ خطة ما تجاه المجتمع أو البلد’.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية