الاخوان المسلمون صمام أمان للشعب العربي

حجم الخط
0

أسس حسن البنا جماعة الاخوان المسلمين عام 1928 في مدينة الإسماعيلية، حيث بدأ بنشر فكر الجماعة في مصر كحركة جامعة شاملة تُعنى بالإصلاح الاجتماعي والسياسي، ثم انتقلت بعد ذلك إلى مدينة القاهرة حيث الكثافة السكانية الكبيرة ومركز الدولة المصرية، وفي مطلع ثلاثينيات القرن العشرين، زاد التفاعل الاجتماعي والسياسي للإخوان المسلمين وأصبحوا في عداد التيارات المؤثرة سياسياً واجتماعياً.
قام الاخوان المسلمون بعد الحرب العالمية الثانية بالمشاركة في حرب 1948 لتحرير فلسطين بكتائب انطلقت من كل من مصر و سوريا والعراق، وبعد انتهاء الحرب وهزيمة الدول العربية فيما يعرف اصطلاحا ‘النكبة الفلسطينية’ قام رئيس الوزراء المصري في ذلك الوقت محمود النقراشي بحل الجماعة بتهمة ‘التحريض والعمل ضد أمن الدولة’، الامر الذي ادى الى اغتياله لاحقا من قبل عبد المجيد حسن الطالب بكلية الطب البيطري بجامعة بالقاهرة، أحد طلاب الإخوان الذي قُبض عليه في الحال وأودع السجن، وقد ارتكب فعلته وهو يرتدي زي ضابط شرطة، وقد أدان الإخوان قتل النقراشي وتبرأوا من قتلته بعدما قال البنا مقولته الشهيرة عن القتلة ‘ليسوا إخوانا وليسوا مسلمين’، وبعد اغتيال النقراشي بعدة أشهرتم اغتيال مؤسس الجماعة حسن البنا مساء السبت 12 شباط (فبراير) 1949م.
اسوق هذه المقدمة للتعليق على ‘قرار مجلس الوزراء المصري إعلان جماعة الإخوان المسلمين جماعة إرهابية وتنظيمها تنظيماً إرهابياً في مفهوم نص المادة 86 من قانون العقوبات بكل ما يترتب على ذلك من آثار وتوقيع العقوبات المقررة قانونا بجريمة الإرهاب على كل من يشترك في نشاط الجماعة أو التنظيم أو يروج لها بالقول أو الكتابة أو بأي طريقة أخرى وكل من يمول أنشطتها.
حسب المادة السابقة من قانون العقوبات المصري تصل عقوبة أعمال الإرهاب إلى الإعدام في حالة إمداد المنظمة الإرهابية (جماعة الاخوان المسلمين) بالسلاح والأموال، كما يعاقب بالأشغال الشاقة على تكوين المنظمات الإرهابية أو قيادتها أو الترويج لها، وبذلك يكون قادة الانقلاب في مصر قد اخذوا مصر الى الهاوية ، وقطعوا آخر شعرة من التواصل مع الجماعة، وهم بذلك ايضا لم يتعظوا من تجارب سابقة من دول مجاورة حيث كل محاولات ‘اجتثاث’ لا تنفع ولا تفيد ولا تؤدي الى الا الاقتتال الداخلي، وصراعات دموية يكون الخاسر فيها فقط الشعب المصري، وما يترتب على ذلك من اقصاء لدور مصر العربي التاريخي المحوري في الامة العربية.
اثبتت ‘ الجماعة ‘ وعلى مدار عقود من الزمن انها كانت تشكل دوما صمام امان لأغلب الدول العربية التي تعمل على ارضها حتى لا نقول كلها، ولست هنا بصدد الدفاع عنها لكن تجارب الامس السياسية والاقتصادية والاجتماعية اثبتت ان بوصلة الجماعة كانت دوما بعيدة عن الصدام المجتمعي وبعيدة عن صراع السلطة، الا ما كان عبر صناديق الانتخابات وهو ما حدث في مصر التي انتخبت رئيسها المعزول انتخابا حرا ونزيها باعتراف كل المراقبين من العرب والاوربيين والامريكان.
ان الاجراء المصري الاخير بخصوص اعتبار ‘جماعة الاخوان المسلمين’ تنظيما ارهابيا وإخطار الدول المنضمة لاتفاقية مكافحة الإرهاب لعام 1998 بإعلان الحكومة المصرية لجماعة الاخوان المسلمين تنظيما ارهابيا سيكون بمثابة تدخل في شؤون الدول العربية الاخرى، فالإخوان المسلمون في الاردن وتونس وفلسطين وسوريا والعراق والمغرب وبقية الدول العربية الاخرى معنية بهذا الاجراء طبقا لتلك الاتفاقية، مع الاخذ بعين الاعتبار ان منهم في السلطة الحاكمة من خلال السلطة التنفيذية او التشريعية او القضائية، فكيف سيكون التعامل معهم اذا كانت تنطبق عليهم صفة ‘إرهابيين’.
خلاصة القول، ان مصر ترتقي مرتقى صعبا، وان قيادات مصر بقرارها المتسرع في ذلك وكأنها تعلن عن اجتثاث 14 مليون ناخب عضو او متعاون او متضامن او مؤازر للجماعة، وان عليها ان تعرف طريق التسامح والمصالحة افضل من طريق ‘الاجتثاث’ الذي اثبتت الايام والوقائع والاحداث انه لا يجتث الا روح المحبة في المجتمع المصري والعربي فقط .
علام منصور – مصر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية