ثمن الحرية قبيل الانتخابات العراقية

حجم الخط
0

لو عدنا الى ذاكرة التأريخ وراجعنا مجموعة الحركات الشعبية التي قام بها شعبنا العراقي المسكين خلال فترة الأربع سنوات الماضية، من مظاهرات و اعتصامات وحملات جمع تواقيع وحملات إعلامية وتحشيدية، من أجل رفع احدى المصائب والمظلوميات التي وقعت على شعبنا، لوجدنا بأن الحال على نفسه وأنها لم ولن تجدي نفعاً أبداً مع حكومة وبرلمان استخدما كل السبل والحيل من أجل الدفاع عن مصالح الأحزاب والشخصيات المنضوية تحت هاتين المؤسستين، بل وصل الأمر الى رفع السلاح واستخدام الاساليب الوحشية وتوجيه الاتهامات ضد كل من يطالب بحقه، لذا لا بد لنا من الاتعاظ وأخذ العبر والدروس من هذا الماضي المؤلم وإيجاد حلول وتغيير طرق المطالبة والتعبير الشعبي السلمي، مع الأخذ بالأعتبار بأن العملية السياسية هي مجرد وليدة حديثة العهد واللاعبين فيها هم ليسوا سوى هواة سياسة جاءت بهم الصدفة الى مواقع القرار، مما يفسر بشكل منطقي مجموعة التخبطات و المخالفات والأمور غير المعهودة المتخذة من قبل مكونات هذه العملية، فذهب ضحيتها آلاف الضحايا والأبرياء، ولكن ما زلنا نردد أن للحرية ثمن، ولكي لا يزداد ثمن حريتنا لا بد من وقفة حقيقية وجادة من أجل تغيير واقعنا المظلم والحالك باللون الاحمر، كوننا لم نعد نفارق مشاهد الدم والقتل والخراب يومياً ومن دون توقف،
فمن هنا لا بد أن ندعو اخوتنا الناشطين في مجال عمل منظمات المجتمع المدني والعمل الشعبي والتطوعي الى ترك الأساليب القديمة في التعبير عن الرأي من خلال اتخاذ موقف حازم وجريء من الأحزاب الحاكمة وتسخير جهودهم في تثقيف الناس وتوجيههم الى ضرورة المشاركة في التغيير من خلال صناديق الأنتخابات، وخصوصاً بعد أن أصبح يوم الانتخاب والتغيير قريبا جداً، فلم يتبق لليوم المنشود سوى شهرين فقط، ستين يوماً كافيات تماماً لو أحسنا استغلالها لإيضاح الأمور للناس البسطاء والمغرر بهم والمندفعين من دون وعي ، فبدلاً من أن نخرج لنطالب بتغيير قانون واحد، فلنفكر في تغيير من جاء بــــهذا القانون أصلاً وننتخب أناساً يشرعون لنا قوانين تتلاءم مع أرادة شعبنا المضطهد منذ سنين. لا يكفي أن نقول أو نسمع رأينا من دون فعل او تغيير، لا بد من أن نغير ليس لأجلنا، نحن الذين ذقنا مرارة الحياة وأضعنا سنين عمرنا تحت مطرقة الجــــلادين، بل لأجل اولادنا الذين لا بد أن نفكر في أن نضحي حتى بأرواحنا لأجل ضمان مستقبلهم وتأمين أحلامهم الصغيرة والفقيرة في بــــلد يستحق أن يكون الأول في العالم لما فيه من خيرات وثروات أصبحت عبئاً على ساكنيه.
للحرية ثمن، والثمن هنا هو أن نقول رأينا صريحا بأننا لن نعيد انتخابكم ولن تحكمنا المشاريع التي شبعنا في ظل حكمها موتاً وقهراً ومرضاً و فقراً وجوعاً .
محمود الجبوري – العراق

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية